اليونيسيف تحذر من كارثة إنسانية كبرى في العراق

الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 1000 شخص الشهر الماضي

اليونيسيف تحذر من كارثة إنسانية كبرى في العراق
TT

اليونيسيف تحذر من كارثة إنسانية كبرى في العراق

اليونيسيف تحذر من كارثة إنسانية كبرى في العراق

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، أن المنظمات الإنسانية تستعد لإطلاق نداء لجمع تبرعات بحجم 500 مليون دولار (454 مليون يورو) من أجل تلبية احتياجاتها الإغاثية في العراق. وحذر ممثل اليونيسيف في العراق فيليب هيفينك، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، من أنه من دون هذه المساعدة «نتجه نحو كارثة كبرى ستكلف المجتمع الدولي ثمنا أغلى بكثير».
وأضاف هيفينيك أنه مع استمرار المعارك بين الجيش النظامي ومتطرفي تنظيم داعش: «نقدر أنه سيكون هناك ما لا يقل عن مليون نازح إضافي بحلول نهاية السنة».
ولفتت اليونيسيف في بيان إلى أن «المعارك تعيق وصول المساعدات الإنسانية»، و«نقص التمويل يهدد بعض العمليات الإنسانية». وقال هيفينيك إن تدهور أسعار النفط وتقدم تنظيم داعش تسببا بتضاؤل موارد الحكومة العراقية التي تصبح مع «الأزمة المالية» عاجزة عن مواجهة تزايد حاجات النازحين.
وجراء هذه العوامل، فإن «جميع المنظمات الإنسانية العاملة في العراق» ستطلق في بروكسل «نداء لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار من أجل سد الاحتياجات الإغاثية خلال الأشهر الستة المقبلة»، كما كتبت اليونيسيف في بيانها. وقال هيفينيك: «نأمل أن لا يكون ذلك سوى مرحلة انتقالية، وان تستعيد الحكومة موارد ذاتية». واعتبر أن نصف المليار هو المبلغ «الأدنى فعلا، ولن يغطي سوى الأعمال الضرورية».
وآخر نداء لجمع أموال للعراق قبل سنة أدى إلى جمع 2.2 مليار دولار، تمت تغطية 60 في المائة منها. وقال هيفينيك: «لا بد أن نكون واقعيين، لأننا نعلم أنه توجد مناطق أخرى مع احتياجات، مثلما هو الأمر في سوريا واليمن والنيبال».
وبحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فإن ثمانية ملايين عراقي يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة، بينهم خصوصا نحو ثلاثة ملايين فروا من ديارهم منذ مطلع يونيو (حزيران) 2014، حين شن تنظيم داعش هجوما واسع النطاق تمكن في أعقابه من الاستيلاء على مناطق شاسعة في كل من العراق وسوريا.
من ناحية ثانية، أفادت تقديرات الأمم المتحدة بأن عدد الذين لقوا حتفهم في أحداث عنف في العراق في الشهر الماضي بلغ 1031 شخصا. وأوضحت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أمس أن ثلثي هذا العدد من المدنيين، أما الباقون فهم أفراد من قوات الأمن العراقية أو من ميليشيات متحالفة معها.
وأشارت البعثة إلى عدم كفاية المعلومات حول عدد الضحايا في المناطق المتنازع عليها كمحافظة الأنبار غرب البلاد، كما أن هذه الإحصائية لم تشمل قتلى مسلحي تنظيم داعش. وأضافت، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أنه نظرا لأن جميع البيانات الواردة لم يتم تأكيدها، فإنه من المتوقع أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى بشكل ملحوظ مما تم الإعلان عنه.
ووفقا ليونامي فإن الصراع الداخلي تسبب في تشريد نحو 238 ألف شخص في محافظة الأنبار وحدها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.