اكتشاف الأجسام المضادة لـ«كوفيد ـ 19» من دون عينة دم

على الرغم من التقدم الكبير والمذهل في تكنولوجيا اللقاحات، فإن وباء «كوفيد - 19» العالمي لم ينته بعد. ويتمثل التحدي الرئيسي للحد من انتشار فيروس «كورونا المستجد»، المسبب للوباء، في تحديد الأفراد المصابين. والآن، طور باحثون من اليابان طريقة جديدة تعتمد على الأجسام المضادة للكشف السريع والموثوق عن الفيروس من دون الحاجة إلى عينة دم، وتم الإعلان عنها في مطلع يوليو (تموز) بدورية «ساينتفيك ريبورتيز».
وأدى التحديد غير الفعال للأفراد المصابين بالفيروس إلى الحد من الاستجابة العالمية للوباء، كما أدى المعدل المرتفع للعدوى من دون أعراض إلى تفاقم هذا الوضع. وطريقة الكشف السائدة حتى الآن تتمثل في تجميع العينات عن طريق مسحة الأنف والحلق. ومع ذلك، فإن تطبيق هذه الطريقة مقيد بوقت الكشف الطويل (4 - 6 ساعات)، والتكلفة العالية، والحاجة إلى المعدات المتخصصة والعاملين الطبيين، لا سيما في البلدان محدودة الموارد.
وتتضمن الطريقة البديلة والمكملة لتأكيد الإصابة، هي الكشف عن الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس عن طريق استخدام شرائط الاختبار القائمة على جزيئات الذهب النانوية، المستخدمة على نطاق واسع، والتي تعطي نتائج حساسة وموثوقة في غضون 10 - 20 دقيقة، لكنها تتطلب عينات دم يتم جمعها عن طريق وخز الإصبع، وهذا مؤلم ويزيد من خطر العدوى أو التلوث المتبادل.
ويوضح المؤلف الرئيسي ليلي باو من معهد العلوم الصناعية في جامعة طوكيو، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع الدراسة أنه «لتطوير اختبار كشف طفيف التوغل من شأنه تجنب هذه العوائق، استكشفنا فكرة أخذ العينات واختبار السائل الخلالي (ISF)، وهو طبقة رقيقة من السائل تحيط بخلايا الأنسجة الموجود في طبقات البشرة من جلد الإنسان، وبرغم أن مستويات الأجسام المضادة فيه تتراوح بين 15 في المائة و25 في المائة تقريبا من تلك الموجودة في الدم، فإنه لا يزال من الممكن اكتشاف الأجسام المضادة (IgM) و(IgG)، وذلك كبديل مباشر لأخذ عينات الدم». وبعد إثبات أن السائل الخلالي يمكن أن يكون مناسبا لاكتشاف الأجسام المضادة، طور الباحثون نهجا مبتكرا لأخذ عينات والاختبار.
ويقول بومجون كيم، الباحث المشارك بالدراسة: «قمنا بتطوير إبر مجهرية مسامية قابلة للتحلل مصنوعة من متعدد حمض اللبنيك لسحب السائل الخلالي من جلد الإنسان، وبعد ذلك قمنا ببناء جهاز استشعار مناعي ورقي للكشف عن الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس في غضون 3 دقائق».
ويتمتع جهاز الكشف الجديد، الذي يأخذ شكل رقعة ورقية مضغوطة بإمكانيات كبيرة آمنة ومقبولة للمرضى من أجل الفحص السريع لـ«كوفيد - 19» والعديد من الأمراض المعدية الأخرى، فهو يحمل وعدا للاستخدام في العديد من البلدان بغض النظر عن ثروتها، وهو هدف رئيسي للإدارة العالمية للأمراض المعدية.