وداع مؤثر لمقيم مصري في السعودية يأسر القلوب

«وترى الكريمَ لِمَن يعاشرُ مُنصِفاً»، شطر بيت من الشِّعر يمكنه أن يلخّص قصة إنسانية بطلها خُلق الوفاء، شهدتها الأراضي السعودية، والتي بسببها تصدر اسم المصري شوقي عباس سمان «ترند» موقع «تويتر»، خلال اليومين الماضيين، حيث غرد مصريون وسعوديون حول القصة التي تناقلوها فيما بينهم، مذكّرين بمواقف إنسانية أخرى جمعت بين مواطني البلدين خلال السنوات الماضية.
قصة «العم شوقي» ظهرت في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر مقطع فيديو وصور من حفلة أقامها رجل الأعمال السعودي خالد بن محمد السعود، المقيم في مكة المكرمة، بمناسبة انتهاء خدمة عامل مصري لديه هو العم شوقي (65 عاماً)، وجاء هذا الاحتفال قبل أن يغادر العامل إلى بلاده بعد أن طلب العودة إليها بعد فترة عمل امتدت لنحو 4 عقود، لقضاء ما تبقى من عمره مع أهله وذويه.
وأقام السعود حفلة توديع بمنزله في مكة المكرمة، بحضور أصدقائه وأبنائه، وقبّل رأس العامل المصري، ثم قام أولاده أيضاً بتقبيل يده تعبيراً عن تقديرهم له لمساهمته في تربيتهم وتحفيظهم كتاب الله، ولم يتمالك سمان نفسه وأجهش بالبكاء، مما انعكس على الحضور وبدأوا البكاء أيضاً، في موقف وصفوه بـ«الوفاء».

القصة نالت إعجاب المغردين ووصفوها بـ«اللفتة الإنسانية» و«العرفان بالجميل»، كما اعترف آخرون بالبكاء أيضاً مع هذا الموقف المؤثر.
 وكتب الإعلامي السعودي عبد العزيز قاسم، عبر «تويتر»: «في لفتة وفاء رائعة، أقام رجل الأعمال خالد السعود حفلاً كبيراً للعم شوقي سمان من قنا بالصعيد، ودعا له لفيفاً من زملائه في الشركة... الحقيقة أننا تأثرنا جميعاً بهذه اللفتة الكريمة منه تجاه هذا العامل الذي رافقه من 40 عاماً». وقال حساب يحمل اسم «محمد العنزي»: «موقف إنساني وتوديع كِرام ونُبلاء وأوفياء غير مُستغرب على أهله».
https://twitter.com/azizkasem/status/1551147047318953984
القصة لم تكن الوحيدة التي كان أطرافها مصريين وسعوديين، حيث جمعت مواقف إنسانية كثيرة بين الجانبين، ففي عام 2018 تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لتكريم مقيم مصري في المملكة من جانب مجموعة من أهالي منطقة نجران قبل مغادرته إلى مصر بعد أن أمضى بينهم 35 عاماً، حيث قدم أفراد إحدى العائلات التي كان يعمل معها وجيرانه هدايا له تُظهر حبهم له، ويُظهر الفيديو كيف استقبل المقيم المصري تلك الهدايا، التي شملت سيوفاً تذكارية مرصعة، لكنه تأثر بصورة كبيرة عندما قدم له أحدهم سيارة فارهة، ومع قيام جيرانه بتقبيل رأسه، وفاءً له.
تمتد المواقف الإنسانية إلى المُعلمين المصريين الذين عملوا في المملكة، ففي عام 2019 كرّم شباب سعوديون معلمهم المصري يسري زيدان، الذي كان مُعلماً لمادتي الفيزياء والكيمياء في المرحلة الثانوية، في إحدى مدارس تبوك. حيثواستغل الشاب السعودي سطام مشهور زيارته لمصر لمحاولة البحث عن معلمه المصري يسري زيدان الذي لم ينسه طوال 26 عاماً، وبالفعل وصل إليه في محافظة الإسكندرية، وعقب عودة سطام إلى المملكة تحدث مع أصدقاء المدرسة عن نجاحه في الوصول إلى المعلم، ليتفقوا على إرسال دعوة إلى معلمهم والتكفل بزيارته تكريماً له، وبالفعل حضر المعلم واستقبله تلاميذه في مطار تبوك، كما امتد تكريمه إلى مدير تعليم منطقة تبوك، وكذلك حرص أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان على استقبال المعلم المصري لتكريمه تقديراً لجهوده.
الوفاء للمعلمين المصريين تكرر في مواقف أخرى، منها ما شهدته قرية العويضات بمركز قفط في محافظة قنا (600 كم جنوب القاهرة)، التي قصدها السعودي أحمد العاصمي، العام الحالي، قاطعا آلاف الكيلومترات للوصول إلى معلمه المصري في المرحلة الابتدائية عبد الفتاح الوزيري، من أجل تقديم الشكر والعرفان له، رغم مرور 40 عاماً على مغادرة المعلم المصري لعسير السعودية.
استطاع العاصمي بعد سنوات من البحث عن معلمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي الوصول لنجل المعلم، واتفق معه على زيارتهم، وهو ما حدث بالفعل، وعقب عودة العاصمي ذكر لزملائه القدامى أنه تمكن من زيارة معلمهم، واتفقوا على تقديم دعوة استضافة لزيارة محافظة عسير السعودية، وأداء مناسك العمرة بمكة المكرمة، تقديراً له كونه تعامل مع مهنة التدريس بوصفها رسالة قبل أن تكون وظيفة.