واجهت إدارة نادي الفيصلي حقيقة هبوط فريقها إلى دوري الدرجة الأولى بعد نحو أسبوعين من حالة الصدمة التي عاشتها، وأعلنت رسمياً التعاقد مع المدرب الكرواتي أنتي ميشا لقيادة الفريق في الموسم المقبل.
وعلى الرغم من تقدم الإدارة برئاسة فهد المدلج باحتجاج حول ما حصل في مباراة الاتحاد والباطن في الجولة الأخيرة من الدوري وتأخر انطلاقة الشوط الثاني من تلك المباراة بسبب تأخر حارس الباطن مارتن كمباينا في النزول لأرض الملعب، فإنها فيما يبدو اقتنعت بأن بناء الأمل على هذا الاحتجاج لقبوله وبقاء الفريق يبدو مجرد مضيعة وقت فقررت التعاقد مع المدرب الكرواتي الذي يحمل سجلاً جيداً جداً في المنافسات الكروية في الكويت تحديداً، حينما كان يدرب فريق العربي، أحد أقوى الفرق هناك ويحقق معه منجزات في الموسمين الأخيرين.
وكشفت المصادر أن التعاقد مع المدرب كان بتوصية من مدرب الفريق السابق زلاتكو الذي بات حالياً مدرباً للمنتخب الكرواتي، حيث إن زلاتكو عمل في نادي الفيصلي ثم الهلال وحقق نتائج مميزة قبل 5 سنوات ويعرف بيئة النادي جيداً.
وسبق لأنتي ميشا أن عمل مساعداً لمدرب كرواتيا في موسم 2015 - 2016 ودرب منتخب تركمانستان في موسم 2019، قبل أن يتولى الإدارة الفنية لفريق العربي الكويتي 2020، حيث حقق معه الدوري الكويتي وكأس السوبر وكأس ولي العهد، ليعيد هذا الفريق إلى منصات التتويج في البطولات الكبرى هناك.
وهبط فريق الفيصلي لدوري الدرجة الأولى بعد الخسارة في المباراة الأخيرة أمام الهلال بهدفين لهدف، ليتجمّد رصيده عند 33 نقطة وليهبط رفقة الأهلي والحزم، بعد العودة إلى المواجهات المباشرة بينه وبين الباطن الذي تساوى معه في الرصيد النقطي.
الفيصلي يرغب في العودة سريعاً إلى دوري الكبار بعد هبوطه الصادم (تصوير: عيسى الدبيسي)
ومثّل هبوط الفيصلي صدمة كبيرة لأنصاره، خصوصاً أن الفريق سبق وأن حقق في الموسم قبل الماضي بطولة كأس الملك، وشارك قبل أشهر من الهبوط لأول مرة في تاريخه في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، وتأهل للدور الثاني متصدراً مجموعته، مما كان له دافعاً من أجل مواصلة الهروب من مناطق الخطر في بطولة الدوري، إلا أنه لم ينجح سوى في حصد 5 نقاط من المباريات الخمس الأخيرة والحاسمة، ما جعله يهبط للأولى لأول مرة منذ الصعود قبل 12 عاماً.
ورغم رحيل بعض نجومه، يتقدمهم الهداف تفاريس من الرأس الأخضر الذي سيوقع لأحد أندية دوري المحترفين بعد نهاية عقده الحالي، وكذلك الحارس المخضرم مصطفى ملائكة الذي وقع مع الفتح رسمياً، وكذلك اللاعب خالد كعبي الذي وقع للفيحاء عدا المهاجم صالح آل عباس الذي بات قريباً من العودة إلى المنطقة الجنوبية سواء مع ضمك أو أبها، فإن النادي قد لا يعاني كثيراً في جلب البدلاء الأكفاء لسد العجز من اللاعبين والسعي للعودة سريعاً لدوري المحترفين.
ولا يعاني الفيصلي من أي ديون، حيث كان ضمن الأندية الأربعة التي حصلت على شهادة الكفاءة المالية التي تتيح له تسجيل لاعبين جدد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، على العكس من رفيقيه في درب الهبوط الأهلي والحزم، اللذين يعانيان من فاتورة باهظة بعد الهبوط.
ويتوقع أن توقف الإدارة انتقال أي لاعب لا يزال مرتبطاً بعقد مع النادي، بهدف الصعود السريع وكذلك تقديم أداء مميز في الدور الثاني في المشاركة بدوري أبطال آسيا، خصوصاً أن الإدارة ملتزمة تماماً بتسديد المستحقات المالية للاعبين في موعدها.
من جانبه، أكد وصل الذويبي، لاعب الفريق السابق، أن الفيصلي يمكن أن يعود سريعاً لدوري المحترفين إذا ما تعاملت الإدارة مع الوضع بكل احترافية، مشيراً إلى أن نادي الفيصلي لديه رئيس له خبرة، وله تجربته الكبيرة، وقادر على أن يعيد الفريق إلى المكان الذي يستحقه.
وأشار إلى أن دوري الأولى ليس سهلاً، معتبراً أن ما حصل من درس الهبوط يجب أن يستفاد منه، خصوصاً أن الفريق مر بمراحل انخفاض كبير في المستوى، وأعطى مؤشراً سلبياً وكانت النتيجة هي الهبوط. وعلى صعيد متصل، رفض مصطفى ملائكة ربط رحيله من النادي بالهبوط، مبيناً أنه وقع للفتح بعد دخوله الفترة الحرة، متمنياً أن يعود الفيصلي سريعاً إلى مكانه بين الكبار، ومقدماً كل الشكر لرجالات الفيصلي وأنصاره على السنوات الجميلة التي قضاها مع الفريق.