واشنطن تصف اتهامات إيران لمراسل {واشنطن بوست} بـ«السخيفة»

جلسة جديدة للمحاكمة المغلقة للصحافي الأميركي في طهران

واشنطن تصف اتهامات إيران  لمراسل {واشنطن بوست} بـ«السخيفة»
TT

واشنطن تصف اتهامات إيران لمراسل {واشنطن بوست} بـ«السخيفة»

واشنطن تصف اتهامات إيران  لمراسل {واشنطن بوست} بـ«السخيفة»

انتهت أمس، ثاني جلسات محاكمة مراسل صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، جيسون رضايان، المحتجز منذ 11 شهرا، من دون التوصل إلى نتيجة واضحة. وكانت جلسة محاكمة رضايان الأولى، التي جرت وقائعها قبل أسبوعين، قد تم تأجيلها من دون تحديد موعد لجلسة الاستماع التالية. غير أن وقائع الجلسة الثانية جرت فعلا أمس، ولكن خلف أبواب مغلقة.
وقالت ليلى إحسان محامية الدفاع عن رضايان، إنه متهم بالتجسس «والتعاون مع حكومات معادية»، بالإضافة إلى نشر الدعاية. ويتهم رضايان بتمرير معلومات إلى البيت الأبيض عن طريق صحافي أميركي، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وقد نفى المتهم جيسون رضايان (39 عاما) جميع الاتهامات التي وجهت إليه أثناء جلسة محاكمته الأولى. وظهرت في المحكمة في حينها، الصحافية سغانة صالحي، زوجة رضايان، بالإضافة إلى مصورة صحافية لم تعرف هويتها، على الرغم من إطلاق سراحهما قبل ذلك، والإبقاء على رضايان محتجزا في سجن «إيفين» سيئ السمعة في شمال طهران.
من جانبها، وصفت الولايات المتحدة الاتهامات بالسخيفة، وطالبت بالإفراج الفوري عن رضايان.
يذكر أن السلطات الإيرانية كانت قد ألقت القبض على رضايان، الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، وهو رئيس مكتب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في طهران، بالإضافة إلى زوجته والمصورة الصحافية، حيث جرت محاكمته في جلسة مغلقة في 26 مايو (أيار) الماضي، أمام الغرفة الـ15 للمحكمة الثورية في طهران، وهي محكمة خاصة تنظر في القضايا السياسية أو تلك المتعلقة بالأمن القومي.
وقد نددت أسرة رضايان في حينها، بالاتهامات الموجه لرضايان، ووصفتها بـ«المثيرة للسخرية»، بينما عدت «واشنطن بوست» أن الصحافي الذي يواجه احتمال الحكم عليه بما بين 10 أعوام و20 عاما، وقع «ضحية للنزاعات» الداخلية في إيران.
وكان رضايان قد عمل لحساب الصحيفة الأميركية منذ 2012. وأوقف في 22 يوليو (تموز) 2014، مع زوجته سغانة صالحي في منزلهما لأسباب لم تتضح، وأوقفت أيضا معهما في اليوم نفسه المصورة الصحافية.
وأثار توقيف رضايان توترا جديدا بين إيران والولايات المتحدة اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. ودعت واشنطن السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح رضايان، إلا أن طهران التي لا تعترف بازدواج الجنسية، أصرت على أن القضية شأن إيراني، وشددت على استقلالية القضاء.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.