ضجة في العراق بعد اعتداء رب عمل على عمال آسيويين

مواقع التواصل الاجتماعي تداولت الحادث.. والحكومة تعد بالمحاسبة

ضجة في العراق بعد اعتداء رب عمل على عمال آسيويين
TT

ضجة في العراق بعد اعتداء رب عمل على عمال آسيويين

ضجة في العراق بعد اعتداء رب عمل على عمال آسيويين

عند التجوال في محافظة البصرة (كبرى مدن جنوب العراق)، تجد الكثير من العمال الأجانب خاصة من الجنسيات (الهندية والباكستانية والبنغلاديشية) في محاولة لكسب الرزق، بعضهم دخل إلى العراق بطرق شرعية، والآخرون بطرق شتى، منها بالتأشيرات السياحية، الأمر الذي دفع بأرباب العمل إلى استغلالهم حتى وصل الأمر إلى الضرب، كما كشفه مقطع فيديو انتشر مؤخرا وآثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يظهر قيام صاحب محطة لغسل السيارات بضرب عمال آسيويين.
وفي الوقت الذي أكدت فيه السلطات العراقية فتح تحقيق في الموضوع، أشار مسؤولون إلى أن سبب الاستغلال هو غياب قانون ينظم العمالة في العراق مع إهمال موضوع سوء المعاملة وضمان حقوق الإنسان. وقال العقيد شفيق حاتم، مدير شعبة حقوق الإنسان بمكتب المفتش العام في البصرة التابع لوزارة الداخلية العراقية، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك شخص في محطة لغسيل السيارات قام بالاعتداء وضرب عمال آسيويين كانوا يعملون في المحطة». وأضاف أن «العمال طالبوا بجوازات سفرهم وأجورهم من صاحب المحطة لكنة رفض إعطائهم ما يطلبونه وضربهم».
السلطات المحلية في البصرة شكلا فورا لجنة تحقيق خاصة تضم في عضويتها مسؤولين من وزارتي الداخلية وحقوق الإنسان وممثلين عن اتحاد نقابات العمال في المحافظة بهدف الوقوف على أسباب الحادث. وقال مدير مكتب حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا في البصرة خلل كبير، فهناك عمالة أجنبية وافدة من دون ضوابط للعمل، وهذه العمالة تأتي بذريعة زيارة العتبات المقدسة لكنها تعمل في السوق العراقية ومنهم الكثير، وأثروا على سوق العمل حيث لا ضوابط لضمان الحقوق سواء لهم أو لرب العمل».
وأضاف أن «هؤلاء أصبحوا اليوم بالمئات بل بالآلاف وبالتالي هذا يشكل عبئا على الاقتصاد العراقي الأمر الذي قد يولد حالات سلبية ودخيلة على السوق العراقية ومنها عمليات الاعتداء وسوء المعاملة التي هي مرفوضة وبشكل قاطع». إلى ذلك، وجهت دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، قسم شؤون المواطنين في محافظة البصرة بتشكيل لجنة طوارئ للمتابعة والتحقيق في حادث الاعتداء. وقالت الأمانة في بيان إن «قسم شؤون المواطنين في المحافظة، اصطحب مدير مكتب حقوق الإنسان وممثل دائرة الجوازات والإقامة، وتم عرض العمال على الطبيب المختص لإثبات حالة الاعتداء». وتابعت «جرى التوجيه بتنظيم محضر رسمي بالحادث، وتوجيه الجهات المعنية بالمتابعة والتحقيق، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحسب الضوابط من أجل توفير حياة كريمة لكل المقيمين بالعراق».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».