الرياض وباريس لتعظيم الشراكة الاستراتيجية في مواجهة المتغيرات العالمية

80 شركة فرنسية تستثمر 15 مليار دولار في السعودية... والميزان التجاري يتخطى 10 مليارات يورو

السعودية مليئة بفرص الاستثمار في المجالات التنموية بينها تحلية المياه والطاقة (رويترز)
السعودية مليئة بفرص الاستثمار في المجالات التنموية بينها تحلية المياه والطاقة (رويترز)
TT

الرياض وباريس لتعظيم الشراكة الاستراتيجية في مواجهة المتغيرات العالمية

السعودية مليئة بفرص الاستثمار في المجالات التنموية بينها تحلية المياه والطاقة (رويترز)
السعودية مليئة بفرص الاستثمار في المجالات التنموية بينها تحلية المياه والطاقة (رويترز)

بينما تخشى الاقتصادات الأوروبية من الكساد بسبب الآثار المترتبة على الحرب الروسية - الأوكرانية، في ظل العقوبات التي فُرضت على موسكو بمقاطعة إمدادات الطاقة والغاز الطبيعي، توقع اقتصاديون أن تعزز المباحثات السعودية - الفرنسية الشراكات الاستراتيجية التي تسهم في استقرار أسواق الطاقة والنفط العالمية، وتقلل من تحديات حركة سلاسل الإمداد الغذائية والسلع الضرورية، مستفيدة من السعي السعودي - الفرنسي إلى تعظيم الشراكة الاستراتيجية، في مواجهة المتغيرات الدولية والظروف الجيوسياسية.
وأكد الدكتور محمد بن لادن، رئيس مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى فرنسا، ستعزز أوجه التعاون في جميع الأصعدة والمجالات التي تهم البلدين، في ظل المتغيرات الدولية، التي ينعكس أثرها بشكل مباشر على المنطقة، مشيراً إلى أن زيارة ولي العهد تأتي في إطار ردّ الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جدة، في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي (2021)، حيث جرى خلالها تحديد أطر التعاون بين البلدين الصديقين.
وقال بن لادن لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الزيارة ستعطي دفعة قوية للعلاقات المتينة بين البلدين الممتدة على مدى العقود الماضية... المأمول أن تسفر محادثات ولي العهد وماكرون في باريس على تأكيد تطوير مجالات الشراكة السعودية - الفرنسية، بما يخدم أهداف (رؤية السعودية 2030)».
ووفق بن لادن، فستعمل الزيارة على الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات أفضل، في ظل النظرة الضبابية لأداء الاقتصاد العالمي، بسبب الظروف الجيوسياسية وتأثير الأزمات الصحية.
ورجَّح رئيس مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي أن تتمخض هذه الزيارة عن عقد اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة، في مجال التعاون التجاري، مشيراً إلى أن مجلس الأعمال المشترك أطلق خطة، في سبيل إيجاد الفرص وتشجيع الشركات الفرنسية على الاستثمار في المملكة، فضلاً عن نقل وتوطين التقنية، ما ينعكس على توليد مزيد من فرص العمل.
وعلى صعيد العلاقات التجارية بين السعودية وفرنسا، أوضح بن لادن أن حجم التبادل التجاري بين الرياض وباريس شهد تسارعاً بزيادة ملحوظة في الفترة الماضية، مبيناً أنه تجاوز عتبة 10 مليارات يورو، مشيراً إلى أن فرنسا تحتل المرتبة الثالثة من حيث موقعها كأحد كبار المستثمرين الأجانب في السعودية. وأفاد بأن الشركات الفرنسية تستثمر ما قيمته 15 مليار دولار.
ولفت رئيس مجلس الأعمال المشترك إلى أن الشركات الفرنسية حصلت على العديد من العقود المهمة في السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، في ميادين ومشاريع تنموية مختلفة كثيرة، مثل تحلية المياه، والطاقة، والأمن، والزراعة، إضافة إلى مشروع النقل العام بالمترو والحافلات في مدينة الرياض.
ووفق بن لادن، تعمل في السعودية نحو 80 شركة فرنسية توظف أكثر من 30 ألف شخص، مع نسبة توطين تصل إلى 36 في المائة، حيث تستثمر أكثر من 15 مليار دولار في السعودية، مفيداً بأن صادرات المملكة لفرنسا بلغت 6.5 مليار يورو، وتمثل المنتجات النفطية 96 في المائة من إجماليها.
من جهته، أكد رجل الأعمال السعودي، عبد الله المليحي، أن مباحثات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس إيمانويل ماكرون، في فرنسا، ستخاطب المستجدات الإقليمية والدولية، وتعزز الجهود المبذولة تجاهها، بغية مواجهة التحديات المشتركة، وصون الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن النتائج ستنعكس إيجاباً على استقرار الاقتصاد وأسواق الطاقة العالمية، في ظل توقعات بآثار سلبية للأزمة الروسية - الأوكرانية.
وتوقع المليحي أن تثمر المباحثات السعودية - الأوروبية التي يقودها ولي العهد السعودي في زيارته الرسمية الثانية لاثنين من دول الاتحاد الأوروبي، اليونان وفرنسا، تعميقَ روح الاطمئنان في الأسواق والاقتصاد وإمدادات الطاقة والغاز والغذاء، لما لها من تأثير مباشر على وضع خطة عمل تعاوني مثمرة للوضع في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية.
ورجح المليحي أن تركز الاتفاقيات المتوقّعة بين البلدين على حقول الاستثمار وقطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في ظل جاذبية السعودية لهذا النوع من الاستثمار في مشروعات «نيوم» و«ذا لاين»، مبيناً أن هذه المشاريع تُعدّ نقطة تحول لرجال الأعمال السعوديين وغير السعوديين.


مقالات ذات صلة

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الصين تتوقع نمواً بنسبة 5% هذا العام

عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)
عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)
TT

الصين تتوقع نمواً بنسبة 5% هذا العام

عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)
عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)

قال نائب مدير اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية في الصين يوم السبت إن اقتصاد الصين من المتوقع أن ينمو بنحو 5 في المائة هذا العام. وأضاف هان وين شيو في مؤتمر اقتصادي أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيُسهم بنحو 30 في المائة من النمو العالمي. وأشار هان، الذي يشغل أيضاً منصب مسؤول كبير في الحزب الشيوعي الحاكم، إلى ضرورة تعزيز الاستهلاك واعتبار توسيع الطلب المحلي خطوة استراتيجية طويلة الأجل، حيث من المتوقع أن يصبح هذا الطلب القوة الدافعة الرئيسة للنمو الاقتصادي.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن خطط لزيادة إصدار الديون وتخفيف السياسة النقدية للحفاظ على معدل نمو اقتصادي مستقر، استعداداً لمواجهة مزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة في ظل احتمال عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. كما أوصى مستشارو الحكومة بالحفاظ على هدف نمو يتراوح حول 5 في المائة للعام المقبل، وفقاً لتقرير «رويترز» الصادر الشهر الماضي.

وبينما تتوقع سوق الأسهم انتعاش الاستهلاك في الصين، يراهن مستثمرو السندات على استمرار التحديات الاقتصادية. وأكد هان أن سياسة مالية نشطة إلى جانب سياسة نقدية أكثر تساهلاً ستساعد الصين على التكيف بشكل أفضل مع العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة في الاقتصاد، مما يوفر دعماً قوياً لتحقيق الأهداف السنوية.

وفيما يتعلق بالاحتياطات المالية، أوضح هان أن احتياطيات النقد الأجنبي في الصين من المتوقع أن تظل فوق 3.2 تريليون دولار هذا العام، مع الاستمرار في استقرار مستويات العمالة والأسعار.

على صعيد آخر، أظهرت البيانات الرسمية التي أصدرها بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) ارتفاعاً في القروض المقومة باليوان بمقدار 17.1 تريليون يوان (نحو 2.38 تريليون دولار) خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2024.

وأشارت البيانات، التي نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إلى زيادة في مؤشر «إم 2»، الذي يُعتبر مقياساً واسع النطاق للمعروض النقدي ويشمل النقد المتداول وجميع الودائع، بنسبة 7.1 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 311.96 تريليون يوان بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

في المقابل، بلغ مؤشر «إم 1»، الذي يغطي النقد المتداول والودائع تحت الطلب، 65.09 تريليون يوان بنهاية الشهر الماضي، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي.

أما مؤشر «إم 0»، الذي يعكس حجم النقد المتداول، فقد ارتفع بنسبة 12.7 في المائة مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 12.42 تريليون يوان بنهاية نوفمبر، وفقاً للبيانات الصادرة عن البنك المركزي الصيني.

وفيما يخص القروض المستحقة باليوان، فقد بلغت 254.68 تريليون يوان بنهاية نوفمبر، بزيادة قدرها 7.7 في المائة على أساس سنوي.

كما أظهرت البيانات أن التمويل الاجتماعي المستحق بلغ 405.6 تريليون يوان بنهاية الشهر الماضي، مسجلاً زيادة بنسبة 7.8 في المائة على أساس سنوي.