لبنان: محكمة التمييز تبطل الحكم بحق سماحة

القاضي لطوف أكد أن القرار ليس سياسيًا إنما هو قرار قضائي 100 % وصدر بإجماع الهيئة

ميشال فؤاد سماحة
ميشال فؤاد سماحة
TT

لبنان: محكمة التمييز تبطل الحكم بحق سماحة

ميشال فؤاد سماحة
ميشال فؤاد سماحة

قبلت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف، الطعن المقدم من قبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر في الحكم المخفف الصادر عن المحكمة العسكرية برئاسة العميد خليل إبراهيم بحق الوزير السابق ميشال سماحة، في جرم نقل متفجرات من سوريا إلى لبنان والقيام بأعمال إرهابية ومحاولة اغتيال نواب ورجال دين. وقررت محكمة التمييز إبطال حكم المحكمة العسكرية برمته واعتبرته لاغيًا، في حين ردّت طلب الطعن المقدم من وكيل سماحة. وحددت يوم الخميس في 16 يوليو (تموز) المقبل موعدًا لإعادة محاكمته في هذه القضية. وكانت المحكمة العسكرية قد أصدرت حكما بحق سماحة، قبل نحو أسبوعين، يقضي بالسجن 4 أعوام ونصف وتجريده من حقوقه المدنية، وهو الأمر الذي شكّل مفاجأة سياسية وقانونية في لبنان، ولاقى استنكار أطراف سياسية عدّة، ولا سيّما «فريق 14 آذار»، كما أكد حينها وزير العدل أشرف ريفي «العمل بكلّ الوسائل القانونية لتمييز الحكم الذي يُدين كلّ مَن شاركَ به». وجاء في خلاصة القرار الواقع في 12 صفحة فولسكاب «قررت محكمة التمييز العسكرية بالإجماع، ما يلي:
أولا: قبول طلب النقض المقدّم من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في الشكل وفي الأساس.
ثانيًا: ردّ الاستدعاء التوضيحي المقدّم من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية شكلا، والذي ورد في وقت لاحق لتقديم الطعن.
ثالثًا: قبول استدعاء النقض المقدّم من المحكوم عليه ميشال فؤاد سماحة شكلا وردّه في الأساس.
رابعًا: إبقاء قرار المحكمة العسكرية الدائمة لجهة فصل الخصومة إلى خصومتين (ميشال سماحة ومدير مكتب الأمن القومي في سوريا اللواء السوري علي مملوك) ساري المفعول. وكانت المحكمة العسكرية قد وافقت على فصل ملف ميشال سماحة عن المدعى عليه علي المملوك من أجل السير بالمحاكمة بسبب تعذر إبلاغ المملوك.
خامسًا: نقض الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة بتاريخ 13 / 5 / 2015 تحت رقم 1127 / 2015 واعتباره لاغيًا، وإعادة محاكمة المتهم ميشال سماحة أمام محكمة التمييز العسكرية وتضمينه الرسوم والمصاريف كافة.
سادسًا: تعيين جلسة لمحاكمة المحكوم عليه ميشال فؤاد سماحة يوم الخميس في 16 يوليو 2015». وكان سماحة الذي أوقف في أغسطس (آب) عام 2012، قد اعترف خلال جلسات المحاكمة بأنه تسلم مبلغ 170 ألف دولار وكمية من المتفجرات من مكتب المملوك في دمشق ونقلها إلى لبنان. كما أقر بأن المتفجرات كانت من أجل تنفيذ اغتيالات في حق شخصيات سياسية ورجال دين ومعارضين سوريين.
وكشف رئيس المحكمة القاضي لطوف أن النقض ارتكز إلى عدة أسباب أهمها: منح سماحة حكم البراءة من جرم محاولة القتل عمدًا لعدم قانونيته، والخطأ في تطبيق القانون والتناقض في الفقرة الحكمية لجهة المادة 335 من قانون العقوبات، إضافة إلى التناقض بين متن الحكم والفقرة الحكمية لجهة المادتين 5 و6 من قانون الإرهاب. وقبول النقض لجهة المادة 72 أسلحة.
وأكد القاضي لطوف أن القرار ليس سياسيًا، إنما هو قرار قضائي مائة في المائة وصدر بإجماع الهيئة المؤلفة من الرئيس والأعضاء الأربعة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.