اليورو المنهك يحاول التماسك... والأسواق تتراجع

مخاوف التباطؤ تدهم المؤشرات الكبرى

فتحت {وول ستريت} على انخفاض مع نتائج مخيبة للآمال أكدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد (أ. ب)
فتحت {وول ستريت} على انخفاض مع نتائج مخيبة للآمال أكدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد (أ. ب)
TT

اليورو المنهك يحاول التماسك... والأسواق تتراجع

فتحت {وول ستريت} على انخفاض مع نتائج مخيبة للآمال أكدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد (أ. ب)
فتحت {وول ستريت} على انخفاض مع نتائج مخيبة للآمال أكدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد (أ. ب)

واصل الدولار الارتفاع، أمس (الخميس)، ليصل إلى مستويات لم يبلغها منذ 24 عاماً أمام الين، ويقترب من التعادل مع اليورو، وسط تكهُّنات من المتعاملين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة لمكافحة التضخم.
ودفعت الاضطرابات الاقتصادية العالمية سعر الدولار للصعود بشدة، باعتباره ملاذاً آمناً للقيمة، ليرتفع مؤشر الدولار الذي يقيس قيمته أمام ست عملات بأكثر من 13 في المائة هذا العام. وزاد بمقدار 0.2 نقطة مئوية الخميس إلى 108.500 نقطة.
وصعد الدولار بأكثر من واحد في المائة أمام الين، ليزيد على 139 يناً للدولار لأول مرة منذ عام 1998. وارتفع في أحدث تداول 1.3 في المائة إلى 139.18 ين للدولار.
وتأرجح سعر اليورو مباشرة فوق مستوى تعادله مع الدولار، بعد يوم من انخفاضه عن هذا المستوى، لأول مرة منذ 20 عاماً. ونزل سعر العملة الموحدة 0.5 في المائة خلال اليوم، وهبط في أحدث تداول 0.3 في المائة ليسجل 1.00310 دولار.
وهبط سعر الجنيه الإسترليني 0.2 في المائة إلى 1.18580 دولار، مع استمرار المخاوف بشأن التوقعات للاقتصاد البريطاني، رغم إظهار بيانات، أول من أمس (الأربعاء)، ارتفاعاً غير متوقَّع في الناتج المحلي، في شهر مايو (أيار).
وبدورها تأثرت الأسواق، وفتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض؛ إذ أكدت نتائج مخيبة للآمال لبنكي «جيه بي مورغان تشيس» و«مورغان ستانلي» المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد، نتيجة تشديد السياسة النقدية.
وهبط المؤشر «داو جونز» الصناعي 320.99 نقطة، أو 1.04 في المائة عند الفتح إلى 30451.80 نقطة. وفتح المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً 37.79 نقطة، أو 0.99 في المائة عند 3763.99 نقطة، بينما تراجع المؤشر «ناسداك المجمع» 96.37 نقطة، أو 0.86 في المائة إلى 11151.21 نقطة عند الفتح.
وتراجعت الأسهم الأوروبية متأثرة بزيادة التوقعات بشأن توجه الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، بعد ارتفاع حاد في معدل التضخم بالولايات المتحدة، في حين هبط المؤشر الرئيسي في إيطاليا واحداً في المائة، مع تزايد خطر انهيار الحكومة.
وهبط المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.3 في المائة بحلول الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش. وكان المؤشر قد انخفض واحداً في المائة، أول من أمس، بعدما أثارت بيانات أعلى من المتوقَّع للتضخم في الولايات المتحدة التوقعات بشأن إمكانية لجوء مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع سعر الفائدة بأكثر من 75 نقطة أساس التي كانت تتوقعها السوق في نهاية هذا الشهر.
وأدى ذلك إلى تصاعد مخاوف المستثمرين من حدوث ركود اقتصادي، وكذلك إلى زيادة الضغط على البنك المركزي الأوروبي، مع انخفاض اليورو إلى ما دون نقطة التكافؤ مقابل الدولار، أول من أمس (الأربعاء).
وانخفض مؤشر «إم آي بي» الإيطالي بعد أن قالت حركة «خمس نجوم» إنها لن تشارك في تصويت على الثقة في البرلمان، في خطوة يُرجح أن تؤدي إلى انهيار حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي.
وارتفعت عوائد السندات الإيطالية بشكل حاد، كما اتسع فارق العائد مع نظيراتها الألمانية.
أما في آسيا، فقفزت الأسهم اليابانية، أمس (الخميس)، مع صعود أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية والسيارات نتيجة لهبوط الين إلى أدنى مستوياته في 24 عاماً، مع صعود الدولار.
وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 0.62 في المائة. وكان المؤشر قد فُتِح على انخفاض 0.63 في المائة، بعد أن أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي ارتفاع التضخم، لكن الأسهم عاودت الصعود سريعاً مع هبوط الين إلى 138 يناً للدولار لأول مرة منذ عام 1998، وارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.23 في المائة.
من جانبه، تراجع الذهب في العقود الفورية بنسبة واحد في المائة إلى 1718.69 دولار للأوقية بحلول الساعة 07:57 بتوقيت غرينتش. وهبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة واحداً في المائة أيضاً إلى 1717.70 دولار. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، ورغم أن الذهب يُنظر إليه على أنه وسيلة للتحوط من التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يضر بجاذبيته، نظراً لأنه لا يدر عائداً ثابتاً.
وانخفضت العقود الفورية للفضة بنسبة 1.1 في المائة إلى 18.98 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 1.5 في المائة إلى 841.96 دولار، والبلاديوم 1.3 في المائة إلى 1949.43 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

الاقتصاد قطع شطرنج ذهبية معروضة في كشك المجوهرات خلال النسخة الـ17 من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لما ستكون عليه خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب التي ستكون أقل حدة من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

تتسابق كندا لتصبح أكبر منتج لليورانيوم بالعالم استجابةً للطلب المتزايد على الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات والتوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الاقتصاد نظام نقل الحركة للدراجات الكهربائية ذات العجلتين من إنتاج شركة «فوكسكون» (رويترز)

«فوكسكون» التايوانية تحقق إيرادات قياسية في الربع الرابع بفضل الذكاء الاصطناعي

تفوقت شركة «فوكسكون» التايوانية، أكبر شركة لصناعة الإلكترونيات التعاقدية في العالم، على التوقعات لتحقق أعلى إيراداتها على الإطلاق في الربع الرابع من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع علم أميركي في الخلفية (رويترز)

الدولار يواصل هيمنته في بداية 2025

سجَّل الدولار أعلى مستوياته في أشهر عدة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، يوم الخميس، وهو أول يوم تداول في عام 2025، مستمداً قوته من مكاسب العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - سنغافورة )
خاص سقوط جدار برلين كَسر القواعد التي كانت تنظّم التنافس بين القوى القديمة (غيتي)

خاص فشل القوة وثلاثة إخفاقات عالمية

هُزمت الولايات المتحدة في الصومال والعراق، ثم في أفغانستان، وسرعان ما ظهرت الصين بوصفها المستفيد الأكبر من العولمة، التي كانت تُحرر نفسها من المجال الأميركي.

برتراند بادي

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.