باشاغا يُمنّي أوروبا بـ«الطاقة غير المسيّسة»

قال إن ليبيا تحت قيادته ستعمل على تحقيق السلام

فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (صفحته عبر فيسبوك)
فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (صفحته عبر فيسبوك)
TT

باشاغا يُمنّي أوروبا بـ«الطاقة غير المسيّسة»

فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (صفحته عبر فيسبوك)
فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (صفحته عبر فيسبوك)

كشف فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، المكلفة من مجلس النواب، عن جانب من المحادثات التي أجراها مع مبعوثي إيطاليا وفرنسا إلى بلاده، خلال الأيام الماضية، وقال: أكدنا على «التزامنا بالعمل معاً من أجل توطيد العلاقات فيما بيننا وتحقيق مصالحنا المشتركة».
واعتبر باشاغا، ليبيا في تصريح صحافي نشره عبر حسابه عبر «تويتر»، اليوم، «مفتاح الأمن بالبحر المتوسط، ويمكن أن تكون مصدراً مستداماً للطاقة غير المسيّسة لأوروبا، فضلاً عن الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه في مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة».
https://twitter.com/fathi_bashagha/status/1552562262942031873?s=20&t=zQTxkhBlApgU2oV81O3iYQ
والتقى باشاغا، المبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا بول سولير، أمس (الأربعاء)، وبحث معه بحسب السفارة الفرنسية لدى البلاد، «الاتفاق على ضرورة وحدة البلاد والاستقرار من أجل تنظيم الانتخابات وفقاً لرغبة الشعب».
وفي بنغازي بـ«شرق ليبيا» التقى باشاغا، المبعوث الإيطالي الخاص إلى ليبيا نيكولا نورلاندو، والسفير الإيطالي جوزيبي بيتشينو، وتناولوا ذات الموضوعات، وقال باشاغا إن حكومته «ستعمل على وحدة البلاد ودعم المسار الانتخابي وفقاً لمواعيدها المحددة بخريطة الطريق».
وعلّق باشاغا على اللقاءين، وقال: «أثنيت على الموقف العلني للبلدين الداعم لاستقرار وأمن بلدنا والمنادي بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. كما أنني أقدّر اعترافهما بأن الحكومة الليبية الموحدة هي شرط أساسي لنجاح الانتخابات».
وأرجع متابعون مصطلح «التسييس» للمناكفات التي شهدتها المؤسسة الوطنية للنفط في البلاد، خلال الأشهر الماضية، التي تؤدي عادة إلى وقف ضخ وإنتاج النفط وإعلان «القوة القاهرة» على الموانئ والحقول.
ودفعت الاشتباكات المسلحة في مدينة مصراتة، مسقط رأس باشاغا، وخصمه عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، إلى دعوة جهات دولية من بينها الولايات المتحدة بضرورة الاتفاق على مسار لإجراء الانتخابات، بما يمكن من تشكيل حكومة موحدة شرعية، وهو الأمر الذي لفت إليه السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، غير مرة.
وفيما يرى خصوم باشاغا، أنه يُمنّي أوروبا بالنفط الليبي لدعمه ومساندته في قادم الأيام، مضى مدافعاً عن حكومته، التي لم تتمكن بعد من الدخول إلى العاصمة لممارسة أعمالها، وقال: «أوضحت أيضاً أنه في ظل قيادتي ستبقى الأولوية القصوى لتحقيق السلام والاستقرار وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال، كما تنص عليه خريطة الطريق نحو التعافي التي أقترحها».
وسبق وطرح باشاغا، في العشرين من يونيو (حزيران) الماضي، خريطة طريق للتعافي من أجل ضمان مستقبل أفضل لليبيا، وتتضمن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن، واستحداث منصب «المنسق السامي لشؤون الانتخابات والناخبين» للعمل على المتطلبات الفنية والجداول الزمنية والخطوات اللازمة للانتخابات بشكل كامل، فضلاً عن ضمان الأمن والازدهار الاقتصادي لليبيا.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.