تسبب الإشعاع المكثف من الشمس في قطع أجزاء من المذنب «سوهو 323P»، بسبب التصدع الحراري، وهي ظاهرة يتم تسجيلها لأول مرة.
وعلى غرار كيفية تكسر مكعبات الثلج عند سكب مشروب ساخن عليها، يمكن أن تساعد آلية فقدان الكتلة هذه، في تفسير ما حدث للمذنب الذي تفكك إلى أجزاء عند اقترابه من الشمس، كما أعلن فريق بحثي دولي يتزعمه باحثون من جامعة «ماكاو للعلوم والتكنولوجيا» بالصين في الدراسة المنشورة 14 يونيو (حزيران) الماضي بدورية «استرونوميكال جورنال».
والنظام الشمسي مكان خطير، ونرى في الكتب المدرسية أشكالاً للأجرام السماوية تدور حول الشمس في مدارات منتظمة، لكن إذا كان مدار جسم ما لا يتناسب مع هذا النمط، فإن تأثيرات الجاذبية من الأجسام الأخرى تزعزع استقرار المدار، وأحد المصائر الشائعة لمثل هذه الأجسام المقذوفة هو أن تصبح مذنبات في مدارات قريبة من الشمس حيث ستغرق في النهاية في الشمس.
ونظراً لأن هذه المذنبات تمر بالقرب من الشمس، فمن الصعب اكتشافها ودراستها، وتم اكتشاف معظمها عن طريق الصدفة في ملاحظات التلسكوب الشمسي، لكن حتى مع أخذ هذه الصعوبة في الاعتبار، يوجد عدد أقل بكثير من المذنبات القريبة من الشمس مما كان متوقعاً، مما يشير إلى أن شيئاً ما يدمّرها قبل أن تتاح لها فرصة القيام بغوصها النهائي المميت في الشمس.
وباستخدام أسطول من التلسكوبات الرائدة عالمياً على الأرض وفي الفضاء، تم التقاط صور لمذنب صخري دوري قريب من الشمس يتفكك، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد مثل هذا المذنب، وهو يتفكك ويمكن أن يساعد ذلك في تفسير ندرة مثل هذه المذنبات الدورية القريبة من الشمس.
ولفهم هذه المذنبات بشكل أفضل، درست مجموعة من علماء الفلك من جامعة «ماكاو» والولايات المتحدة وألمانيا وتايوان وكندا هذا المذنب القريب من الشمس المسمى (323P -SOHO) باستخدام تلسكوبات متعددة بما في ذلك تلسكوب «سوبارو»، وتلسكوب كندا وفرنسا وهاواي (CFHT)، وتلسكوب «جيميني نورث»، وتلسكوب «لويل ديسكفري}، وتلسكوب «هابل» الفضائي.
وكان مدار المذنب مقيداً بشكل سيئ، لذلك لم تكن المجموعة تعرف بالضبط أين تبحث عنه، لكنّ مجال الرؤية الواسع لتلسكوب «سوبارو» سمح لهم بإلقاء شبكة واسعة والعثور على المذنب وهو يقترب من الشمس، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التقاط المذنب (323P - SOHO) بواسطة تلسكوب أرضي. وباستخدام هذه البيانات، كان الباحثون قادرين على تقييد المدار بشكل أفضل، وعرفوا إلى أين يوجهون التلسكوبات الأخرى وكانوا ينتظرون عندما يبدأ المذنب في الابتعاد عن الشمس مرة أخرى.
ولدهشتهم وجد الباحثون أن المذنب تغيَّر بشكل ملحوظ في أثناء مروره القريب من الشمس، ففي بيانات تلسكوب «سوبارو»، كان مجرد نقطة، لكن في بيانات المتابعة كان له ذيل مذنب طويل من الغبار المقذوف، وهو ما دفع الباحثون إلى القول إن الإشعاع المكثف من الشمس تسبب في قطع أجزاء من المذنب بسبب التصدع الحراري، على غرار كيفية تكسر مكعبات الثلج عند سكب مشروب ساخن عليها.
لكنّ النتائج التي توصل إليها الباحثون أثارت أسئلة أكثر مما أجابت، حيث وجدوا أن المذنب يدور بسرعة، ويستغرق أكثر من نصف ساعة في كل دورة، وأن لونه لا يشبه أي شيء آخر في النظام الشمسي، وبالتالي خلصوا من ذلك إلى أن هناك حاجة إلى ملاحظة المذنبات الأخرى القريبة من الشمس لمعرفة ما إذا كانت تشترك أيضاً في هذه السمات.
«سوهو» يواجه مصير مكعب الثلج أمام الشمس
رصد العلماء تفككه لأجزاء في مشهد نادر
«سوهو» يواجه مصير مكعب الثلج أمام الشمس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة