هل يتجنب تن هاغ أخطاء مويز خلال تعامله مع قضية رونالدو؟

مستقبل اللاعب البرتغالي يعدّ اختباراً مبكراً قوياً للمدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد

تن هاغ أعطى انطباعاً جيداً في تعامله مع اللاعبين والإعلاميين خلال معسكر يونايتد في بانكوك (رويترز)
تن هاغ أعطى انطباعاً جيداً في تعامله مع اللاعبين والإعلاميين خلال معسكر يونايتد في بانكوك (رويترز)
TT

هل يتجنب تن هاغ أخطاء مويز خلال تعامله مع قضية رونالدو؟

تن هاغ أعطى انطباعاً جيداً في تعامله مع اللاعبين والإعلاميين خلال معسكر يونايتد في بانكوك (رويترز)
تن هاغ أعطى انطباعاً جيداً في تعامله مع اللاعبين والإعلاميين خلال معسكر يونايتد في بانكوك (رويترز)

في يوليو (تموز) 2013 كان المهاجم الإنجليزي واين روني يشعر بالسخط وعدم الرضا عن وضعه مع مانشستر يونايتد، وهو نفس السيناريو الذي يتكرر الآن في يوليو 2022 من قِبل المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يشعر أيضاً بعدم الرضا في «أولد ترافورد» قبل جولة الفريق في تايلند استعداداً للموسم الجديد، وهو الأمر الذي يعكس تماماً السنوات التسع البائسة التي عاشها النادي خلال الفترة بين هذين العامين.
وتتمثل مهمة المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد، الهولندي إريك تن هاغ، في إنهاء ما يقرب من عشر سنوات من الأداء المتواضع الذي بدأ في أعقاب تقاعد المدير الفني الأسطوري للشياطين الحمر، السير أليكس فيرغسون، بعد قيادة النادي للفوز بآخر لقب له للدوري الإنجليزي الممتاز في 2013.
لقد أدى شعور روني بالسخط وعدم الرضا ومداعبته نادي تشيلسي في صيف 2013 إلى حدوث أزمة بالنسبة للمدير الفني لمانشستر يونايتد آنذاك، ديفيد مويز، وهي الأزمة التي هيمنت على كل شيء داخل النادي خلال الاستعداد لانطلاق الموسم الجديد. وبعد 34 مباراة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، أقال مانشستر يونايتد المدير الفني الاسكتلندي، في نهاية مبكرة للغاية للعقد الذي كان مدته ست سنوات.


رونالدو أثار زوبعة بإعلان رغبته في الرحيل عن يونايتد (إ.ب.أ)

إن رغبة رونالدو في الرحيل - مرة أخرى إلى تشيلسي أو أي نادٍ آخر – تعد أول مشكلة حقيقية تواجه تن هاغ في بداية عمله مع مانشستر يونايتد. إن الطريقة التي سيتعامل بها المدير الفني الهولندي مع القضية المتعلقة بمستقبل اللاعب الحاصل على جائزة أفضل لاعب في العالم خمس مرات، خلال جولة الفريق في تايلند استعداداً للموسم الجديد ستعني الكثير والكثير بالنسبة للاعبي الفريق ولوسائل الإعلام، ولبقية متابعي كرة القدم. ويتمثل التحدي الآن بالنسبة لتن هاغ في التعامل مع رونالدو بطريقة أفضل من تلك التي تعامل بها مويز مع روني، وتحويل مانشستر يونايتد إلى فريق قوي قادر على منافسة مانشستر سيتي وليفربول على قمة كرة القدم الإنجليزية.
وللقيام بذلك، يتعين على تن هاغ العمل بكل قوة على ضمان أن تكون رحلة الاستعداد الآسيوية للموسم الجديد والتي ستستمر لمدة 16 يوماً، سلسلة ومريحة. وعلى الرغم من أن رونالدو لم يسافر مع الفريق إلى بانكوك الجمعة الماضي بسبب بعض الظروف العائلية، فإنه يتعين على تن هاغ أن يدرس جيداً ما قام به ديفيد مويز خلال أسبوعه الأول في قيادة مانشستر يونايتد، لكي يتجنب الأخطاء التي وقع فيها المدير الفني الاسكتلندي، بالنظر إلى أن روني، باستثناء اليوم الأول من المعسكر، لم يكن موجوداً أيضاً مع الفريق.
في 12 يوليو 2013، وصل مويز وفريقه إلى بانكوك لبدء رحلة مرهقة امتدت أيضاً بعد ذلك إلى سيدني وطوكيو وهونغ كونغ. وكان روني ضمن قائمة الفريق، لكن بعد 24 ساعة فقط ترك اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً آنذاك المعسكر بسبب إصابته بتمزق في أوتار الركبة خلال وجوده في العاصمة التايلندية. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، اعترف مويز بأن روني شعر بآلام في الركبة خلال الحصة التدريبية الأخيرة في قاعدة كارينغتون التدريبية في مانشستر يونايتد، وبالتالي أثيرت الأسئلة حول قدرة المدير الفني الاسكتلندي على اتخاذ القرارات الصحيحة، وكيف سمح لأبرز لاعب في فريقه بالسفر لمسافة 6000 ميل دون إجراء مسح لمعرفة حجم الإصابة التي كان يعاني منها اللاعب.
ولكي نضع الأمور في سياقها الصحيح، يجب الإشارة إلى أن فيرغسون كان قد استبعد روني، الذي كان اللاعب الأعلى أجراً في مانشستر يونايتد، من تشكيلة الفريق خلال المرحلة الختامية للموسم السابق، بعد أن ضمن الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل نهاية الموسم بأربع جولات، عندما فاز الفريق على أستون فيلا في مباراة شهدت تألقاً لافتاً من النجم الهولندي روبن فان بيرسي الذي أحرز ثلاثة أهداف في تلك المباراة. كما زعم فيرغسون أن روني يريد الرحيل عن النادي. وهكذا، كانت العلاقة متوترة بالفعل بين روني والنادي، لكن مويز لم يحاول احتواء الأمر وتعامل مع تلك المشكلة بشكل غير صحيح.
وبدلاً من أن يقدم مويز الدعم العلني لروني أثناء مؤتمر صحافي في فندق الفريق، قال المدير الفني الاسكتلندي «بشكل عام، كان تفكيري في واين كالتالي: إذا تعرض روبن فان بيرسي للإصابة لأي سبب من الأسباب، فسوف نحتاج إليه». وزاد إد وودوارد، نائب الرئيس التنفيذي، الأمر إثارة عندما أعلن أن مانشستر يونايتد لم يكن «خائفاً من إنهاء العقد» – يعني عقد روني مع النادي.
وأشار مويز أيضاً إلى أن «مانشستر يونايتد لا يتعلق بواين، لكن يونايتد يركز على الفريق ككل، وعلى وحدة النادي». لقد تعامل مويز بشكل كارثي مع تلك الأزمة، وبالتالي يتعين على تن هاغ أن يتصرف بشكل صحيح حتى يتجنب الوقوع في نفس تلك الأخطاء، خاصة أنه يجد نفسه في موقع مماثل تماماً فيما يتعلق بمستقبل رونالدو مع الفريق. وعلى الرغم من أن رحيل رونالدو سيكون بالتأكيد هو الحل الأمثل لجميع الأطراف، فمن الممكن أيضاً أن يستمر اللاعب ويظل بطلاً للعديد من المشجعين.
ويجب الإشارة إلى أن رونالدو - مثل روني – هو مؤسسة بمفرده، ويعتقد أنه يمتلك الثقل الذي يمكنه من التنقل في مسيرته الكروية كما يشاء. وعلى الرغم من ذلك، قد يكون تن هاغ محظوظاً بوجود عنصر لم يكن موجوداً أيام مويز، وهو أن رونالدو أكبر بعشر سنوات من روني في ذلك الوقت ولم يعد في قمة عطائه الكروي، على عكس روني في تلك الفترة الذي كان في أفضل مراحل حياته الكروية.
لقد بدأ تن هاغ مسيرته مع مانشستر يونايتد بشكل رائع في مايو (أيار) الماضي من خلال مصافحة جميع الموجودين في الصف الأمامي في غرفة الإعلام في ملعب «أولد ترافورد» – التي يوجد بها المراسلون العاديون في الغالب. ويتعين عليه أن يواصل التصرف بحنكة وذكاء - فيما يتعلق بمستقبل رونالدو وغيره؛ لأن هناك العديد من القضايا الشائكة الأخرى التي يتعين على المدير الفني الهولندي التعامل معها بحكمة شديدة.
لقد نجح تن هاغ في تدعيم صفوف، بلاعب الوسط الدنماركي كريستيان إريكسن (صفقة انتقال حر)، بالإضافة إلى قلب الدفاع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، وما زال يضغط لضم مواطنه فرنكي دي يونغ صانع ألعاب برشلونة، وهي أمور تشير إلى أن خططه في إصلاح مسار الفريق تسير كما يرغب، رغم عدم اليقين ما إذا كان تيريل مالاسيا، الذي ضمه كأول صفقة في فترة الانتقالات الصيفية الحالية يمثل حقاً أولوية في مركز الظهير الأيسر في ظل وجود كل من لوك شو وأليكس تيليس وبراندون ويليامز! وهناك قضية أخرى على تن هاغ حلها وتتعلق بهوية اللاعب الذي سيحمل شارة قيادة الفريق؛ لأنه سيكون من الغريب للغاية استمرار منح شارة القيادة لهاري ماغواير بعد الأداء المتدني من قلب الدفاع الدولي الموسم الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، هناك قضية العقم التهديفي الذي يعاني منه الفريق، خاصة في حال رحيل رونالدو، الذي سجل بمفرده 24 هدفاً في 38 مباراة (الموقف الرسمي للنادي هو أن اللاعب البرتغالي ليس للبيع). رغم أن مؤشرات المعسكر الإعدادي في تايلند يثبت أن هناك نجاعة تهديفية بالفوز على ليفربول 4 - صفر ثم على ملبورن فيكتوري الأسترالي 4 - 1 دون وجود المهاجم البرتغالي، لكن يشعر تن هاغ بأن جميع الطرق تؤدي إلى العودة إلى رونالدو الذي لم يجد فريقاً يرغب في ضمه. وبالتالي، فإن الأولوية الآن بالنسبة للمدير الفني البالغ من العمر 52 عاماً تتمثل في إنهاء القضية المتعلقة بمستقبل المهاجم البرتغالي بأفضل طريقة ممكنة، بالإضافة إلى تدعيم صفوف الفريق بقوة حتى يكون قادراً على المنافسة على البطولات والألقاب وأن يعود كأحد أفضل الفرق التي يخشاها الجميع.
وكما كان الحال مع مويز قبل تسع سنوات، يمكن أن تكون جولة الفريق الآسيوية بمثابة مؤشر واضح تماماً لما يمكن أن يقوم به المدير الفني لمانشستر يونايتد في مهمته الصعبة خلال الفترة المقبلة!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».