سوناك وتراس في السباق النهائي لرئاسة الحكومة البريطانية

تراس (يمين) وسوناك المرشحان لرئاسة حزب المحافظين وحكومة بريطانيا خلال مناظرة تلفزيونية (إ.ب.أ)
تراس (يمين) وسوناك المرشحان لرئاسة حزب المحافظين وحكومة بريطانيا خلال مناظرة تلفزيونية (إ.ب.أ)
TT

سوناك وتراس في السباق النهائي لرئاسة الحكومة البريطانية

تراس (يمين) وسوناك المرشحان لرئاسة حزب المحافظين وحكومة بريطانيا خلال مناظرة تلفزيونية (إ.ب.أ)
تراس (يمين) وسوناك المرشحان لرئاسة حزب المحافظين وحكومة بريطانيا خلال مناظرة تلفزيونية (إ.ب.أ)

اختار النواب المحافظون في بريطانيا اليوم الأربعاء وزير المالية السابق ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تراس لخوض الانتخابات لمنصب زعيم الحزب ورئيس الوزراء التي سيقررها أعضاء الحزب.
تقدم سوناك في آخر خمس جولات من انتخابات نواب حزب المحافظين وحصل الأربعاء على 137 صوتا، متقدما على تراس التي جمعت 113 صوتا، في حين تم إقصاء وزيرة الدولة للتجارة بيني موردنت بعد حصولها على 105 أصوات، وفق النتائج التي أعلنها مسؤول تنظيم الانتخابات الداخلية غراهام برادي.

وسيتعين على سوناك وتراس الآن إقناع أعضاء حزب المحافظين الذين سيختارون الزعيم الجديد ورئيس الوزراء بعد سلسلة من التجمعات الانتخابية على مستوى البلاد في أغسطس (آب).
وستعلن النتيجة في الخامس من سبتمبر (أيلول). لكن بريطانيا ستحصل على أول رئيس وزراء من أصل آسيوي أو ثالث امرأة في المنصب.
ساعدت استقالة سوناك من منصبه كوزير للمالية هذا الشهر في الإطاحة بالزعيم المنتهية ولايته بوريس جونسون بعد أشهر من الفضائح، وتقول تقارير، إن «داونينغ ستريت» سيدير حملة «أي شخص آخر ما عدا ريشي».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1549804703990648834
خلال جلسة توجيه الأسئلة الأخيرة لرئيس الوزراء في مجلس العموم، الأربعاء، لمح جونسون إلى دعم خطة تراس لخفض الضرائب، وحث خليفته على «خفض الضرائب وتحرير الاقتصاد، حيث أمكن لجعل هذا المكان أعظم مكان للعيش والاستثمار».
وأعلنت تراس في تغريدة، أنها «مستعدة للانطلاق من اليوم الأول».
لكن أياً كان الفائز في سباق حزب المحافظين، فسيقوم بدور «بعض المنظفات المنزلية، وسوف يمسح الأرض» بحزب العمال المعارض، بحسب ما قال جونسون.

 استبعاد موردنت
استبعدت من الترشح، الأربعاء، وزيرة الدولة لشؤون التجارة الخارجية بيني موردنت بعد استبعاد اليمينية كيمي بادينوك الثلاثاء.
في محاولة لاستمالة هؤلاء النواب، كتبت تراس في صحيفة «ديلي تلغراف»، الأربعاء، أن خطتها لإنعاش الاقتصاد ستكون «قائمة على التخفيضات الضريبية وتخفيف القيود والإصلاحات الصارمة».
واتّهم الوزير السابق ديفيد ديفيس المؤيد لموردنت، سوناك بتجيير أصوات لتراس لمواجهتها في التصويت النهائي. وأوضح في تصريح لمحطة «إل بي سي» الإذاعية، أن سوناك «يريد مقارعة ليز لأنها ستخسر المناظرة معه».
وأشار استطلاع لمركز «يوغوف» نُشر قبل التصويت إلى أن سوناك وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها لدى نواب الحزب، هو المرشح الأقل شعبية بين أعضائه.
وتعتزم محطة «بي بي سي» تنظيم مناظرة تلفزيونية، الاثنين، بين المرشحين، وبحسب الاستطلاعات، فاز سوناك في المناظرتين السابقتين.
لكن شعبيته لدى أعضاء الحزب تراجعت منذ أن طُرحت تساؤلات حول ترتيبات ضريبية لعائلته، وتسارع التضخم الذي ارتفع الأربعاء إلى أعلى مستوى له منذ أربعين عاماً ليبلغ 9.4 في المائة.
وفي معرض إعلانه عن توجّهاته السياسية الجديدة، تعهد سوناك وضع «خطة طموحة جديدة لضمان استقلالية المملكة المتحدة على صعيد الطاقة» بحلول العام 2045 لتجنّب أي تسارع للتضخم في المستقبل على صلة بملف الطاقة، بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود.
وسبق أن تصدّرت موردنت استطلاعاً أجراه مركز «يوغوف» في صفوف أعضاء الحزب.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1548418445393268736
لكن شعبية موردنت لدى الحزبيين تراجعت وتقدّمت عليها تراس، على خلفية انتقادات وجّهها مديرها السابق ديفيد فروست، وزير الدولة السابق لشؤون «بريكست»، مسّت بأخلاقياتها المهنية كما طُرحت تساؤلات حول موقفها من حقوق المتحولين جنسياً.
في السابع من يوليو (تموز) أعلن جونسون تنحيه من زعامة حزب المحافظين بعد تمرّد داخل فريقه الحكومي احتجاجا على الفضائح التي طالته.
وينص النظام البرلماني المعتمد في بريطانيا على تولي زعيم أكبر حزب ممثّل في البرلمان رئاسة الحكومة، وعلى إمكان استبداله قبل انتهاء الولاية من دون الدعوة لانتخابات عامة.
من جانبه، وجّه زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر انتقادات للرؤى الاقتصادية للمرشحين المحافظين، متحدثاً عن «خطط اقتصادية خيالية» قبل تركيز انتقاداته على جونسون.
وقال خلال مقابلة عبر الإنترنت أجراها معه أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء العمالي الأسبق توني بلير، إن جونسون «مخادع... اكتُشف أمره على ما أعتقد».
ووجّه ستارمر انتقادات لجونسون على خلفية فضيحة الحفلات في مقر رئاسة الحكومة. وقال «لم يقتصر الأمر على خرقه القواعد، بل أغضب لاحقاً الشعب بحججه السخيفة».
وشدد على أن تنحيه يصب في «مصلحة البلاد»، مشيراً إلى أن هذا الأمر عكسه الرأي العام في الانتخابات المحلية الأخيرة التي خسر فيها المحافظون مئات المقاعد البلدية.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».