ندى الشبراوي: هدف قناة «دودة كتب» جعل القراءة أمراً متاحاً وسهلاً للجميع

أطلقتها قبل 5 سنوات ويتابعها 140 ألف قارئ

ندى الشبراوي
ندى الشبراوي
TT

ندى الشبراوي: هدف قناة «دودة كتب» جعل القراءة أمراً متاحاً وسهلاً للجميع

ندى الشبراوي
ندى الشبراوي

ترى المصرية ندى الشبراوي نفسها مزيجاً من شاعرة وقارئة وصانعة محتوى، إلا أن شهرتها جاءت عبر قناتها «دودة كتب» في موقع «يوتيوب» التي أطلقتها قبل 5 سنوات، وكانت حينها بعمر 22 عاماً، لتحصل اليوم على نحو 140 ألف متابع مهتم بعوالم القراءة والمكتبات.
أصدرت ندى الشبراوي ديوانين: الأول «جولة تفصيلية في قلب على وشك السقوط»، وحازت به على جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية عام 2020، ثم أصدرت ديوان «لعنات» في 2021.
وهي تقول في حوارنا معها، إن الشعر في حياتها سبق حبها للقراءة، وإنها كتبت مجموعتيها قبل سنوات، إلا أن نشرهما تأخر «لكون الشاعر غير مطلوب من الناشرين كثيراً، ولأنني لم أرد استغلال شهرتي في (دودة كتب)؛ بل أردت النشر بالشكل التقليدي، كما يرغب أي شاعر آخر في نشر ديوانه».
ألف كتاب
عند الوقوف على مشروع «دودة كتب»، يلفتنا الهدف الذي سبق أن وضعته ندى الشبراوي لنفسها بقراءة ألف كتاب قبل أن تتم سن الثلاثين عاماً، إلا أنها أكملت هذه المهمة قبل المهلة المحددة بعدة سنوات، مبينة أن هدف الألف كتاب أعطاها دفعة لإنشاء القناة؛ حيث لم يكن الأمر في بدايته متعلقاً بصناعة المحتوى؛ بل بتحدٍّ بينها وبين والدها: «كان الأمر أشبه باللعبة، ولم أتخيّل أن يكون له هذا الأثر الكبير في حياتي حين أنجزته وشاركته مع الناس. وبالطبع، القراء بإمكانهم قراءة أكثر من ألف كتاب؛ لكن ربما تحديد العدد والعمر جعله أمراً جاذباً للانتباه». وتستكمل قائلة: «أنا الآن غير مهتمة أبداً بعدد الكتب التي أقرأها، صحيح أني أضع لنفسي هدفاً سنوياً، ولكن هذا للرغبة في الحفاظ على عادة القراءة المستمرة وبوتيرة ثابتة، وليس من أجل تحقيق الرقم في حد ذاته».
طلبات القراء
بسؤال ندى الشبراوي عن «ورطة» طلبات القراء بتحديد نوعية معينة من الكتب، تجيب: «الطلبات لا تنتهي؛ لكني سعيدة بأني منذ البداية لم أقع بهذا الفخ، لكوني حرصت طيلة الخمس سنوات التي هي عمر (دودة كتب) على ألا أقرأ كتاباً واحداً دون أن تكون لدي الرغبة الحقيقية في قراءته، وكذلك فأنا لا أتقاضى أي أجر من أي ناشر أو كاتب لتقديم كتاب معين، سواء بشكل إيجابي أو سلبي... فضلت أن يكون (دودة كتب) هو مشروعي أنا، وفي بدايته لم أكن أتوقع له أي استمرارية أو نجاح كبير، مثلما حققه لاحقاً؛ بل كان هدفي هو التنفيس من خلاله، باعتباره مكاناً أتحدث فيه عما أحب، بيد أن نجاحه ووصوله للقراء وضعني في احتمالية الوقوع في فخ (ما يطلبه المستمعون)، بمعنى أن يطلب المتابعون مني مراجعة كتاب معين، ولكني أعتذر عن مثل هذه الطلبات».
النقد والمراجعة
ربما يظن البعض أن مُراجع الكتب يقوم بمقام الناقد، إلا أن الشبراوي ترى أن هناك فرقاً كبيراً بينهما. تقول عن ذلك: لم أقدم نفسي كناقدة أبداً؛ لأن الناقد يحتاج إلى مهارات معينة أنا لا أجدها في نفسي حتى الآن، من اطلاع على نظريات النقد الأدبي، ومعرفة عديد من الأدوات التي لا أمتلكها حالياً، فضلاً أن جمهور (دودة كتب) ليسوا بالضرورة من المهتمين بالنقد الأدبي، إذ إن هدف القناة هو جعل القراءة أمراً عادياً ومتاحاً وسهلاً للجميع.
الكتب أصبحت غالية، وكل يوم هناك دار نشر جديدة ومئات الكتب التي تطبع سنوياً، لذا فهدفي هو أن أشير لما هو جيد، لتسهيل الأمر على القارئ.
المثقف ليس قارئاً فقط
بسؤالها عن هوية المثقف بنظرها، تقول ندى الشبراوي: «تعريفي الشخصي هو أن المثقف من يعترف بكل نقصه وكل جهله وكل عدم معرفته بملايين الأشياء في الحياة، وهو كذلك الساعي للمعرفة». وتستشهد هنا بمقولة عباس محمود العقاد الشهيرة، رغم أنه ليس من كتابها المفضلين: «نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل، لا لنصل إلى نقطة العلم»، معتبرة أن هذا التعريف قريب من مفهوم المثقف الذي بذهنها.
وتضيف: «المثقف ليس هو فقط قارئ الكتب؛ بل هو المطلع على الثقافة بشكل عام، سواء كانت قطعة فنية، أو موسيقى، أو سينما، أو فناً تشكيلياً، أو عمارة وغير ذلك، فالمثقف هو غير منفصل عن مجتمعه الحالي، بما يشمله من رجل الشارع العادي أو النخب السياسية أو الخلفية التاريخية التي أوصلته لهذه اللحظة. المثقف متصل مع كل هذا الزخم من المنتجات الثقافية التي تظهر حوله، أياً كان تصنيفها».
القراء الجدد
وبحكم اقتراب ندى الشبراوي الكبير من القراء العرب الذي يتابعون محتواها، تصفهم بالقول: «الوضع الآن أفضل مما كنا عليه قبل سنوات قليلة، فأنا أقابل قراءً سنهم صغيرة جداً في الشارع أو (أونلاين)، وهم قراء حقيقيون ومهتمون بالتعرف على أمور مختلفة جداً».
وتشير الشبراوي إلى أن الجيل الجديد من القراء قادرون أكثر على إطلاق أحكامهم، دون الاتكاء على مرجعيات تأسيسية كانت ضرورية عند الأجيال السابقة، وهو ما تصفه بالقدرة على نقد الأصنام الفكرية والثقافية الكبيرة، مضيفة: «نجد هذا الجيل عندما يقرأ أكثر فهو يعيد النظر في آرائه، دون أن تُفرض عليه من أي أحد، وهذا يجعل المجتمع أكثر ديناميكية».
تحولات المحتوى
يلفت متابع ندى الشبراوي تغيّر شكل محتوى القناة بشكل كبير. تقول عن ذلك: «بدأت القناة قبل 5 سنوات، وكان عمري حينها 22 عاماً، وبطبيعة الحال تغيرت منذ ذاك الحين وحتى الآن، ومن المتوقع أن أتغير أيضاً للأفضل خلال السنوات القادمة، فهذا مشروع حي، مثل أي مشروع تحدث فيه أخطاء، بالإمكان تلافيها مستقبلاً». وتؤكد الشبراوي أنها لا تحاول تبرير أي شيء على الإطلاق، مضيفة: «لا يوجد هناك شيء معين قلته ثم ندمت عليه؛ لكن من الطبيعي أن يجد المشاهد العادي أن هناك فرقاً ما بين أول سنة بدأت فيها وما أقدمه له الآن... لا يمكن حصر الإنسان في لقطة تاريخية ومحاسبته عليها».
وتبدي الشبراوي دهشتها من الحراك الثقافي المدهش -كما تصفه- في السعودية، قائلة: «لدي عديد من المتابعين من السعودية، وهم يأتون في الدرجة الثانية من حيث العدد بعد القراء المصريين. لقد تفاجأت عندما زرت السعودية أخيراً بالعدد الكبير من الشباب السعوديين الذين يتابعون القناة ويهتمون بالقراءة والكتب بشكل مدهش... الحراك الثقافي في الخليج عموماً لا يمكن لأي عاقل أن يتجاهله»، مشيرة إلى عدد من الأسماء الشابة البارزة حالياً، ودور النشر والمكتبات المهمة الرائدة في الخليج، والتي تأسست في السنوات الأخيرة، وكذلك الأسماء الأدبية الكبيرة التي أصبحت لها مكانة مرموقة في الثقافة العربية.



مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟
TT

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل وتضمن العديد من الموضوعات والمواد المهمة. وكرست المجلة ملف العدد لموضوع إقصاء المرأة من حقل الفلسفة، وعدم وجود فيلسوفات. شارك في الملف: كل من رسلان عامر: «غياب المرأة الفلسفي بين التاريخ والتأريخ». خديجة زتيلي: «هل بالإمكان الحديث عن مساهمة نسائية في الفلسفة العربية المعاصرة؟» فرانك درويش: «المرأة في محيط الفلسفة». أحمد برقاوي: «ما الذي حال بين المرأة والتفلسف؟» ريتا فرج: «الفيلسوفات وتطور الأبحاث الحديثة من اليونان القديمة إلى التاريخ المعاصر». يمنى طريف الخولي: «النساء حين يتفلسفن». نذير الماجد: «الفلسفة نتاج هيمنة ذكورية أم نشاط إنساني محايد؟» كلير مثاك كومهيل، راشيل وايزمان: «كيف أعادت أربع نساء الفلسفة إلى الحياة؟» (ترجمة: سماح ممدوح حسن).

أما الحوار فكان مع المفكر التونسي فتحي التريكي (حاوره: مرزوق العمري)، وفيه يؤكد على أن الدين لا يعوض الفلسفة، وأن الفلسفة لا تحل محل الدين، وأن المفكرين الدينيين الحقيقيين يرفضون التفلسف لتنشيط نظرياتهم وآرائهم. وكذلك تضمن العدد حواراً مع الروائي العربي إبراهيم عبد المجيد الذي يرى أن الحزن والفقد ليس مصدرهما التقدم في العمر فقط... ولكن أن تنظر حولك فترى وطناً لم يعد وطناً (حاوره: حسين عبد الرحيم).

ونطالع مقالات لكل من المفكر المغربي عبد العزيز بومسهولي «الفلسفة وإعادة التفكير في الممارسات الثقافية»، والكاتب والأكاديمي السعودي عبد الله البريدي «اللغة والقيم العابرة... مقاربة لفك الرموز»، وضمنه يقول إننا مطالبون بتطوير مناهج بحثية لتحليل تورط اللغة بتمرير أفكار معطوبة وقيم عدمية وهويات رديئة. ويذهب الناقد سعيد بنكراد في مقال «الصورة من المحاكاة إلى البناء الجمالي» إلى أن الصورة ليست محاكاة ولا تنقل بحياد أو صدق ما تمثله، لكنها على العكس من ذلك تتصرف في ممكنات موضوعاتها. وترجم ميلود عرنيبة مقال الفرنسي ميشال لوبغي «من أجل محبة الكتب إمبراطورية الغيوم».

ونقرأ مقالاً للأنثروبولوجي الفرنسي فرانك ميرمييه بعنوان «مسار أنثربولوجي فرنسي في اليمن». ومقال «لا تحرر الحرية» (أريانا ماركيتي، ترجمة إسماعيل نسيم). و«فوزية أبو خالد... لم يزل الماء الطين طرياً بين أصابع اللغة» (أحمد بوقري). «أعباء الذاكرة ومسؤولية الكتابة» (هيثم حسين). «العمى العالمي: غزة بين فوضى الحرب واستعادة الإنسانية» (يوسف القدرة). «الطيور على أشكالها تقع: سوسيولوجيا شبكة العلاقات الاجتماعية» (نادية سروجي). «هومي بابا: درس في الشغف» (لطفية الدليمي).

ويطالع القارئ في مختلف أبواب المجلة عدداً من الموضوعات المهمة. وهي كالتالي: قضايا: سقوط التماثيل... إزاحة للفضاء السيميائي وإعادة ترتيب للهياكل والأجساد والأصوات (نزار أغري). ثقافات: «هل يمكن أن تحب الفن وتكره الفنان؟» ميليسا فيبوس (ترجمة خولة سليمان). بورتريه: محمد خضر... المؤلف وسرديات الأسلوب المتأخر (علي حسن الفواز). عمارة: إعادة تشكيل الفضاءات العامة والخاصة في جدة بين التراث والحداثة (بدر الدين مصطفى). حكايتي مع الكتب: الكتب صحبة رائعة وجميلة الهمس (فيصل دراج). فضاءات: «11 رصيف برنلي»... الابنة غير الشرعية لفرنسوا ميتران تواجه أشباح الحياة السرية (ترجمة جمال الجلاصي). تحقيقات: الترفيه قوة ناعمة في بناء المستقبل وتنمية ثقافية مؤثرة في المجتمع السعودي (هدى الدغفق). جوائز: جوائز الترجمة العربية بين المنجز والمأمول (الزواوي بغورة). المسرح: الكاتبة ملحة عبد الله: لا أكتب من أجل جائزة أو أن يصفق لي الجمهور، إنما كي أسجل اسمي في تاريخ الفن (حوار: صبحي موسى).

وفي باب القراءات: نجوان درويش... تجربة فلسطينية جسورة تليق بالشعر الجديد (محمد عبيد الله). جماليات البيت وسردية الخواء... قراءة في روايات علاء الديب (عمر شهريار). «أغنية للعتمة» ماتروشكا الحكايات والأنساب تشطر التاريخ في صعودها نحو الأغنية (سمية عزام). تشكيل: مهدية آل طالب: دور الفن لا يتحقق سوى من خلال الفنان (هدى الدغفق). مسرح: المنظومة المسرحية الألمانية يؤرقها سوء الإدارة والتمييز (عبد السلام إبراهيم)

ونقرأ مراجعات لكتب: «وجه صغير يتكدس في كل ظهيرة» (عماد الدين موسى)، «مروة» (نشوة أحمد)، «خاتم سليمي» (نور السيد)، «غراميات استثنائية فادحة» (معتصم الشاعر)، «أبناء الطين» (حسام الأحمد)، «حساء بمذاق الورد» (جميلة عمايرة).

وفي العدد نطالع نصوص: «مارتن هيدغر يصحو من نومه» (سيف الرحبي)، «مختارات من الشعر الكوري» (محمد خطاب)، «سحر الأزرق» (مشاعل عبد الله)، «معرض وجوه» (طاهر آل سيف)، «سارقة الذكريات» (وجدي الأهدل)، «أوهام الشجر» (منصور الجهني).