مقاتلون سوريون يسيطرون على قاعدة مهمة للجيش في الجنوب

المرصد: غارات النظام تقتل 67 شخصا في حمص وإدلب

مقاتلون سوريون يسيطرون على قاعدة مهمة للجيش في الجنوب
TT

مقاتلون سوريون يسيطرون على قاعدة مهمة للجيش في الجنوب

مقاتلون سوريون يسيطرون على قاعدة مهمة للجيش في الجنوب

هاجمت جماعات سورية مسلحة اليوم (الثلاثاء)، قاعدة مهمة للجيش السوري في جنوب البلاد، سعيا لزيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد بعد الخسائر التي مني بها في مناطق أخرى من البلاد.
والمنطقة الجنوبية قرب الحدود مع الاردن واسرائيل هي من المناطق التي تمكنت فيها الجماعات المسلحة من إلحاق الهزائم بالاسد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، خصوصًا حين سيطرت على معبر نصيب الحدودي مع الاردن في أول ابريل (نيسان).
وتكتسب المنطقة أهمية نظرا لقربها من العاصمة السورية دمشق، وهي واحدة من المعاقل الاخيرة للجماعات المسلحة المنتمية للتيار الرئيس التي توارت في مناطق أخرى من سوريا إلى جوار جماعات متطرفة منها تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» جناح "القاعدة" في سوريا.
واستهدف الهجوم قاعدة تعرف باسم (اللواء 52) شمال شرقي مدينة درعا. وفشلت من قبل محاولات قوات المعارضة في السيطرة عليها.
وفي حديث لموقع سكايب لوكالة "رويترز" للأنباء، قال صابر سفر ، عقيد سابق في الجيش السوري انشق ويقود الآن (الجيش الاول)، متحدثا عن القاعدة «الاهمية كبيرة لأنه يعتبر ثاني أكبر لواء لدى النظام» في الجنوب.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له عن معارك عنيفة بين جماعات المعارضة من جانب والجيش السوري وقوات تحارب في صفوفه من جانب آخر.
في السياق ذاته، أفاد المرصد بأن 67 مدنيا قتلوا في ضربات جوية شنتها قوات النظام في حمص وادلب.
وأظهر تسجيل مصور التقطه هاوٍ أمس الاثنين ما ورد أنه جثث ترقد في شوارع الجنودية في ادلب وأطفالا اصيبوا بجروح يجري انقاذهم من انقاض المباني المنهارة.
ولم تتمكن وكالة "رويترز" للأنباء من التحقق من مصادر مستقلة من محتوى لقطات الفيديو التي حصلت عليها من موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت.
كما أفاد المرصد الذي يتابع أعمال العنف في أنحاء سوريا، بأن 10 نساء وستة أطفال كانوا بين 49 مدنيا قتلوا في قرية الجنودية. مضيفًا أن النظام السوري أسقط براميل متفجرة على مدينة الرستن شمال حمص ما أسفر عن مقتل 18 مدنيا.
ويوجد تسجيل فيديو ثان ورد أنه يبين الدمار بالقرب من حمص يوم الاحد، ويمكن مشاهدة الجرحى الذين يجري إخراجهم من مبنى دمر.
ومنذ أواخر العام الماضي سيطر تحالف يضم «جبهة النصرة» جناح القاعدة في سوريا على محافظة ادلب الشمالية الشرقية كلها تقريبا والواقعة على حدود تركيا. كما انتزع تنظيم «داعش» السيطرة على مدينة تدمر التاريخية من القوات الحكومية.
يذكر ان الانتكاسات التي مني بها الاسد جعلت واضعي السياسة في الغرب يعتقدون أن هناك فرصة تلوح في الافق للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.
وفي المقابل قوبلت هذه الهزائم ببيانات تأييد للأسد من إيران التي يعتبر دعمها له حيويا لبقائه.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.