ابتكار أول دواء لعلاج «توسع القصبات الهوائية»

توسع القصبات الهوائية يمكن أن يؤدي إلى تلف الرئتين (رويترز)
توسع القصبات الهوائية يمكن أن يؤدي إلى تلف الرئتين (رويترز)
TT

ابتكار أول دواء لعلاج «توسع القصبات الهوائية»

توسع القصبات الهوائية يمكن أن يؤدي إلى تلف الرئتين (رويترز)
توسع القصبات الهوائية يمكن أن يؤدي إلى تلف الرئتين (رويترز)

ابتكرت مجموعة من العلماء الدواء الأول من نوعه في العالم لعلاج «توسع القصبات الهوائية»، وهو مرض رئوي يسبب مشاكل تنفسية حادة وإعاقة.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن توسع القصبات هو حالة التهابية تعمل على توسيع الشعب الهوائية بشكل دائم وتتسبب في إفراز الجسم للمخاط الزائد، ونتيجة لذلك، يتجمع المخاط المليء بالبكتيريا في الرئتين والمجاري التنفسية، مما يجعل المرضى عرضة للإصابة بالتهابات الصدر المتكررة.
ولمواجهة هذا التهديد، تندفع خلايا مناعية التي تسمى «العدلات» إلى الرئتين. ولكن بدلاً من ابتلاع البكتيريا، تتفاعل العدلات مع الإشارات الكيميائية الصادرة عن البكتيريا وتنفجر في الرئتين، مما يزيد من حالة الاحتقان ويجعل من الصعب على الجسم التخلص من العدوى.
ولا يوجد علاج معروف لهذا المرض، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى تلف الرئتين وتشكيل انشقاقات في أنسجتها، مما يؤدي إلى حدوث نزيف.
وفي النهاية، يمكن أن يعاني مرضى «توسع القصبات» من فشل في الجهاز التنفسي، الأمر الذي قد يودي بحياتهم.
وحتى الآن، كان العلاج الوحيد لهذه الحالة هو تمارين التنفس وتكرار دورات من المضادات الحيوية.
لكن حبة يومية جديدة تسمى «برينزوكاتيب» قد تقدم أملاً حقيقياً لعلاج هذا المرض.
ويعمل «برينزوكاتيب» من خلال تثبيط عمل إنزيم يسمّى dipeptidyl peptidase 1. هذا الإنزيم عادة ما يحفز الاستجابة المفرطة للجهاز المناعي ويدفع العدلات إلى التفاعل مع الإشارات الكيميائية الصادرة عن البكتيريا.
وقال البروفسور جيمس تشالمرز، أستاذ أمراض الجهاز التنفسي في جامعة دندي الأسكوتلندية، والذي قاد فريق العلماء المطور لهذا الدواء الجديد: «تلقي العلاجات الحالية عبئاً كبيراً على المرضى، حيث يقضي العديد منهم عدة ساعات يومياً في أداء التمارين وتنهك أجسامهم من تناول المضادات الحيوية». وأضاف: «إذا تمت الموافقة على هذا الدواء الجديد، فسيكون بمثابة ثورة في علاج توسع القصبات الهوائية. فقد أثبت الدواء فاعليته الكبيرة في علاج مرضى توسع القصبات في التجارب التي أجريناها».
ومن المنتظر أن يبدأ العلماء في مرحلة ثانية من التجارب على الدواء، ستشمل نحو 1600 مريض.


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
TT

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية عن أنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بلوغهم سنّ السابعة.

وأشارت الدراسة التي قادتها جامعة أدنبره بالتعاون مع جامعتَي «نورثمبريا» و«أوكسفورد» إلى أهمية مراقبة تطوّر التنظيم العاطفي لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Development and Psychopathology».

والتنظيم العاطفي لدى الأطفال هو القدرة على إدارة مشاعرهم بشكل مناسب، مثل التعبير الصحّي عن المشاعر والتحكُّم في الانفعالات القوية منها الغضب والحزن، ويساعدهم ذلك على التفاعل إيجابياً مع الآخرين والتكيُّف مع التحدّيات اليومية.

أمّا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو حالة تؤثّر في قدرة الفرد على التركيز والتحكُّم في الانفعالات والسلوكيات، ويتميّز بصعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، ويظهر في الطفولة وقد يستمر إلى البلوغ، مع عوامل وراثية وبيئية وعقلية تسهم في حدوثه.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم الجديدة تُعدّ من أوائل البحوث التي تستكشف العلاقة بين أنماط تنظيم المشاعر في المراحل المبكرة من الطفولة والصحّة النفسية في مرحلة المدرسة. فقد حلّلوا بيانات نحو 19 ألف طفل وُلدوا بين عامي 2000 و2002. واستندت الدراسة إلى استبيانات ومقابلات مع أولياء الأمور لتقويم سلوكيات الأطفال الاجتماعية وقدرتهم على تنظيم مشاعرهم.

واستخدموا تقنيات إحصائية لفحص العلاقة بين مشكلات المشاعر والسلوك وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند سنّ السابعة.

وتوصل الباحثون إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون استجابات عاطفية شديدة ويتأخرون في تطوير القدرة على تنظيم مشاعرهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمشكلات السلوكية والانطوائية، مثل القلق والحزن.

وأظهرت النتائج أنّ هذه العلاقة تنطبق على الجنسين، حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل وجود مشكلات نفسية أو عصبية مسبقة.

وقالت الدكتورة آجا موراي، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبره، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تُكتَسب مهارات تنظيم المشاعر في سنّ مبكرة وتزداد قوة تدريجياً مع الوقت، لكنّ الأطفال يختلفون في سرعة اكتساب هذه المهارات، وقد يشير التأخُّر في هذا التطوّر إلى احتمال وجود مشكلات نفسية أو عصبية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أنّ مراقبة مسارات تطوُّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال يمكن أن تساعد في تحديد مَن هم أكثر عرضة للمشكلات النفسية في المستقبل».

ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير برامج وقائية تستهدف الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، لتقليل احتمالات تعرّضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عند الكبر.