السيسي في برلين... وملف المناخ يتصدر الزيارة

يشارك في «حوار بيترسبرغ» ويلتقي شولتز

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
TT

السيسي في برلين... وملف المناخ يتصدر الزيارة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

بدأ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، زيارة إلى برلين تستمر يومين، يتصدرها ملف التغير المناخي، إذ يشارك في فعاليات «حوار بيترسبرغ للمناخ»، ومن المقرر أن يلتقي كذلك بالمستشار الألماني أولاف شولتز.
وتنطلق فعاليات «حوار بيترسبرغ للمناخ» غداً (الاثنين)، وذلك برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن حوار بيترسبرغ «يعد إحدى المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ (كوب 27) في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ».
https://www.facebook.com/Egy.Pres.Spokesman/posts/pfbid026fhjk6DuzAYVx13o5Gd6U6VMdnwXNdP1SEL49hqqwFJSRnSsJMndCBE51ZYQyDVbl
واعتبر راضي أن «دعوة مصر للرئاسة المشتركة لهذا المحفل المهم تأتي تقديراً للدور الحيوي الذي تقوم به بقيادة الرئيس (السيسي) في إطار مفاوضات (مواجهة) تغير المناخ على مدار السنوات الماضية».
وحسب الرئاسة المصرية، فإنه من المقرر أن تشهد زيارة برلين عقد لقاء يجمع بين السيسي وعدد من المسؤولين الألمان، على رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك لبحث «سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، في إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك».
في سياق قريب، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس، اجتماعاً لمتابعة «التحضيرات الخاصة باستضافة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27)».
وفي مستهل الاجتماع، جدد رئيس الوزراء التأكيد على حرص الدولة المصرية على «العمل الدؤوب للتجهيز لمؤتمر المناخ بشقيه الموضوعي والتنظيمي، بشكل يعكس مكانة مصر ودورها القيادي الإقليمي والدولي في هذا الملف الحيوي».
وصرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، بأن وزيرة البيئة ياسمين فؤاد «استعرضت خلال الاجتماع أهم الخطوات التي تم تنفيذها في إطار التحضير لمؤتمر المناخ، ومسارات العمل الخاصة بعدد من الجوانب اللوجيستية، لا سيما الإقامة، والتنقل، والاتصالات، والصحة، والتأشيرات والتسجيل والاعتماد، ومنظمات المجتمع المدني، والشركات الراعية، وغيرها».
وتطرق الاجتماع أيضاً إلى «الموقف التنفيذي للشق اللوجيستي الذي تقوم به الشركة المكلفة بذلك، والذي يتضمن تجهيز قاعات المؤتمرات والخدمات ذات الصلة، بما في ذلك تشييد وبناء وتجهيز قاعات المؤتمرات والمعارض، ووضع مبانٍ سابقة التجهيز، وتجهيز المكاتب، وتوفير الأثاث، والأجهزة السمعية والمرئية، فضلاً عن خدمات الطعام، والاستقبال والتوديع بالمطارات، والشحن والنقل، وتوفير السيارات الكهربائية. كما تم تناول الشق التقني الخاص بالموقع الإلكتروني للمؤتمر والمحتوي الخاص به، وما يتضمنه من تسهيلات وخدمات للمشاركين».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.