بحث: آثار جانبية خطيرة لتدخين الماريغوانا

بحث: آثار جانبية خطيرة لتدخين الماريغوانا
TT

بحث: آثار جانبية خطيرة لتدخين الماريغوانا

بحث: آثار جانبية خطيرة لتدخين الماريغوانا

توفر الماريغوانا الراحة التي تشتد الحاجة إليها للمرضى الذين يعانون من النوبات والقلق والآثار الجانبية لعلاج السرطان وغيرهم. ولقد كان لفوائدها المؤكدة تأثير إيجابي كبير على المجتمع الطبي في السنوات الأخيرة. لكن، هناك أيضًا آثار سلبية لتدخين الماريغوانا الطبية يوميًا، وفقًا لبحث علمي، وذلك حسبما نشر موقع «eat this not that» الطبي المتخصص.
فقد وجدت دراسة نشرت عام 2016 بمجلة «Addiction Research & Therapy» على غرار الاستخدام الصباحي للكحول بين الأفراد المدمنين عليه، قد يشير الاستخدام الصباحي للماريغوانا إلى الاعتماد وزيادة الإعاقات المرتبطة بالحشيش.
وخلصت الدراسة إلى أن «مستخدمي الصباح أبلغوا عن مشاكل أكثر بكثير من المستخدمين غير الصباحيين، والاستخدام الصباحي يمثل تباينًا فريدًا مهمًا في المشكلات. ولم تدعم التحليلات التوسطية الاستكشافية فكرة أن الاستخدام الصباحي أدى إلى مشاكل عن طريق الانسحاب. وتقدم الدراسة الحالية دليلًا على ذلك. لأن توقيت تعاطي القنب عامل مهم في فحص المشاكل المرتبطة بالقنب».
من جانبها، تقول المجلة الأميركية لصحة الرجال «تم تضمين خمس دراسات حالات وضوابط مع بيانات من 3395 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، و 1035 مستخدمًا للقنب (تدخين) و2360 شخصًا من غير المستخدمين. وكان معدل الانتشار الإجمالي لضعف الانتصاب لدى متعاطي القنب 69.1 % ، بينما كان الرقم المقابل في الضوابط في مستخدمي القنب ما يقرب من أربعة أضعاف. ووجد البحث ان البيانات «تشير الى أن الضعف الجنسي لدى متعاطي الحشيش أعلى بمرتين مقارنة بالضوابط. وهناك حاجة إلى أبحاث طولية مستقبلية لتأكيد ذلك».
كما تنص مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على أن «الأشخاص الذين يتعاطون الماريغوانا هم أكثر عرضة للإصابة بالذهان المؤقت (عدم معرفة ما هو حقيقي والهلوسة والبارانويا) والاضطرابات العقلية طويلة الأمد، بما في ذلك الفصام (نوع من الأمراض العقلية حيث قد يرى أو يسمع أشياء غير موجودة بالفعل). وان الارتباط بين الماريغوانا والفصام أقوى لدى الأشخاص الذين يبدأون في استخدام الماريغوانا في سن مبكرة وبشكل متكرر».
كما أفاد مركز السيطرة على الأمراض بأن استخدام الماريغوانا يؤثر بشكل مباشر على وظائف المخ؛ وتحديدًا أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم والانتباه واتخاذ القرار والتنسيق والعواطف ووقت رد الفعل. وان لاستخدام الماريغوانا مؤخرًا في الشباب وللبالغين تأثيرا فوريا على التفكير والانتباه والذاكرة والتنسيق والحركة وإدراك الوقت. وتؤثر الماريغوانا ايضا على نمو الدماغ. فالعقول مثل تلك الموجودة في الأطفال والمراهقين معرضة بشكل خاص للآثار الضارة للماريغوانا.
وعلى الرغم من أن العلماء ما زالوا يدرسون تأثيرات الماريغوانا على تطوير الأدمغة، تشير الدراسات إلى أن استخدام الماريغوانا من قبل الأمهات أثناء الحمل يمكن أن يكون مرتبطًا بمشاكل الانتباه والذاكرة ومهارات حل المشكلات والسلوك لدى أطفالهن.
وأخيرا وليس آخرا، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض «الماريغوانا المدخنة بغض النظر عن كيفية تدخينها يمكن أن تلحق الضرر بأنسجة الرئة وتسبب تندبًا وتلفًا للأوعية الدموية الصغيرة. إذ يحتوي دخانها على العديد من نفس السموم والمهيجات والمواد المسرطنة (المواد الكيميائية المسببة للسرطان). كما يمكن أن يؤدي تدخينها أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية والسعال وإنتاج المخاط، على الرغم من أن هذه الأعراض تتحسن بشكل عام عندما يقلع مدخنو الماريغوانا.
جدير بالذكر هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآثار المحددة التي قد يسببها تدخين الماريغوانا على سرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل انتفاخ الرئة (حالة تسبب ضيق التنفس) ومرض الانسداد الرئوي المزمن.


مقالات ذات صلة

الأميركيون يتجهون للعصائر قبل التحذير من الصلة بين الكحول والسرطان

صحتك يُنصح بتناول عصير الفاكهة الطازجة بدلاً من المشروبات المحلاة بالسكر (رويترز)

الأميركيون يتجهون للعصائر قبل التحذير من الصلة بين الكحول والسرطان

اتجه الشبان الأميركيون إلى تناول العصائر، وذلك قبل أن يحذر كبير الجراحين الأميركيين من أن تناول المشروبات الكحولية يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة ملتقطة بالمجهر الإلكتروني قدمتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تُظهر مجموعة من فيروسات «نوروفيروس» (أ.ب)

وسط انتشاره بأميركا... ماذا نعرف عن «نوروفيروس»؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

تشهد أميركا تزايداً في حالات الإصابة بفيروس «نوروفيروس»، المعروف أيضاً باسم إنفلونزا المعدة أو جرثومة المعدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)

الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

كشفت دراسة حديثة أن الشعور بالوحدة قاتل؛ لأنه يزيد من البروتينات التي تسد الشرايين وقد تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم تزداد (أرشيفية - رويترز)

7 خطوات عملية لمنع زيادة الوزن

إليك بعض الخطوات العملية لمنع اكتساب الوزن مع العام الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك متسوقة تحمل زجاجات من النبيذ بولاية فيرجينيا الأميركية (رويترز)

كبير الجراحين الأميركيين يدعو لوضع تحذير من السرطان على المشروبات الكحولية

كشف كبير الجراحين الأميركيين فيفيك مورثي في توصية أمس (الجمعة) أن المشروبات الكحولية يجب أن تحمل تحذيراً بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان على عبواتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روائع آدم حنين الباريسية ترى النور للمرة الأولى في مصر

مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)
مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)
TT

روائع آدم حنين الباريسية ترى النور للمرة الأولى في مصر

مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)
مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)

عبر 130 عملاً فنيّاً تتنوّع بين النحت والتصوير، يضمّها معرض «آدم حنين... سنوات باريس»، تحتفي مكتبة الإسكندرية بمرور 10 سنوات على إنشاء متحف الفنان المصري الراحل (1929-2020) بالحرانية في الجيزة (غرب القاهرة).

يتضمَّن المعرض عرض أعمال نفّذها حنين في باريس للمرة الأولى، إذ خُزِّنت في مكان يخصّ الفنان الراحل في العاصمة الفرنسية لأكثر من 20 عاماً؛ تركها في عهدة فنان فرنسي، تواصلت «مؤسّسة آدم حنين» معه لاستعادتها، وسط صعوبة عملية نقلها إلى القاهرة، وفق وَصْف مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنّية بمكتبة الإسكندرية، الدكتور جمال حسني، الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأعمال تحتاج إلى حماية خاصة، وحرص شديد، لتصل سليمة من دون أن تتضرَّر من عمليات النقل».

زائر يتأمَّل جانباً من لوحات المعرض (مكتبة الإسكندرية)

وتضمُّ المجموعة المختارة أعمالاً متنوّعة ما بين الفرسك والتمبرا والمونوتيب والبردي والأردواز والطباعة، سواء الخشبية أو على الورق، فضلاً عن الرسم بأنواع متعدّدة من الأحبار؛ بينها الحبر الشيني. وتعكس كثيراً من السمات التي ميَّزت حنين في التصوير والنحت، إذ تكشف غلبة التجريد على لوحاته التصويرية، وسعيه إلى الوصول نحو آفاق روحية بالغة السمو والإنسانية. أما أعماله النحتية التي أنجزها أيضاً خلال إقامته في باريس، فحرص على أن تكون معبِّرة عن الخصوصية المصرية؛ ولعلَّ أبرزها تمثال «شيخ البلد»، الذي قدّمه الفنان المصري الراحل في نحت يكشف عن نوع من الأريحية وسعة العيش، والهدوء والاطمئنان للمستقبل.

تمثال «شيخ البلد» (مكتبة الإسكندرية)

«رغم إقامة حنين الطويلة في باريس، فإنه لم يتخلَّ عن مصريته ولا شخصيته»، وفق حسني. وأضاف: «ظلَّ يقدّم أعمالاً مُفعمة بالفنون المصرية القديمة، من بينها اهتمامه بتقديم أعمال نحتية للقطّ المصري الأسود بغموضه، وما يُعبّر عنه من مكانة خاصة في التراث المصري القديم، وقدرة على إضفاء الحماية، وغرس البشائر الطيّبة في النفوس».

وُصف حنين بأنه «سليل الفراعنة» (مكتبة الإسكندرية)

يضمُّ المعرض أيضاً قطعة منحوتة من النحاس على هيئة بومة برأسها المستدير، وجسمها الذي يشغل مساحة كبيرة، وسيقانها القوية المغطَّاة بالريش، فضلاً عن كثير من القطع الصغيرة التي تأخذ شكل الجراء والأحصنة والأسماك؛ وقد عُرضت ممزوجة بتماثيل لشخصيات بدت كأنها تتجاذب أطراف الحديث، وهو ما يظهر واضحاً في ركن تكوَّن من تمثال لشخص يلتفت ناحية تمثال لفرس النهر، ويرفع رأسه إلى أعلى فيما يُشبه الالتفاتة المفاجئة.

إحدى القطع النحتية في معرض «سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)

المعرض الذي يستمر حتى 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، لا يضمّ كل القطع المُستعادة من فرنسا، وإنما نماذج منها، وهي أعمال نفَّذها الراحل أو بلور فكرتها خلال فترة إقامته الباريسية من 1971 إلى 1996. وتأتي أهمية هذه المجموعة بكونها تُمثّل نافذة على فنّ آدم حنين بالغ التنوّع.

ووفق حسني، فإنّ فكرة الحدث جاءت خلال اجتماع مجلس أمناء «مؤسّسة آدم حنين للفن التشكيلي»، بمناسبة بحث الاحتفال بمرور 10 سنوات على تأسيس متحفه بمنطقة الحرانية بالجيزة، وعُرض على المؤسّسة تنظيم معرض يحتفي بالمناسبة، واختيرت قطع المعرض ليراها الجمهور للمرّة الأولى، فقد كانت جميعها في مخازن المتحف، وشكّلت فرصة جيدة لإخراجها والاحتفال بها.

قطع نحتية من معرض آدم حنين (مكتبة الإسكندرية)

عشقَ حنين المولود في أسرة متوسّطة بحي باب الشعرية (وسط القاهرة) فنَّ النحت الذي برع فيه المصري القديم، وتعلّق به بعد زيارة للمتحف المصري وهو في المدرسة الابتدائية. وبعد رحلة مهنية طويلة سافر في بداية السبعينات إلى باريس مع زوجته عالمة الأنثروبولوجيا عفاف الديب؛ حيث قضى نحو ربع قرن تحوّل فنه خلالها إلى التجريد، قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1996.

زائر في جانب من المعرض (مكتبة الإسكندرية)

وحرصاً منه على استمرار رسالته الفنّية، حوَّل منزله في منطقة الحرانية بالجيزة متحفاً يعرض أعماله، ومؤسّسة فنّية تقدّم جائزة سنوية في فنّ النحت لتربية جيل جديد من النحاتين.

وودّعت مصر النحات والفنان العالمي الذي لُقِّب بـ«شيخ النحاتين» عام 2020 عن 91 عاماً، وتسبَّب خبر وفاته في حالة حزن بالأوساط التشكيلية المصرية؛ فقد وصفته وزارة الثقافة المصرية حينها بأنه «رمز عبقري، ومثال فذّ للفنّ التشكيلي المصري، وأحد أعلام النحت الحديث والمعاصر»، كما وصفته نقابة التشكيليين المصرية بأنه «سليل الفراعنة»، و«شيخ النحاتين»، و«راهب النحت».