إعادة محاكمة سماحة بقاضي جزاء وأدلة جديدة في لبنانhttps://aawsat.com/home/article/378601/%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A3%D8%AF%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
إعادة محاكمة سماحة بقاضي جزاء وأدلة جديدة في لبنان
يمثل مستشار الرئيس السوري بشار الأسد، الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة، مجددا أمام القضاء اللبناني في 16 يوليو (تموز) المقبل، لمحاكمته من جديد في قضية نقل 25 عبوة ناسفة من سوريا إلى لبنان، وتسليمها إلى المخبر ميلاد كفوري، وتكليفه الأخير بتفجير هذه العبوات في موائد إفطارات رمضانية في منطقة عكار (شمال لبنان)، بهدف قتل نواب وسياسيين ورجال دين من المؤيدين للمعارضة السورية، إضافة إلى التخطيط لاغتيال البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارة الأخير التي كانت مقررة إلى عكار، بهدف إحداث فتنة طائفية وضرب السلم الأهلي في لبنان. وتأتي إعادة محاكمة سماحة بعدما نقضت محكمة التمييز العسكرية، برئاسة القاضي طوني لطوف، الحكم المخفف الذي أصدرته المحكمة العسكرية الدائمة بحقه في 13 مايو (أيار) الماضي، وقضى بسجنه أربع سنوات ونصف السنة، وإدانته بمحاولة القيام بأعمال إرهابية، بينما برأته من جرائم محاولة القتل وتأليف عصابة مسلّحة بقصد القيام بأعمال إرهابية والنيل من سلطة الدولة، واعتبرت «محكمة التمييز» الحكم ملغى وقررت إعادة المحاكمة من جديد. وينتظر أن تتخذ المرحلة الجديدة من المحاكمة اهتماما يفوق المرحلة السابقة لسببين أساسيين، الأول أن الاستجواب سينطلق من أسس مختلفة عن السابق، فرئيس المحكمة هو قاضٍ متمرس في القضايا الجزائية ولديه القدرة الكبيرة على معالجة كل مادة اتهامية بتفصيل أدق وأعمق، بينما كان رئيس المحكمة العسكرية الدائمة ضابطا برتبة عميد. أما السبب الثاني فتكمن أهميته في مواجهة المتهم بأدلة جديدة لم تبرزها المحكمة في المحاكمة السابقة، أهمها التسجيلات التي تظهر سماحة بالصوت والصورة وهو يفاوض ميلاد كفوري على الأموال التي سيدفعها له لقاء تنفيذ هذا المخطط الإرهابي وتسليمه المتفجرات، واعترافاته الصريحة بأن هذا المخطط لا يعرف به إلا اثنان في سوريا، هما علي والرئيس (في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد ومدير مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك). وهو ما ينسف كل التبريرات التي قدمها سماحة أمام المحكمة وتصوير نفسه كضحية وأنه وقع في فخّ نصبه له جهاز أمني (شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي برئاسة اللواء وسام الحسن الذي اغتيل بعد ثلاثة أشهر من توقيف سماحة)، وجنّد كفوري للإيقاع به. هذه الأسباب مجتمعة تضع محكمة التمييز أمام مسؤولية وطنية أولا وقضائية ثانيا. وهو ما عبر عنه مصدر قضائي، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «المحكمة ستتعامل مع الملف من منطلق قانوني قضائي بحت بعيدا عن كل الاعتبارات السياسية». ونفى المصدر أن «يكون للحملة السياسية والإعلامية التي شنّت على الحكم المطعون فيه أي تأثير على قناعة المحكمة، لأنها ستقارب الملف انطلاقا من الأدلة والوثائق وأقوال المتهم التي سيدلي بها أمامها وليس بما يقوله الشارع».
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.