ليبيا: نزاع الحكومتين يصل إلى نقل ضحايا انفجار

قتلى وجرحى في حريق شاحنة وقود جنوب البلاد

صورة وزعها مركز سبها الطبي لتلقي المصابين العلاج
صورة وزعها مركز سبها الطبي لتلقي المصابين العلاج
TT

ليبيا: نزاع الحكومتين يصل إلى نقل ضحايا انفجار

صورة وزعها مركز سبها الطبي لتلقي المصابين العلاج
صورة وزعها مركز سبها الطبي لتلقي المصابين العلاج

أسفر انفجار شاحنة وقود في منطقة بنت بية بمدينة أوباري بجنوب ليبيا عن مقتل 7 على الأقل، وإصابة العشرات بحروق متفاوتة، بينما تنازعت الحكومتان المتصارعتان على السلطة على نقل وعلاج المصابين والتحقيق في ملابسات هذه الفاجعة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر أمنية أن «سبب الكارثة الإنسانية التي استفاقت عليها مناطق ومحلات بلدية بنت بية وأدت إلى وفاة سبعة وإصابة 50 مصاباً، يرجع إلى نشوب حريق في شاحنة جنحت بجانب الطريق» مشيرة إلى أنه «فور انقلاب الشاحنة على الطريق العام تهافت المواطنين نحو الشاحنة للاستفادة من الوقود المنسكب، رغم التحذيرات فإن الانفجار وقع بعد وقت متأخر وأدى إلى وقوع جروح وسط المواطنين والسيارات القريبة من الصهريج».
وفي غياب إحصائية رسمية موحدة للسلطات المحلية، قالت مصادر أمنية وطبية إن «عدد المصابين ارتفع إلى 130 شخصاً بينما لقي 7 مصرعهم».
وقال جهاز الإسعاف والطوارئ إنه أرسل فريقاً طبياً و3 طائرات من طرابلس لنقل المصابين، بينما أعلن مركز سبها الطبي في بيان مقتضب أن الانفجار حدث بداخل بلدية بنت بية دون أن يكشف الأسباب، ووجه نداءً عاجلاً لنقل الحالات الحرجة إلى طرابلس لعدم قدرته على استيعاب الضحايا.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصدر محلي في بلدية بنت بية، أن «7 أشخاص لقوا حتفهم خلال قيامهم بتعبئة الوقود من الشاحنة التي توقفت نتيجة لعطل، لافتاً إلى تفحم الجثث جراء النيران.
وأرجع تهافت السكان المحليين على الشاحنة المتوقفة بسبب انعدام الوقود في المنطقة الجنوبية وارتفاع سعره في السوق السوداء.
في المقابل، قال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة إنه يتابع عن كثب هذه الفاجعة بسبب انفجار صهريج الوقود، مشيراً إلى تكليف جهاز الإسعاف بتشكيل خلية أزمة والعمل لنقل الحالات إلى المستشفيات الكبرى في أسرع وقت، بالإضافة إلى تكليف وكيل وزارة الصحة ووكيل وزارة الحكم المحلي وطاقم طبي من مستشفى الحروق لدعم جهود المنطقة في هذه الأوضاع الاستثنائية.
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1554016643092811777?s=20&t=kRoCuXwl-tm7aAMEqWmU4g
وطبقاً لما أعلنه عادل جمعة وزير الدولة بحكومة الدبيبة فقد تم إرسال 3 طائرات إسعاف وفريق طبي إلى مستشفى سبها لنقل وعلاج الحالات الحرجة.
وقال فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار الموازية إنه أصدر تعليماته لنائبه عن الجنوب ووزراء الصحة والداخلية والطيران المدني بإجراء كافة الإجراءات حيال سرعة إسعاف المصابين ودعم المركز الطبي بسبها وفتح تحقيق في الحادث.

وطبقاً لما أعلنه عثمان عبد الجليل وزير الصحة بحكومة باشاغا فإنها في حالة تنسيق ومتابعة مستمرة لمتابعة الأوضاع؛ لافتاً إلى نقل المصابين إلى مدينة بنغازي بشرق البلاد للعلاج.
وقال المجلس الرئاسي، الذي قدم التعازي لأهالي الضحايا، إنه كلف الحكومة بتقديم الدعم السريع لهم، كما أرسلت القيادة العامة للجيش الوطني طائرة عسكرية لإجلاء المصابين وكلفت الطب العسكري بالتنسيق لأي مساعدة.
بدوره استغل خالد المشري الذي فاز أمس بولاية خامسة في منصبه كرئيس لمجلس الدولة الحادث وقال إن «هناك حالة عجز تام في النواحي الطبية والحكومات عاجزة تماماً عن أداء مهامها وهو ما يحفزنا للوصول إلى الانتخابات».
وأعيد انتخاب المشري رئيساً للمجلس للمرة الخامسة على التوالي بمجموع 65 صوتاً من أصل 118 صوتواً في جلسة رسمية بالعاصمة طرابلس، بحضور 107 أعضاء، ترشح 4 منهم على منصب الرئيس.
وأجريت جولة حاسمة بين المشري الذي حصل على 45 صوتاً في جولة التصويت الأولى بينما حصل أقرب منافسيه العجيلي بوسديل على 34 صوتاً.
وكان محمد عون وزير النفط بحكومة الوحدة قد أبلغ وكالة الصحافة الفرنسية أن ليبيا تمكنت من العودة بإنتاجها اليومي من النفط إلى مستويات ما قبل «الإغلاق القسري» لعدد من المنشآت النفطية الرئيسية، والذي استمر لنحو ثلاثة أشهر، وأكد أن الإنتاج اليومي من خام النفط بلغ 1.2 مليون برميل»، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية.
وببلوغ هذه المعدلات، يكون إنتاج النفط قد وصل إلى مستويات ما قبل إعلان «القوة القاهرة»، وفقاً لمؤسسة النفط الليبية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.