مصر وروسيا تستعيدان ذكريات الماضي بمناورة بحرية في المتوسط

الأهداف تشمل تأمين الطرق الملاحية وتعزيز التعاون العسكري

مصر وروسيا تستعيدان ذكريات الماضي بمناورة بحرية في المتوسط
TT

مصر وروسيا تستعيدان ذكريات الماضي بمناورة بحرية في المتوسط

مصر وروسيا تستعيدان ذكريات الماضي بمناورة بحرية في المتوسط

قالت وزارة الدفاع الروسية والمتحدث العسكري المصري، اليوم السبت، إن روسيا ومصر تجريان مناورات بحرية مشتركة تستمر عدة أيام بالمياه الإقليمية المصرية في البحر المتوسط. وقالت الوزارة إن هذه المناورات، التي تعد الأولى من نوعها بين الجانبين، تأتي تعزيزا للروابط بين البلدين اللذين كانا يوما حليفين أثناء الحرب الباردة في حقبة الدولة السوفياتية.
وأضافت الوزارة الروسية في بيان أن «هدف المناورة هو تعزيز التعاون العسكري وتطويره بين القوات البحرية لمصر وروسيا من أجل الأمن والاستقرار بالمنطقة». بينما قال المتحدث العسكري المصري في بيان بصفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» إن عددا من الوحدات البحرية الروسية وصلت إلى قاعدة الإسكندرية البحرية لمشاركة البحرية المصرية تنفيذ أنشطة التدريب البحري المشترك «جسر الصداقة 2015».
وأضاف البيان أن هذا التدريب «يشمل تخطيط وإدارة أعمال قتال بحري هجومية ودفاعية مشتركة بالتنسيق بين الجانبين، بهدف توحيد المفاهيم القتالية ونقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المشاركة باستخدام أحدث التكتيكات البحرية وأساليب القتال الحديثة».
وبدأت المناورات التي تستمر ثمانية أيام قبالة ميناء الإسكندرية اليوم السبت. واستقبل أمس اللواء بحري أركان حرب أسامة ربيع، قائد القوات البحرية المصرية، القوات الروسية لدى وصولها للإسكندرية. ويمثل الجانب الروسي قائد المناورات نائب قائد أسطول البحر الأسود ونائب الأدميرال فاليري كوليكوف، ومن الجانب المصري رئيس التدريب على القتال للقوات البحرية المصرية الفريق أحمد محمود مفرح.
وقال المتحدث العسكري المصري إن عددا من المدمرات ولنشات الصواريخ وعناصر من القوات الخاصة البحرية تشارك في التدريب. وبموجب الخطة، ستتدرب سفن القوات البحرية الروسية وسفن القوات البحرية المصرية بدعم من القوات الجوية، على حماية الطرق البحرية المهددة، وكذلك ستتدرب السفن على كل أنواع الحماية والدفاع وإطلاق النار في البحر.
وتساهم روسيا بالطراد حامل الصواريخ «موسكفا» والسفينة الحربية «سموم» وسفينة الإنزال «ألكسندر شابالين» وناقلة الوقود «إيفان بوبنوف» والقاطرة «إم بي 31». أما مصر فتساهم بالفرقاطتين «طابا» و«دمياط» وناقلة الوقود «شلاتين» وزورقي دورية صاروخيين ومقاتلتين من طراز «إف16».
وأجرت روسيا الشهر الماضي مناورات بحرية مماثلة مع الصين في البحر المتوسط. ومنذ فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا العام الماضي بسبب الصراع في أوكرانيا، كثفت موسكو مساعيها لبناء الروابط مع آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، وعملت على تحسين العلاقات مع حلفائها السابقين من العهد السوفياتي.
وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر في فبراير (شباط) الماضي لإجراء محادثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بينما زار السيسي روسيا ثلاث مرات؛ الأولى في فبراير 2014 حين كان وزيرا للدفاع قبل ترشحه للرئاسة، والثانية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، والأخيرة في مايو (أيار) الماضي للمشاركة في احتفالات روسيا بالذكرى السبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».