سفينة الحبوب «رازوني» تتجه إلى لبنان بعد تفتيشها في البوسفور

تركيا تأمل أن تغادر ثلاث سفن أوكرانيا يوميا بدلاً من واحدة

سفينة الحبوب «رازوني» (أ.ب)
سفينة الحبوب «رازوني» (أ.ب)
TT

سفينة الحبوب «رازوني» تتجه إلى لبنان بعد تفتيشها في البوسفور

سفينة الحبوب «رازوني» (أ.ب)
سفينة الحبوب «رازوني» (أ.ب)

غادرت سفينة الحبوب «رازوني» مضيق البوسفور، الأربعاء، متجهة إلى ميناء طرابلس في لبنان بعد تفتيشها بواسطة فريق من مركز التنسيق المشترك في إسطنبول ضم ممثلين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة للتأكد من عدم حملها أي أسلحة أو معدات عسكرية، فيما قال مسؤول تركي كبير إن ثلاث سفن قد تغادر الموانئ الأوكرانية يوميا بدلا من سفينة واحدة في اليوم، بعد أن نجحت أول سفينة تحمل حبوبا في مغادرة ميناء أوديسا وتم السماح لها بالمرور عبر مضيق البوسفور بعد عمليات التفتيش.
ونفذت أعمال التفتيش وفق الأسس المتفق عليها في «وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية»، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وكانت قد رست السفينة في منطقة «روملي فنار» شمال مضيق البوسفور الذي وصلت إليه مساء الثلاثاء، وبدأ تفتيشها صباح الأربعاء واستغرق حوالي ساعة ونصف الساعة. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان عبر «تويتر» أن عملية تفتيش السفينة التي تحمل علم سيراليون والتي تحمل 26 ألفا و527 طنا من الذرة، والتي خرجت من ميناء أوديسا الأوكراني، الاثنين، انتهت وأنها في طريقها نحو لبنان. وبثت وسائل الإعلام التركية مقاطع فيديو لفريق المفتشين المشترك، المؤلف من 20 شخصا، أثناء توجهه لتفتيش السفينة «رازوني» التي تعد أول سفينة تغادر موانئ أوكرانيا منذ بدء الاجتياح الروسي في 24 فبراير (شباط) الماضي، في إطار اتفاقية الممر الآمن للحبوب بالبحر الأسود الموقعة بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) الماضي. وتقضي الاتفاقية، المحددة بإطار زمني 120 يوما قابلة للتجديد ما لم يعترض أي من الطرفين (روسيا وأوكرانيا)، بتأمين خروج السفن المحملة بالحبوب التي حوصرت في موانئ أوكرانيا، كما تسمح بخروج الحبوب والمواد الغذائية والسماد من موانئ روسيا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين في نيويورك: «نأمل بأنه ستكون هناك مزيد من التحركات المتجهة إلى الخارج غدا... هذه عملية دقيقة وصعبة ومعقدة لكن هناك تحركات أخرى مزمعة.» وأضاف أنه توجد حوالي 27 سفينة في الموانئ الأوكرانية الثلاثة التي يشملها اتفاق التصدير جاهزة لنقل الحبوب.
ومن المتوقع أن ترفع هذه الإمدادات القادمة من أوكرانيا القيود عن ملايين الأطنان من الحبوب لتصديرها إلى السوق العالمية. وتهدف الصادرات من أحد أكبر منتجي الحبوب في العالم للمساعدة في تخفيف أزمة غذائية عالمية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي مساء الثلاثاء: «هدفنا الآن هو الانتظام (...) الاستمرارية والانتظام مبدأ ضروري لمستهلكي إنتاجنا الزراعي»، مدينا «الدولة الإرهابية» الروسية التي «تسببت بأزمة الغذاء من أجل استخدام الحبوب والذرة والزيت أسلحة». ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين «بحرارة» بإبحار «رازوني»، معربًا عن أمله في أن يجلب استئناف الصادرات الأوكرانية الذي سمح به اتفاق دولي، «الاستقرار والمساعدة اللذين لا بد منهما لضمان أمن الغذاء العالمي». وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن 16 سفينة أخرى محملة بالحبوب «تنتظر دورها» لمغادرة أوديسا الميناء الأوكراني الرئيسي الواقع على البحر الأسود وكان يتركز فيه قبل الحرب ستين بالمئة من نشاط الموانئ في البلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «دعونا نأمل في أن تنفذ جميع الأطراف الاتفاقات وأن تعمل الآليات بشكل فعال».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.