القاهرة - كيب تاون».. حلم اقتصادي على وشك التحقق

اندماج يهدف لمنطقة تجارة حرة أفريقية

القاهرة - كيب تاون».. حلم اقتصادي على وشك التحقق
TT

القاهرة - كيب تاون».. حلم اقتصادي على وشك التحقق

القاهرة - كيب تاون».. حلم اقتصادي على وشك التحقق

انطلقت في مدينة شرم الشيخ أمس فعاليات مؤتمر التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة «كوميسا، سادك، إياك»، والتي تمثل أكبر التكتلات الاقتصادية في القارة السمراء. وأشار سينديسو نجوينا، سكرتير عام الكوميسا ورئيس سكرتارية التجمعات الثلاثة، إلى أهمية الاجتماعات، مؤكدا أن المؤتمر سيشهد التوقيع على الاتفاق النهائي الخاص بإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الدول الأفريقية المشاركة.
وتعقد أعمال المؤتمر حاليا في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر في مصر وتستمر حتى يوم 10 يونيو (حزيران) الحالي. وتشارك في المؤتمر 26 دولة أفريقية، من الدول الأعضاء في التجمعات الثلاثة. ويسعى المجتمعون لاستكمال المفاوضات بشأن الاتفاق الذي يقضي بدمج التكتلات الأفريقية الثلاثة بما يضمن انسياب التجارة بين هذه الدول فضلا عن إقامة سوق حرة مشتركة بين دولها.
وبحسب مراقبين وخبراء اقتصاد، تعول الدول المشاركة على المؤتمر للخروج بنتائج من شأنها النهوض باقتصادات الدول الأفريقية النامية، ويعد أول خطوة جادة في اتجاه تشكيل الاتحاد الاقتصادي الأفريقي، على غرار منطقة اليورو الأوروبية.
وتمثل التكتلات الثلاثة واحدة من كبرى أسواق العالم، حيث يبلغ تعداد سكان الدول الأعضاء في التجمعات الثلاثة ما نسبته نصف سكان قارة أفريقيا، كما يبلغ الناتج القومي للدول الست والعشرين نحو 4 تريليونات دولار سنويا.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد سينديسو نجوينا، سكرتير عام الكوميسا ورئيس سكرتارية التجمعات الثلاثة، على الأهمية الكبيرة لاستضافة مصر القمة الأفريقية، مشيرا إلى أن «هذا الحدث الكبير سيتم خلاله التوقيع على الاتفاق النهائي الخاص بإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الدول الـ26.. بما سيسهم في تحقيق نقلة اقتصادية كبيرة من خلال اندماج اقتصاد التكتلات الاقتصادية الثلاثة، والذي يصل إلى ما يقرب من 1.2 تريليون دولار، وهو ما يمثل نحو 60 في المائة من إجمالي اقتصاد القارة الأفريقية»، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به مصر في إطار الكوميسا، وبحسن الاستقبال بمصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف سكرتير عام الكوميسا، أنه من المقرر أن يشارك في أعمال القمة عشرون زعيما أفريقيا، كما ستشارك باقي الدول الـ26 بوفود رفيعة المستوى في هذا الحدث الكبير الذي سيتم خلاله التوقيع على الاتفاق النهائي الخاص بإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الدول الـ26، التي ستمتد من كيب تاون جنوبا إلى القاهرة شمالا.
وأشار نجوينا إلى أن الدول الـ26 الأعضاء بالتجمعات الأفريقية الاقتصادية الثلاثة، تمثل نصف أعضاء الاتحاد الأفريقي، ويتجاوز عدد سكانها 660 مليون نسمة، سيتجمعون في سوق واحدة تتمتع بالإعفاء من التعريفة الجمركية، مما سيتيح ميزة تفضيلية لنفاذ السلع والمنتجات بسهولة ودون تعقيدات بين هذه البلدان.
وأضاف نجوينا: «نحن ممثلو قارة أفريقيا جئنا هنا في شرم الشيخ للإعلان عن منطقة تجارة حرة بين أكبر ثلاث أسواق في أفريقيا، هي الكوميسا وشرق أفريقيا وسادك، ونسعى من خلال اجتماعنا في شرم الشيخ إلى خلق قواعد موحدة ومنظمة لعمليات التبادل التجاري بين الثلاثة تكتلات أفريقية من خلال تذليل العقبات والعوائق في سبيل تحقيق توحد اقتصادي كبير في أفريقيا».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.