حمزة حبوش.. من عامل صيانة في النرويج إلى قيادة كتيبة عسكرية بريف إدلب

خطف والده واعتقال شقيقه دفعاه للمشاركة في القتال ضد النظام

حمزة حبوش
حمزة حبوش
TT

حمزة حبوش.. من عامل صيانة في النرويج إلى قيادة كتيبة عسكرية بريف إدلب

حمزة حبوش
حمزة حبوش

لم يتردد حمزة حبوش (32 عاما)، باتخاذ قراره بمغادرة النرويج التي عاش فيها خمس سنوات والعودة إلى بلدته سلقين في محافظة إدلب شمال سوريا، بعد اندلاع الحراك الشعبي ضد النظام السوري، ليبدأ الشاب الثلاثيني نشاطه في تنظيم المظاهرات السلمية، قبل أن يدفعه تحول الحراك الشعبي نحو العمل العسكري لترؤس كتيبة «مجاهدي سلقين» والدفاع عن البلدة التي باتت «محررة» من وجود القوات النظامية.
«أوضاعي المادية كانت جيدة جدا في النرويج»، يقول حبوش لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنه «عمل في مجال الصيانة في إحدى شركات التنقيب عن النفط ثم عمل لاحقا في مجال البيع في شركة للسيارات». ويشدد حمزة على أن «أوروبا كانت حلما بالنسبة لي وسعيت للسفر قبل 12 عاما وأنفقت الكثير من المال للحصول على فيزا تؤهلني للوصول إلى النرويج».
عند خروج المظاهرات السلمية في مصر ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، تغيرت حياة حمزة الذي بات أكثر اهتماما بالأحداث في بلده، مترقبا اندلاع مظاهرات مشابهة تناهض النظام القائم. يقول: «بدأت بمراسلة أصدقائي في سلقين لسؤالهم عما إذا كانت المظاهرات ستصل إلى سوريا أم لا، كنت أدرك تماما حجم الظلم الواقع على أهلي وبلدي».
في الفترة اللاحقة، لعب حمزة دورا في نشر فيديوهات ودعوات عبر موقع «فيس بوك»، بعد انطلاق الحراك الشعبي في سوريا، ليقرر بعدها مغادرة النرويج بشكل نهائي والعودة إلى بلدته للتفرغ لنشاطات الحراك المعارض. ويوضح أن «تنظيم المظاهرات في بلدة سلقين لم يكن سهلا بسبب وجود أعداد كبيرة من الشبيحة المؤيدين للنظام، لكن وجود بيئة حاضنة للحراك أسهم بشكل كبير بكسر جدار الخوف لتصبح المظاهرات بعدها أمرا طبيعيا».
بعد أشهر على بروز اسم حمزة كأحد منظمي المظاهرات المعارضة في سلقين، خطف عناصر من الشبيحة والده، الذي أطلق سراحه لاحقا عبر عملية مبادلة أسرى، وفق ما يرويه لـ«الشرق الأوسط». ويلفت إلى أنه «بعد أقل من شهر اعتقل الأمن أخي ولم يطلقوا سراحه إلا بعد تعذيبه بشكل وحشي وقاس».
حادثتا خطف والده واعتقال أخيه دفعتا حمزة إلى الانخراط في العمل المسلح ضد النظام وتشكيل كتيبة صغيرة من 15 شخصا، كانت «مهمتها الأساسية حماية المظاهرات التي تتعرض لإطلاق نار من قبل الأمن السوري». ويضيف: «نفذنا عمليات نوعية ضد القوات النظامية، مثل اقتحام مخفر سلقين ومهاجمة فرع الأمن العسكري، وبعد أربعة أشهر تعاونا مع عدد من الكتائب لتنفيذ عملية عسكرية شاملة أفضت إلى طرد جميع العناصر النظامية من البلدة».
وتتبع بلدة سلقين التي يتحدر منها حمزة إلى محافظة إدلب في شمال غربي سوريا وتبعد عن مدينة حلب بحدود 80 كيلومترا وعن مدينة إدلب 45 كيلومترا. ويبلغ عدد سكان سلقين ما يقارب 45 ألف نسمة، وتعد مركزا تجاريا وصناعيا رئيسا لكل القرى المحيطة بها. ويؤكد حبوش أن «هذا الموقع الاستراتيجي الذي تملكه البلدة دفع النظام إلى عدم التخلي عنها بسهولة، إذ قامت وحدات من الجيش النظامي باقتحامها والسيطرة عليها»، موضحا في الوقت نفسه، أن «العمل العسكري المعارض تطور كثيرا في هذه الأثناء ما ساعد على تحرير مساحات واسعة من مدينة إدلب من وجود القوات النظامية ومن بينها بلدة سلقين».
يتنقل حبوش حاليا بين بلدته في ريف إدلب وجبل الأكراد في ريف الساحل الخاضع للمعارضة بهدف التنسيق لعمليات مشتركة بحسب ما يقول لـ«الشرق الأوسط»، كما يرأس قيادة كتيبة «مجاهدي سلقين» المتمركزة في البلدة بهدف حمايتها وتنظيم الحياة فيها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.