معدلات النزوح تتراجع أكثر من النصف خلال الهدنة اليمنية

طفلتان قُتل ابوهما ووالدتهما واختهما الرضيعة بقذائف حوثية سقطت على منزلهما وتعيشان حاليا مع جدهما المسن بمديرية القبيطة‬⁩ في محافظة لحج (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان)
طفلتان قُتل ابوهما ووالدتهما واختهما الرضيعة بقذائف حوثية سقطت على منزلهما وتعيشان حاليا مع جدهما المسن بمديرية القبيطة‬⁩ في محافظة لحج (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان)
TT

معدلات النزوح تتراجع أكثر من النصف خلال الهدنة اليمنية

طفلتان قُتل ابوهما ووالدتهما واختهما الرضيعة بقذائف حوثية سقطت على منزلهما وتعيشان حاليا مع جدهما المسن بمديرية القبيطة‬⁩ في محافظة لحج (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان)
طفلتان قُتل ابوهما ووالدتهما واختهما الرضيعة بقذائف حوثية سقطت على منزلهما وتعيشان حاليا مع جدهما المسن بمديرية القبيطة‬⁩ في محافظة لحج (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان)

أظهرت بيانات الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية تراجع معدلات النزوح خلال فترة الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، ودخلت شهرها الرابع، إلى أكثر من نصف العدد الذي تم تسجيله خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وحسب هذه البيانات، بلغ عدد الأسر النازحة 1700 أسرة مقارنة بـ4211 أسرة نزحت خلال الأشهر الأولى من هذا العام، وهي الأشهر التي سبقت بدء سريان الهدنة.
ومع ذلك أشارت البيانات إلى أن معدلات النزوح انخفضت بشكل كبير خلال شهري الهدنة الأولى، في حين عادت هذه الأعداد إلى الارتفاع نسبياً إلى الضعف مع دخول الهدنة مرحلة التمديد الأولى في يونيو (حزيران) الماضي.
وذكر تقرير جديد صدر عن الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين (حكومية) أنه خلال الفترة من أول يناير (كانون الثاني) حتى نهاية يونيو الماضي تم رصد نزوح 32807 أفراد توزعوا على 11 محافظة، حيث استقر 38 في المائة منهم في محافظة مأرب، في حين توزع 40 في المائة منهم على محافظات الضالع وشبوة وتعز، فيما ذهب 22 في المائة منهم إلى محافظات الحديدة وأبين وعدن وحضر موت والمهرة.
لكن معدلات النزوح خلال التمديد الأول للهدنة عادت إلى الارتفاع، وفق ما يؤكده نجيب السعدي مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين لـ«الشرق الأوسط»، حيث إنه وخلال الشهر الأول للهدنة أبريل (نيسان) تم تسجيل نزوح 479 أسرة، أي ما يعادل 2896 فرداً.
وخلال الشهر الثاني للهدنة مايو (أيار) تم - حسب السعدي - تسجيل عدد مقارب، حيث نزحت 446 أسرة، أي نحو 2400 فرد، لكن هذا العدد تضاعف مع بداية الشهر الثالث من الهدنة، حيث سجل خلال شهر يونيو نزوح 806 أسر، أي ما يساوي 4572 فرداً.
وأوضح السعدي أن الفترة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ شهدت نزوح 4211 أسرة، أي ما يعادل 22937 فرداً.
وقال إن النزوح خلال شهر يونيو كان معظمه من مناطق سيطرة جماعة الحوثي إلى مناطق الشرعية، مرجحاً أن ذلك يرجع إلى سهولة انتقال المواطنين بين المناطق المختلفة، مما دفع بهم إلى مغادرة مناطقهم إلى مناطق أكثر أماناً على أنفسهم وأسرهم، وكذا البحث عن حياة كريمة يحصلون فيها على ما يحتاجون إليه من متطلبات الحياة بعد انقطاع المرتبات وتوقف الأعمال في تلك المناطق.
عمال إغاثة وشركاء محليون أكدوا لـ«الشرق الأوسط»، أن أسباباً أمنية واقتصادية كانت وراء حركة النزوح الأخيرة، حيث فرت بعض الأسر بسبب استمرار خروق الحوثيين في جنوب مأرب وفي تعز وشمال الضالع وجنوب الحديدة، حيث لقي عدد من المدنيين مصرعهم نتيجة لذلك.
وتقول المصادر إن الهدنة أوجدت وضعاً ملائماً لبعض الأسر التي ذهبت إلى مناطق سيطرة الحكومة للبحث عن مصادر الدخل، أو الحصول على مساعدات غذائية نتيجة تحكم ميليشيات الحوثي بقوائم المستحقين للمساعدات في مناطق سيطرتها من خلال فرضها شركاء محليين من أتباعها، وتولي مشرفيها في المناطق مهمة اختيار الأسر المستحقة لحصص المساعدات العينية الشهرية أو البدل النقدي. في سياق متصل، ذكر التحديث الأسبوعي لمنظمة الهجرة الدولية أن مدينة مأرب استقبلت خلال الأيام الثمانية الماضية 30 أسرة نازحة من مناطق سيطرة الحوثيين، حيث سجلت مصفوفة تتبع النزوح نزوح 85 أسرة (510 أفراد) من محافظات ذمار والحديدة وإب وحجة، حيث استقر هؤلاء في محافظات مأرب وشبوة وتعز والضالع.
وقالت المنظمة إن غالبية هؤلاء النازحين انتقلوا إلى داخل المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة، إذ استقبلت محافظة مأرب 30 أسرة، مشيرة إلى أن معظم حالات النزوح هذه نشأت من محافظتي الحديدة وذمار.
وأوضحت أن محافظة شبوة استقبلت 23 أسرة معظمها قدمت من محافظة إب، في حين استقبلت محافظة الضالع 16 أسرة، نشأت فيها معظم حالات النزوح من محافظة حجة.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.