بلينكن إلى بالي لاجتماعات «العشرين»... ولا لقاء متوقعاً مع لافروف

وزير الخارجية الأميركي يصل إلى قاعدة «أندروز» العسكرية قبل توجهه إلى بالي 6 يوليو (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي يصل إلى قاعدة «أندروز» العسكرية قبل توجهه إلى بالي 6 يوليو (رويترز)
TT

بلينكن إلى بالي لاجتماعات «العشرين»... ولا لقاء متوقعاً مع لافروف

وزير الخارجية الأميركي يصل إلى قاعدة «أندروز» العسكرية قبل توجهه إلى بالي 6 يوليو (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي يصل إلى قاعدة «أندروز» العسكرية قبل توجهه إلى بالي 6 يوليو (رويترز)

توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى إندونيسيا للمشاركة في اجتماعات وزارية لمجموعة العشرين للدول الأكثر نمواً، مما يرتقب أن يضعه في القاعة ذاتها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف للمرة الأولى منذ بداية حرب أوكرانيا، علما بأن هذه الحرب وتأثيراتها على الطاقة العالمية والأمن الغذائي في صدارة المناقشات، وسط توجس من تفاقم الانقسامات الدولية.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن نظيره الصيني وانغ يي وفقاً لما أعلنه الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الذي قال: «لست في وضع يسمح لي بعرض» الاجتماعات الثنائية الكثيرة في منتجع بالي الإندونيسي، مضيفاً أنه «بالتأكيد لا أتوقع أي اجتماع بين وزير الخارجية بلينكن ووزير الخارجية لافروف». وسئل عما إذا كان بلينكن سيغادر القاعة عندما يلقي لافروف كلمته، فأجاب برايس أن بلينكن «ينوي المشاركة بشكل كامل»، و«سيكون مشاركاً ونشيطاً في مجموعة العشرين، التي نراها كمنتدى قيم».
وتمهد اجتماعات وزراء الخارجية في بالي الطريق لقمة زعماء مجموعة العشرين المقررة في المكان عينه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وخلافاً لما حدث في الاجتماعات الأخيرة على مستوى القادة مع شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) وغيرهم من الشركاء المتشابهين في التفكير، سيجد بلينكن نفسه بين دبلوماسيين من دول قلقة من نهج الولايات المتحدة حيال أوكرانيا ومخاوف في شأن تأثيرها عليهم.
- نكهة مختلفة
مثل كل التجمعات الدبلوماسية الدولية الأخيرة تقريباً، ستطغى أوكرانيا على اجتماع بالي. ولكن على عكس قمتي مجموعة السبع وحلف الناتو اللتين عقدتا في أوروبا الأسبوع الماضي، فإن مجموعة العشرين سيكون لها نكهة مختلفة.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنه بصرف النظر عن وانغ، سيجري بلينكن محادثات ثنائية في بالي مع نظرائهم من الدول التي لم تتفق مع الغرب في شأن حرب أوكرانيا، ولا سيما الهند، التي زادت مشترياتها من النفط الروسي على الرغم من محاولات الولايات المتحدة والدول الأوروبية للجم تدفق الإيرادات لموسكو. وقاومت الصين والعديد من المشاركين الآخرين، بما في ذلك الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، التوقيع على المعارضة الأميركية والأوروبية الشديدة للحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.
ورفض البعض بشكل قاطع المناشدات الغربية للانضمام إلى إدانة الحرب، التي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها هجوماً على النظام الدولي القائم على القواعد والذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وبالتالي، قد تكون هناك صعوبة في تحقيق إجماع مجموعة العشرين حول الجهود المبذولة للتخفيف من آثار الغذاء والطاقة للصراع في أوكرانيا، لا سيما مع الصين وروسيا في القاعة. ولن يمنع ذلك الولايات المتحدة من المحاولة، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وفي ضوء المساعي لتفعيل الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في أوكرانيا، قال برايس: «نود أن نرى الروس جادين بشأن الدبلوماسية»، مضيفاً «لم نر ذلك بعد. نود أن يعطينا الروس سبباً للاجتماع معهم على أساس ثنائي، مع وزير الخارجية لافروف، لكن الشيء الوحيد الذي رأيناه يصدر من موسكو هو المزيد من الوحشية والعدوان ضد شعب وبلد أوكرانيا».
وتؤكد إدارة بايدن أنه لا يمكن أن يكون هناك «عمل كالمعتاد» مع موسكو ما دام استمرت الحرب. لكن لا برايس ولا أي مسؤول أميركي آخر يمكن أن يستبعد احتمال مواجهة بلينكن ولافروف في بالي، والتي ستكون الأولى منذ أن التقيا آخر مرة في جنيف في يناير (كانون الثاني) الماضي.
- الحبوب الأوكرانية
يسعى المسؤولون الأميركيون إلى أن تضع مجموعة العشرين ثقلها وراء مبادرة تدعمها الأمم المتحدة لتحرير نحو 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية للتصدير بشكل أساسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وقال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية رامين تولوي: «نود من مجموعة العشرين أن تحاسب روسيا، وأن تصر على أنها تدعم هذه المبادرة».
وعلى الرغم أن مجموعة متنوعة من الدول، بما في ذلك إندونيسيا التي تستضيف مجموعة العشرين، تضغط من أجل أن تخفف روسيا حصارها في البحر الأسود للسماح للحبوب بدخول السوق العالمية، فإنها لا تزال حذرة من استعداء موسكو وأصدقائها في بكين. ومهد هذا الاختلاف الطريق لاجتماع تحضيري يحتمل أن يكون مثيراً للجدل قبل قمة مجموعة العشرين في نوفمبر، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحضر أم لا. وأوضحت الولايات المتحدة أنها لا تعتقد أن على بوتين الحضور، لكنها حضت إندونيسيا على دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حالة مشاركة الرئيس الروسي. ويتعرض الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو لضغوط من كلا المعسكرين. وزار كييف وموسكو أواخر الشهر الماضي، وعرض التوسط، وكرر دعوة سابقة للرئيس الأوكراني لحضور قمة بالي وقبل زيلينسكي الدعوة من حيث المبدأ، على الرغم أنه قال إن قراره النهائي سيعتمد على الوضع الأمني السائد في ذلك الوقت - وعلى ما إذا كان الروس سيكونوا حاضرين.
- التوتر الأميركي- الصيني
في غضون ذلك، هناك خلاف شديد بين الولايات المتحدة والصين بشكل منفصل حول العديد من القضايا التي تتراوح من التجارة وحقوق الإنسان إلى تايوان والنزاعات في بحر الصين الجنوبي.
وأعلن اجتماع بلينكين مع وانغ بعدما أعرب المبعوث التجاري الصيني مع واشنطن عن قلقه حيال الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية في مكالمة مع وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين. ولم يقدم أي من الجانبين أي مؤشر على إحراز تقدم في هذه المسألة وقلل المسؤولون الأميركيون فرص حدوث أي اختراقات على المدى القصير.وفي لقائه مع وانغ، قال المسؤولون الأميركيون إن بلينكين سيضغط بدلاً من ذلك لإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة وإنشاء «حواجز حماية» لتوجيه أكبر اقتصادين في العالم أثناء تنقلهما في مسائل معقدة ومتفجرة بشكل متزايد. وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين في وزارة الخارجية الأميركية دانيال كريتنبرينك إنه «من الأهمية بمكان أن يكون لدينا خطوط اتصال مفتوحة مع نظرائنا الصينيين، لا سيما على المستوى الرفيع... لضمان منع أي سوء تقدير قد يؤدي عن غير قصد إلى صراع ومواجهة في آسيا».


مقالات ذات صلة

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».