العاهل المغربي يجري مباحثات سياسية مع الرئيس الإيفواري

التوقيع على 6 اتفاقيات تعاون بين البلدين شملت قطاعات كثيرة

العاهل المغربي والرئيس الإيفواري لدى ترؤسهما حفل التوقيع على اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين في أبيدجان أمس (ماب)
العاهل المغربي والرئيس الإيفواري لدى ترؤسهما حفل التوقيع على اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين في أبيدجان أمس (ماب)
TT

العاهل المغربي يجري مباحثات سياسية مع الرئيس الإيفواري

العاهل المغربي والرئيس الإيفواري لدى ترؤسهما حفل التوقيع على اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين في أبيدجان أمس (ماب)
العاهل المغربي والرئيس الإيفواري لدى ترؤسهما حفل التوقيع على اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين في أبيدجان أمس (ماب)

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس، على انفراد مباحثات سياسية مع رئيس دولة كوت ديفوار الحسن واتارا، وذلك في أول نشاط يقوم به خلال زيارته لهذا البلد الأفريقي، التي بدأت مساء السبت الماضي، ضمن جولة أفريقية سبق أن قادت العاهل المغربي إلى السنغال وغينيا بيساو، وينتظر أن تختتم الأسبوع المقبل في الغابون.
ولم يعلن بشكل رسمي عن فحوى المباحثات التي أجراها الزعيمان بالقصر الرئاسي في أبيدجان، كبرى مدن كوت ديفوار وعاصمتها الاقتصادية، فيما أشارت مصادر صحافية محلية إلى أن مواضيع التعاون الثنائي بين البلدين هيمنت على المباحثات، وأضافت المصادر ذاتها أن ملفات أخرى تتعلق بالهجرة السرية والأمن في القارة الأفريقية والعالم، كانت حاضرة في اهتمامات الرجلين.
في غضون ذلك، أشرف العاهل المغربي والرئيس الإيفواري على توقيع ست اتفاقيات تعاون بين البلدين، تنضاف إلى 72 اتفاقية وقعها البلدان خلال العامين الماضيين، حيث زار الملك محمد السادس كوت ديفوار مرتين في أقل من عام (مارس/آذار 2013 وفبراير/شباط 2014).
وشملت الاتفاقيات الست الجديدة مجالات كثيرة، من أبرزها اتفاقية تتعلق بتفويت حصص الدولة في رأسمال الشركة الإيفوارية للبنوك - التجاري وفا بنك (عقد اقتناء)؛ بالإضافة إلى اتفاقية لإنجاز محطة مجهزة لتفريغ أسماك الصيد التقليدي بمدينة «غراند لاهو»، بالقرب من مدينة أبيدجان. كما شملت الاتفاقيات الجديدة شراكات بين بعض المؤسسات العمومية والخاصة المغربية والإيفوارية، حيث جرى التوقيع على بروتوكول اتفاقية بين سلطة مدينة الدار البيضاء المالية «كازابلانكا فاينانس سيتي أوتوريتي»، ومركز إنعاش الاستثمارات بالكوت ديفوار، فيما وقع المكتب الشريف للفوسفات بالمغرب على بروتوكولي تعاون مع كل من الوكالة الوطنية لدعم التنمية القروية، ومجلس البن والكاكاو بالكوت ديفوار.
وفي مجال التعاون الإعلامي بين البلدين، وقعت الحكومتان على اتفاقية تهم منح ترخيص البث بتعديل الترددات لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي 1) في الأراضي الإيفوارية.
وتمكن المغرب من زيادة حضوره في الاقتصاد بكوت ديفوار، التي تعد بلدًا محوريًا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وذلك عبر استثمارات كبيرة في مجال البنوك والعقار والاتصالات والطرق، وذلك ضمن خطة التعاون جنوب - جنوب، التي يسعى من خلالها المغرب لخلق شراكات قوية ودائمة مع بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.
في غضون ذلك، شكل البلدان العام الماضي مجموعة للدفع الاقتصادي، تضم عددًا من أعضاء الحكومتين وممثلين عن القطاع الخاص والعمومي في كل من المغرب وكوت ديفوار، وتهتم المجموعة بقطاعات كثيرة، في مقدمتها البنوك والمالية والتأمينات، والفلاحة والأعمال والصيد، والعقار، والسياحة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».