تأجيل اجتماعات ميليشيات الدبيبة وباشاغا يؤخر حسم «صراع الشرعية»

واصلت الميليشيات المسلحة الموالية للحكومتين الليبيتين المتنازعتين على السلطة في العاصمة طرابلس تلاسنهما الإعلامي، بعد تأجيل اجتماع حاسم بينهم إلى أجل غير مسمى. وفي غضون ذلك، يستعد عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، للقيام بزيارة هي الأولى من نوعها إلى تركيا في إطار التحسن، الذي شهدته مؤخراً علاقات الطرفين.
وقال أسامة الجويلي، آمر المنطقة الغربية المحسوب على فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار، والمدعومة من مجلس النواب، إن الاجتماع الثاني لقادة التشكيلات المسلحة للطرفين تأجل، بناءً على طلب الموالين لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة.
موضحاً أن الاجتماع، الذي كان يستهدف استكمال الحوار للوصول إلى توافق حول تسلم حكومة باشاغا مهامها داخل العاصمة، لم يعقد، بينما اتفق الحاضرون في الاجتماع، الذي اقتصر على بعض التابعين لباشاغا، على ضرورة التواصل مع الأطراف كافة؛ «حقناً للدماء ولتجنيب العاصمة الأعمال القتالية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً». وفي المقابل، اجتمع عماد الطرابلسي، آمر جهاز الأمن العام، وغنيوة الككلي آمر جهاز دعم الاستقرار، وقادة مجموعات مسلحة تابعة للدبيبة لمناقشة الوضع في المنطقة الغربية.
من جانبه، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لدى اجتماعه في طرابلس مع الدبيبة على أهمية استمرار العمل الأمني، عبر زيادة تفعيل عمل الأجهزة المختصة، ومتابعتها في أداء دورها، موضحاً أن اللقاء بحث آخر المستجدات والإجراءات التي اتخذتها حكومة الوحدة في العديد من القطاعات. وقال المنفي إن الاجتماع تطرق أيضاً إلى سُبل تكاثف الجهود من أجل تنظيم عمل كل الوحدات، والقطاعات العسكرية بالمنطقة الغربية.
من جهة أخرى، قال أعضاء في مجلس النواب إن رئيسه، عقيلة صالح، سيزور تركيا غداً للمرة الأولى، وذلك في خطوة إضافية لتحسين العلاقات بين الطرفين. ونقلت وسائل إعلام محلية معلومات عن مرافقة عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي، لصالح في هذه الزيارة، التي لم يعلن عنها مجلس النواب رسمياً. لكن مصادر مقربة من صالح قالت إنه سيلتقي خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وكبار مساعديه لبحث تطورات الأزمة الليبية، ومستقبل العلاقات بين المنطقة الشرقية وتركيا. كما توقعت المصادر ذاتها أن يستغل صالح الزيارة لمطالبة تركيا بسحب قواتها العسكرية المتواجدة في الغرب الليبي، وإنهاء تواجد المرتزقة السريين الموالين لها هناك.
إلى ذلك، تعهدت ألمانيا على لسان ميخائيل أونماخت، سفيرها لدى ليبيا، بمواصلة دعم جهود الأمم المتحدة المستمرة من أجل حل سلمي ومستدام لصالح جميع الليبيين، كما أشاد بالسعي الدؤوب للمستشارة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز في تحقيق السلام والاستقرار، من أجل ليبيا وشعبها. كما تعهدت إيطاليا وفقاً لنيكولا أورلاندو، مبعوثها الخاص لدى ليبيا، بمواصلة دعم التزام الأمم المتحدة بالسلام والاستقرار من خلال الانتخابات، وطالب قادة البلاد والجهات الفاعلة الرئيسية بوضع ليبيا والشعب الليبي قبل مصالحهم الشخصية، وأن يعملوا للوصول إلى سلطة تنفيذية موحدة، وأن يرفضوا بحزم الصراع والعنف.