مسلسلات رمضان 2015 يطغى عليها نجوم لبنان والمنافسة بين «العرّابين» على «إل بي سي» و«نيو تي في»

سيرين عبد النور ونادين نسيب نجيم وعاصي الحلاني أبرز نجومها

«العراب» مع عاصي الحلاني على قناة الجديد (نيو تي في)، و مسلسل «تشيللو» الذي سيعرض على قناة «المستقبل»
«العراب» مع عاصي الحلاني على قناة الجديد (نيو تي في)، و مسلسل «تشيللو» الذي سيعرض على قناة «المستقبل»
TT

مسلسلات رمضان 2015 يطغى عليها نجوم لبنان والمنافسة بين «العرّابين» على «إل بي سي» و«نيو تي في»

«العراب» مع عاصي الحلاني على قناة الجديد (نيو تي في)، و مسلسل «تشيللو» الذي سيعرض على قناة «المستقبل»
«العراب» مع عاصي الحلاني على قناة الجديد (نيو تي في)، و مسلسل «تشيللو» الذي سيعرض على قناة «المستقبل»

يحصد نجوم الدراما اللبنانية المساحة الأكبر من المسلسلات التي ستعرض على الشاشات التلفزيونية المحلية في موسم رمضان 2015.
ويأتي كل من سيرين عبد النور ونادين نسيب نجيم وعاصي الحلاني في مقدمة النجوم الذين سيضيئون ليالي الشهر الكريم على الشاشة الفضية في لبنان.ويلاحظ غياب المسلسلات المصرية عن المعادلة، بحيث لن يلونها لا عادل إمام ولا غادة عبد الرازق ولا حتى هيفاء وهبي التي استمتعنا العام الماضي بمتابعتها في «كلام على ورق»، وهي من المنتظر أن تطل هذه السنة في عملين منفردين، هما «مولد وصاحبه غايب» بعد أن تم الإفراج عنه، و«مريم» الذي سيقدمها في قالب تمثيلي جديد كما تردد.
إلا أن المنافسة بمعناها الحقيقي ستنحصر بين «العرّابين» اللذين سيتم عرض أحدهما «العرّاب» (مع عاصي الحلاني وسلاف فواخرجي) على قناة الـ«نيو تي في»، والثاني بعنوان «عرّاب نادي الشرق» على شاشة «إل بي سي».
ورغم أن هناك نجومًا آخرين يمكن إدخالهم في خانة «فلتة الشوط» كونهم يطلّون لأول مرة في مواسم مشابهة، كالفنانة سابين التي سنشاهدها في مسلسل «أحمد وكريستينا»، والممثل يورغو شلهوب في «قلبي دقّ»، إلا أن المشاهد اللبناني سيكون على موعد ككل عام من هذه الفترة مع نجومه المفضلين والذين ينتظر إطلالاتهم من موسم لآخر، كونهم صاروا بالنسبة له بمثابة ضيوف عزيزين على قلبه يرافقونه في سهراته الرمضانية على مدى ثلاثين ليلة. «تشيللو» و«24 قيراط» و«بنت الشهبندر» و«العرّاب» و«عرّاب نادي الشرق»، هي أسماء المسلسلات التي تحتلّ صدارة لائحة الأعمال التمثيلية التي ستعرض على شاشات التلفزة اللبنانية. ويأتي بعدها تلك السورية منها كـ«باب الحارة 7» و«طوق البنات 2» و«في ظروف غامضة» و«حرائر». أما المصرية منها فستنحصر بعرض عملين، واحد منها على «المستقبل» بعنوان «ذهاب وعودة» وآخر بعنوان «ألف ليلة وليلة» على «إم تي في».
وفي الانتقال إلى تفاصيل ومجريات هذه المسلسلات التي نبدأها بـ«24 قيراط»، فيمكن القول بأنه عمل تلفزيوني اعتمد على الدراما المختلطة المنتشرة في الآونة الأخيرة، والتي حققت نجاحات لا يستهان بها كـ«روبي» و«لعبة موت» و«لو» وغيرها.
يعرض هذا المسلسل على قناة «إم تي في» وهو من بطولة سيرين عبد النور وعابد فهد وماغي بوغصن. تدور قصته حول رجل أعمال صاحب نفوذ وهو يوسف زهران (عابد فهد) يعيش حياة سعيدة مع زوجته هيا (ماغي بوغصن)، فيتعرّض لعملية اختطاف على يد مجموعة من المسلحين من داخل الفيلا التي يعيش فيها مع عائلته. تعثر عليه ميرا (سيرين عبد النور) التي تجسد دور مخرجة مسرح أطفال فتذهب به إلى المستشفى لتكتشف بعد أن أنقذت حياته بأنه فقد ذاكرته. وتنشأ بينهما قصة حبّ يتخللها أحداث عدة نظرا لتعرضهما لعقبات كثيرة. ويوقّع هذا العمل الذي كتبته ريم حنا المخرج الليث حجو، وقد رصدت الشركة المنتجة له (إيغل فيلمز) لصاحبها جمال سنان ميزانية عالية. ويشارك فيه باقة من وجوه الدراما المعروفة في لبنان وسوريا كديما قندلفت وتقلا شيمعون وباسم مغنية وغيرهم.
أما مسلسل «تشيللو» الذي تعرضه قناة «المستقبل»، فيلعب بطولته كل من نادين نسيب نجيم ويوسف الخال وتيم حسن.
ويحكي قصة عازفة تشيللو شهيرة (نادين نسيب نجيم) وزوجها عازف البيانو (يوسف الخال) يقرران بدء مشروع عمرهما بعد طول انتظار. إلا أن حريقا هائلا يأتي على المشروع مما يولّد كارثة لهما.
ويتدخّل رجل الأعمال تيمور (تيم حسن) ليقدّم لهما عرضا خطيرا لإنقاذهما من هذه الخسارة، ولتبدأ معه أحداث مثيرة وشيّقة تبرز موضوع سطوة المال على الحياة الاجتماعية. المسلسل من إنتاج شركة (الصبّاح برودكشن) ومن إخراج سامر البرقاوي وسيناريو نجيب نصر.
أما مسلسل «بنت الشهبندر» الذي تعرضه أيضا شاشة «المستقبل»، فهو من بطولة سلافة معمار وقصي الخولي وقيس الشيخ نجيب ومنى واصف وأحمد الزين وفادي إبرهيم وغيرهم. وهو مسلسل تاريخي تدور أحداثه في بيروت أثناء حقبة الاحتلال العثماني، ينقل قصص حبّ وعزّة نفس وكرامة وانتقام وزعامات سياسية. أخرج المسلسل سيف الدين السبيعي وكتبه هوزان عكّو. مسلسل «أحمد وكريستينا» من جهته والذي كتبته كلوديا مرشيليان ويلعب بطولته الفنانة سابين (أول عمل تمثيلي لها) ووسام صليبا (نجل الفنان غسان صليبا)، ويحكي قصة حب تنشأ بين كريستينا المقيمة في قرية لبنانية مسيحية وأحمد الشاب المسلم المنحدر من قرية نائية. قصة معقّدة فيها كثير من التحدّيات والمصاعب تنقل وقائع حكاية عشق محرّمة من جميع الأطراف المحيطين فيها، وهي من إخراج اللبناني سمير حبشي. ويعدّ هذا المسلسل واحدا من الأعمال اللبنانية الصرفة التي تدخل باب المنافسة في موسم رمضان 2015 على التلفزيونات المحلية تماما كـ«قلبي دقّ» الذي ستعرضه محطة «إل بي سي» كتبته ولعبت دور بطولته كارين رزق الله إلى جانب يورغو شلهوب.
وفيما يخص المسلسلات السورية كـ«في ظروف غامضة» وتعرضه «نيو تي في» إضافة إلى العملين «طوق البنات 2» و«صرخة روح 2» أيضا، فهي تتناول مواضيع اجتماعية تدور في قالب مشوّق تتضمن اكتشاف حقائق معينة تارة، والصراع حول السلطة والزعامة أو هزّات قد تخرب العلاقات الزوجية تارة أخرى.
يذكر أن مسلسل «ظروف غامضة» هو من بطولة سلوم حداد ونسرين طافش وإخراج المثنى صبح، فيما يشارك في بطولة المسلسلين الباقيين كما هو معروف رشيد عساف ورضوان عقيلي وزهير رمضان، وجيني أسبر وعبد المنعم العمايري. ويبقى الحديث عن المسلسلين السوريين الأخريين «غدا نلتقي» و«الحرائر» اللذين تعرضهما «إل بي سي آي». يدور الأول حول معاناة السوريين مع مشكلة النزوح من بلادهم التي تسببت بها الحرب منذ ثلاث سنوات حتى اليوم. ويلعب بطولته ماكسيم خليل ومنى واصف وكاريس بشار وعبد المنعم العمايري. أما قصّته فكتبها إياد أبو الشامات وأخرجها ريم حنا.
أما المسلسل الثاني (الحرائر) الذي تجري إحداثه بين أحياء دمشق التراثية، في مرحلة تاريخية تدور بين الحقبة الفرنسية ودخول العثمانيين، فيحكي عن «حرائر الشام» أي النساء اللاتي لعبن دورا كبيرا في تحدّيهن الظروف في تلك الحقبة. فكنّ بطلات وطنيات بامتياز.
يشارك فيه عدد من الممثلين السوريين، بينهم سلاف فواخرجي وأيمن زيدان، وهو من تأليف عنود الخالد وإخراج باسل الخطيب. وفي جولة على المسلسلين المصريين اللذين سيتسنى للبنانيين مشاهدتهما على شاشتهم الصغيرة، فهناك مسلسل «ذهاب وعودة» الذي يلعب بطولته أحمد السقا إلى جانب عدد من الممثلين اللبنانيين أمثال داليدا خليل وباسم مغنية وآلين لحود، فهو يحكي قصة عائلة الإبراشي التي يختفي ابنها الوحيد في ظروف غامضة والتي تدور في إطار بوليسي درامي. أخرج المسلسل أحمد شفيق فيما كتبه عصام يوسف ويعرض على شاشة (نيو تي في)
أما مسلسل «ألف ليلة وليلة» الذي تعرضه محطة «إم تي في» وتلعب بطولته نيكول سابا إلى جانب شريف منير، فهو يحكي وبأسلوب جديد قصة شهرزاد وشهريار الشهيرة، وقد كتبه محمد ناير وأخرجه رؤوف عبد العزيز.
ونصل إلى مسلسلي «العرّاب» و«العرّاب - نادي الشرق»، اللذين سيشكلان عنصر المنافسة الأهم في هذه اللائحة الطويلة من المسلسلات المعروضة على الشاشات اللبنانية.
يحكي الأول والذي يلعب بطولته الفنان عاصي الحلاني في أول تجربة تلفزيونية له، إلى جانب الممثلة السورية سلافة معمار قصة عائلة تعيش الكثير من النجاحات والأزمات والإخفاقات خلال أزمنة وأجيال مختلفة تبدأ من خمسينات القرن الماضي وصولا إلى أيامنا الحالية.
وتدور أحداث المسلسل المأخوذ عن قصة فيلم «العراب» الشهيرة حول صراع طويل بين عائلتين امتدت بينهما المشكلات منذ خمسينات القرن الماضي وصولا إلى المافيا العصرية وإمبراطوريات حكمها الثأر والثروة.
أما المسلسل الثاني (العراب - نادي الشرق) فيعدّ أيضا من أضخم الأعمال الدرامية التي ستعرض في موسم رمضان المقبل. تنتجه شركة كلاكيت ويدير دفّة إخراجه ببراعة المخرج المبدع حاتم علي، الذي سيغوص في عالم المافيات والنفوذ والصراع على السلطة مع كاتب العمل رافي وهبي، ونخبة من نجوم الدراما هم جمال سليمان وباسل خيّاط وباسم ياخور وأمل بشوشة ودانا مرديني وسمر سامي ومنى واصف زياد برجي وسميرة بارودي وهبة داغر وغيرهم.
مسلسل «العرّاب - نادي الشرق» مقتبس عن الرواية العالميّة «العرّاب» من حيث الخطوط العامّة فقط، إذ يرسم المسلسل حكايته الخاصة وخطوطه الدراميّة المستقلّة مع «دون كورليوني» العرب جمال سليمان بدور «أبو عليا»، رجل الدولة النافذ وزعيم عائلة آل منذر الذي يدخل في صراعات عدة ليحافظ على مكانته وزعامته في وجه حروب منظّمة ضدّه.
أي مسلسل سيتابع منهما المشاهد؟ سؤال يبقى الجواب عليه ما زال باكرا إلا أن الأيام القليلة المقبلة سيكون لديها الجواب الشافي.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».