أعلنت شركة وسط جدة للتطوير أمس أنها مستمرة مع النادي الأهلي في رعايتها للفريق الكروي الأول بالنادي رغم هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخه الممتد لأكثر من 80 عاماً.
وأشارت إلى أنها عقدت اجتماعات مع مسؤولي النادي في الأيام الماضية لبحث سبل التعاون والخطط المستقبلية لكلا الناديين خلال الموسم المقبل وأنها حريصة على تحقيق أهداف الشراكة الاستراتيجية مع النادي الأهلي.
وتدفع شركة وسط جدة 100 مليون ريال سنوياً للأهلي الذي يعاني مالياً وتتراكم عليه الديون بسبب أخطاء إدارية فادحة أدت إلى هبوط الفريق للدرجة الأولى.
إلى ذلك، أكد خالد أبو راشد المستشار القانوني وعضو الجمعية العمومية بالنادي الأهلي أن أولى خطوات الحل لإدارة النادي إثر هبوط الفريق الأول لدوري الدرجة الأول، تتمثل في رحيل مجلس الإدارة برئاسة ماجد النفيعي ليكون هناك إجماع على قلب رجل واحد لتأتي إدارة منتخبه من قبل الأعضاء ومحبي النادي.
وأعرب أبو راشد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن امتعاضه الشديد من الإدارة الحالية برئاسة النفيعي التي قال بأنها لم تستمتع للنصائح بل تجاهلتها تماماً، مشدد على أن الالتزامات المالية لم تكن سبباً مطلقاً في سوء نتائج الفريق والتي كانت نتيجتها هبوط الفريق للأولى، مستشهداً بالإدارة السابقة التي عانت مالياً إلا أن الأمر لم يصل إلى هذا السوء إلى حد قوله.
وأشار إلى أن مشكلة الأهلي الحالية تكمن في الخلاف الكبير بين الأعضاء الذهبيين ومحبي النادي في كفة والإدارة في الكفة الأخرى، منوهاً أنه خلاف حقيقي قياساً بالمطالبات الواضحة بحل الإدارة ومحاسبتها عقب فقدان الثقة بها وهو ما تضج به أيضاً مطالبات الجماهير في مختلف وسائل التواصل.
وأضاف: «اللوائح لا تمنح أعضاء الجمعية العمومية للنادي أي صلاحية بحل مجلس الإدارة وجميع القرارات هي من اختصاص وزارة الرياضة وليس لنا أي صلاحية... وتقدمنا مؤخراً بطلب جمعية عمومية غير عادية وعلى الأقل ينتج عنها توصيات ومطالبات للوزارة بطلب حل مجلس الإدارة».
وعن صلاحيات الجمعية العمومية بشأن حل مجلس الإدارة مع طلب انعقاد الجمعية، قال أبو راشد: «لا يحق لنا إصدار قرار بحل مجلس الإدارة لأن هذا الأمر من صلاحية وزارة الرياضة فقط بل قد يكون هناك توصيات والقرار يعود للوزارة».
وعما إذا كان هناك اجتماعات للأعضاء الذهبيين مع إدارة النفيعي، قال أبو راشد: «لو كانت إدارة توافقية سيكون هناك اجتماعات معها ومناقشة الهبوط الذي حصل والأمور المالية وخلاف ذلك، لكن اليوم الإدارة عملت بانغلاق وخلاف تام مع كافة الأعضاء ولا نعرف ماذا تعمل الإدارة وليس لنا أي تواصل نهائياً معها في الوقت الحالي».
وأضاف: «اجتمعنا مع ماجد النفيعي بمنزلي في وقت سابق بحضور 9 رؤساء ومديري كرة ومشرفين سابقين ونصحناه مرة واثنتين وثلاث وحين لمسنا تجاهل حديثنا ونصائحنا وأن كلامنا مرفوض وغير مقنع للإدارة توقف التواصل معها».
واستطرد أبو راشد: «حاولنا مع الإدارة منذ البداية وتحدثنا بشأن المدرب هاسي وأنه لا يخدم التطلعات الأهلاوية وطالبنا بقرار تصحيحي بتغيير المدرب وأن هناك أندية تم تغيير المدربين وعدل مسار الفريق، كذلك تحدثنا عن موسى المحياني، وتم رفض كل ما قلناه... ولو أخذ بنصائحنا على الأقل وغير المدرب وأتى بصالح المحمدي وأحضر مديراً تنفيذياً للفريق آخر لربما كان الوضع تحسن والعلم عند الله وسيكون حينها عمل الذي عليه، ويبقى التوفيق بيد الله، ولكنه أصر وأصر على وجهة نظره».
وبين أبو راشد: «تغيير المدرب هاسي جاء متأخراً جداً، وطبيعي أن تحرص عند اختيار مدرب جديد للفريق على الاطلاع على سيرته الذاتية، ومع ذلك كرر أخطاءه وأحضر مدرباً في آخر 12 مباراة خسر في 11 مباراة، فما المعايير التي تم اختيار بها المدرب روبرت سيبولدي؟».
وشدد على أن الديون لم تكن سبباً في هبوط الفريق، مشيراً إلى أن عهد إدارة عبد الإله المؤمنة تم تغيير المدرب وإحضار المدرب الوطني صالح المحمدي وخاض حينها الفريق 4 مباريات فاز في 3 وتعادل في واحدة وانتهى الدور الأول بالأهلي في المركز الثاني وبفارق نقطة عن المتصدر الهلال».
وأضاف: «الأمر الذي جعل إدارة النفيعي تتعاقد مع لاعبين محترفين كان باستطاعتها التعاقد مع لاعبين يخدمون الفريق وعلى الأقل أن يكون نصفهم قادرين على تشكيل إضافة فنية للفريق، فالمسألة ليست مالية أبداً، وهذه الأمور ليست لها علاقة بالأمور الفنية».
واستطرد أبو راشد بالقول: «حين أحضر المدرب هاسي الذي كاد يؤدي إلى هبوط فريقه السابق كان من الممكن إحضار مدرب أفضل منه بنفس المبلغ وكذلك المبالغ التي تم استقطاب اللاعبين الأجانب كان بالإمكان إحضار لاعبين جيدين أو الإبقاء على اللاعبين الأجانب السابقين ولم يكن له داعٍ أن الاستغناء عنهم».
ونوه أبو راشد: «لو كانت الإدارة اجتهدت بالطريقة الصحيحة وأخذت رأي الخبراء من أبناء الأهلي من لهم خبرتهم نستطيع القول إن التوفيق لم يحالفها وهو أمر آخر، واختيار المدربين دوماً يعتمد على سيرة المدرب التدريبية، فكيف تم اختيار المدرب هاسي الذي كان سيهبط بفريقه السابق وكذلك تصر على استمراره، رغم كل الانتقاد وبعد ذلك تختار مدرباً بديلاً في آخر 12 مباراة خسر في 11 مباراة المسألة ليس لها علاقة بالتوفيق... هو فشل إداري بحت».
ولفت أبو راشد النظر إلى أن إدارة الأهلي تتحمل بشكل كامل ما آل إليه وضع الفريق وهبوطه لدوري الدرجة الأولى منوهاً أن الحديث عن إدارة النفيعي هو انتقاد عمل وليس انتقاصاً من الأشخاص الذين يكنّ لهم كل احترام وتقدير.
وأضاف: «يوم حضرت إدارة النفعي تم الاستغناء عن الأجانب الجيدين وجلب فاشلين واختيار مدرب لم يخدم الفريق وتم الإصرار عليه رغم الهزائم والنتائج السيئة للفريق وعندما تم تبديل المدرب تم إحضار مدرب لم يقدم شيئاً لتلك الإدارة هي من تتحمل النتيجة».
وعن حديث النفيعي حول عدم وجود إدارة تحضر لا ترغب بالنجاح، قال أبو راشد: «ليست هناك إدارة كذلك تحضر وتعزل النادي عن أعضائه وترفض أخذ المشورة ولا أقول هنا إنه كان على الإدارة اعتماد المشورة بل على الأقل أن تدرس الأفكار وتناقشها... وإصرارها على هذا المدرب والأخطاء المرتكبة أمر يحملها المسؤولية واللاعبون المحليون هم أنفسهم في الموسم الماضي ومع الإدارة الحالية هبط الفريق».
وعن إلزام إدارات الأندية الراغبة بالاستقالة الوفاء بالالتزامات المالية التي عليها، قال أبو راشد: «الأمر الآن بيد وزارة الرياضة هي من لها الصلاحية في إعفاء مجلس الإدارة، ومن الممكن مع استمرار الإدارة أن يهبط الفريق للدرجة الثانية، واستمرار هذا الوضع أمر خطير وكيف لنادٍ أن يستمر والإدارة في ناحية والأعضاء والجماهير ومحبو النادي في ناحية أخرى، فكيف راح تسير السفينة؟ وأنا أرى باسمي وباسم العديد من أعضاء الجمعية العمومية أن أولى خطوات الحل إبعاد هذه الإدارة».