الأندية الرياضية تدخل عصر «التجارة البحتة»

تود بوهلي المالك الجديد لتشيلسي الإنجليزي (أ.ب)
تود بوهلي المالك الجديد لتشيلسي الإنجليزي (أ.ب)
TT

الأندية الرياضية تدخل عصر «التجارة البحتة»

تود بوهلي المالك الجديد لتشيلسي الإنجليزي (أ.ب)
تود بوهلي المالك الجديد لتشيلسي الإنجليزي (أ.ب)

سيطرت العائلات الغنية على الأندية الرياضية لفترة طويلة من الزمن، لكن العصر تغيّر الآن، إذ لم تعد الفرق شأناً عائلياً، بل تجارة بحتة مع انتقال ملكيتها لصناديق استثمار وتحالف شركات، رغم حالة الانكماش التي يمر بها الاقتصاد العالمي.
في مايو (أيار)، أصبح تود بوهلي أحدث ملياردير أميركي يشتري نادياً في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعد عقده صفقة بقيمة 4.25 مليار جنيه إسترليني (5.3 مليار دولار) مشاركة مع كونسورتيوم لشراء تشيلسي اللندني.
وستكون مجموعة «كليرلايك» الاستثمارية التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، المساهم الأكبر في تشيلسي كجزء من الكونسورتيوم، على أن يكون بوهلي رئيساً جديداً أيضاً للنادي الذي طرح للبيع من قبل مالكه الروسي رومان أبراموفيتش. وانضمت جميع الشخصيات البارزة في ائتلاف بوهلي - كليرلايك كابيتال إلى مجلس إدارة تشيلسي الجديد.
وفي طريقه للاستحواذ على تشيلسي، قام بوهلي، وهو أحد مالكي نادي لوس أنجليس دودجرز للبيسبول، بالتفوّق على 11 عرضاً آخر مقدماً لشراء النادي اللندني، مما يدل على أن العلامة التجارية العالمية للدوري الإنجليزي الممتاز هي المحرك الرئيسي، لأنها توفر الفرصة للاستفادة من العائدات الهائلة للنقل التلفزيوني وبيع المنتجات الخاصة بالأندية.
وقال بوهلي عام 2019 لشبكة «بلومبرغ» في مقاربته لمسألة الاستحواذ على أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، إنه «اللعب (تجارياً واقتصادياً) على أعلى المستويات. الأمر يتعلق بأفضل اللاعبين. لديك أيضاً سوق إعلامية في خضم النمو».
ويعتقد بعض المحللين في الاقتصاد الكروي أن قيمة الأندية الرائدة في الدوري الإنجليزي الممتاز قد تصل إلى أكثر من 10 مليارات جنيه إسترليني في غضون عقد من الزمن، ولهذا السبب يتزايد عدد تحالفات الشركات المتلهفة للدخول على خط الاستفادة الاقتصادية لكن ليس فقط في الـ«برميرليغ».
وقال ديفيد غاندلر، الشريك المؤسس والمدير العام لخدمة البث التدفقي «فوبوتيفي» الأميركية «إنك ترى المزيد من الأموال تأتي إلى الرياضة من مستثمرين مؤسّسيين، بينما كان الأمر متعلقاً في السابق بالعائلات أو الأفراد الأغنياء».
وهناك أيضاً سبل أخرى لعيش الحلم الرياضي عبر شراء نادٍ، وفق ما أفاد رجل الأعمال باسكال ريغو، الذي أصبح أخيراً مساهماً في نادي باريس إف سي المشارك في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، موضحاً: «هناك بعض الحالات لأفراد اجتمعوا معاً كمجموعة لشراء أندية».
وأضاف أن فوائد ذلك تتمثل في خفض التكاليف على كل فرد من المشترين وزيادة العدد المحتمل للمستثمرين وبالتالي «تقليل المخاطر المالية».
ومع ذلك، فإن المبالغ التي يتم دفعها لا تظهر سوى القليل من مؤشرات انخفاض الاستثمار، إذ دفع كونسورتيوم بوهلي سعراً قياسياً لنادٍ رياضي، لكن هذا الرقم القياسي لم يصمد طويلاً، حيث قام كونسورتيوم أميركي آخر برئاسة وريث متجر «وول مارت» روب وولتون وبمشاركة أشخاص آخرين من بينهم ابنته وصهره، بشراء فريق دنفر برونكو من دوري كرة القدم الأميركية مقابل 4.65 مليار دولار.
هذه الأسعار تتجاوز قدرة الأميركيين الآخرين، مما دفعهم إلى التطلع نحو القارة الأوروبية لاستثمار أموالهم في أنديتها الكروية.
وبالنسبة لبطل إيطاليا ميلان، وقع خيار صندوق الاستثمار الأميركي «ريدبيرد» على «روسونيري» لشرائه مقابل 1.3 مليار دولار من منافسه الأميركي الآخر «إليوت مانجمنت» في بداية يونيو (حزيران).
واشترى رجل الأعمال الأميركي جون تيكستور، الذي كان أصلاً مساهماً في نادي كريستال بالاس الإنجليزي، الحصة الأكبر من ليون الفائز بلقب الدوري الفرنسي سبع مرات، من خلال شركته الاستثمارية الرياضية «إيغل فوتبول هولدينغز».
وكان مبلغ الـ600 مليون يورو الذي دفعه في يونيو استثماراً قياسياً على صعيد الأندية الفرنسية.
يقول سالفاتوري غالاتيوتو من شركة الخدمات المالية «غالاتيوتو سبورتس بارتنرز» إن «هناك الكثير من العوامل التي تدفع جميعها في نفس الاتجاه. لا يوجد محتوى إعلامي آخر له قيمة أكبر من الرياضة».
وتابع: «المراهنات ستعمل أيضاً على تعزيز المتابعة الجماهيرية. ونتيجة لذلك، سيشاهد الناس المزيد من المباريات وسيؤدي ذلك إلى رفع قيمة المحتوى».
وينعكس هذا في المبالغ الخيالية المدفوعة مقابل حقوق البث التلفزيوني وليس فقط في كرة القدم التي تبقى الأكثر الأهمية من ناحية محتوى البث المباشر.
وتترافق الأموال الهائلة المقدمة للأندية مع زيادة المنافسة أيضاً بين الشركات الناقلة للمباريات مع دخول خدمات البث التدفقي مثل «أمازون» و«دازون» على الخط لتصبح لاعباً رئيسياً.
وبلغت تكلفة حقوق نقل دوري كرة القدم الأميركية «إن إف إل» في الولايات المتحدة لمدة 11 عاماً 110 مليار دولار في مارس 2021. بينما وصلت تكلفة نقل الدوري الهندي الممتاز للكريكيت 6.2 مليار دولار بين الحقوق المحلية والرقمية، وذلك لمدة خمسة أعوام عند طرحها للمناقصة في منتصف يونيو.
وبالنسبة للمستثمرين أيضاً، يُعد امتلاك نادٍ استثماراً آمناً، لأن الرياضة أظهرت قدرتها على تحدي الركود الاقتصادي.
ويعزّز روب تيليس من البنك الاستثماري المتخصّص «إنر سيركل سبورتس»، هذه النظرية بما حصل مع الرياضات الأميركية الأربع الكبرى التي تقلصت قيمتها بنسبة 2 في المائة فقط موسم 2008 - 2009 في وقت كانت البلاد تشهد «إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ».
وبالنسبة لريغو، تتمتع الرياضة أيضاً بهذا العنصر الأساسي «الساحر» لجذب المستثمرين، مضيفاً: «هناك أيضاً ظاهرة المستثمرين الذين لا يرغبون في أن يفوتهم القطار»، فيما يخص الإفادة من الاستثمار الرياضي.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.