مجلس الغرف السعودية ينتقد ضعف التجارة البينية العربية ويطالب بتكامل «ذكي»

عشرة في المائة فقط حجم التجارة بين دول العالم العربي

مجلس الغرف السعودية ينتقد ضعف التجارة البينية العربية ويطالب بتكامل «ذكي»
TT

مجلس الغرف السعودية ينتقد ضعف التجارة البينية العربية ويطالب بتكامل «ذكي»

مجلس الغرف السعودية ينتقد ضعف التجارة البينية العربية ويطالب بتكامل «ذكي»

أهاب القطاع الخاص السعودي بنظيره في المنطقة العربية، بضرورة اتخاذ خطوة عملية لخلق نوع من التكامل الذكي بين منظومة الموارد البشرية والمالية والطبيعية لتنفيذ مشروعات استراتيجية.
يأتي ذلك في ظل عدد من المعوقات التي حدت من تدفق الاستثمارات والتجارة العربية البينية التي لا تزال تقف في حدود عشرة في المائة، مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي الذي تصل نسبة التجارة البينية بينها إلى نحو 70 في المائة.
وقال المهندس عبد الله المبطي، رئيس مجلس الغرف لـ«الشرق الأوسط»: «إننا في حاجة ماسة لتنفيذ مشروعات تؤمن الغذاء وتوفر فرص العمل للشباب، وتحارب الفقر والبطالة وتعزز التجارة البينية والاستثمارات المشتركة».
وأكد قدرة القطاع الخاص العربي على دفع مسيرة التنمية الاقتصادية في البلاد العربية، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يسهم بنحو 50 في المائة في المتوسط من الناتج المحلي الإجمالي بالعالم العربي، مشددا على ضرورة دمج واستغلال تلك الموارد لتطوير مشروعات تنموية وشراكات اقتصادية تحقق للبلاد العربية التنمية الاقتصادية الشاملة.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن الدول العربية، قطعت شوطا كبيرا في مجال التكامل عبر الكثير من الاتفاقيات والإجراءات، إلا أنه لا تزال هناك حاجة لتعزيز الجهود التي يقوم بها الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، بهدف تفعيل العمل الاقتصادي المشترك وتحقيق ما فيه مصلحة ورفاهية شعوبها.
يشار إلى أن مجلس الغرف السعودية، شارك في اجتماع اللجنة الاستشارية لاتحاد الغرف العربية الذي عقد بالعاصمة الأردنية عمان بمشاركة واسعة من ممثلي فعاليات القطاع الخاص العربي.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس عبد الله المبطي بوصفه نائب رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، أن هذه المشاركة في اجتماع اللجنة الاستشارية للاتحاد، تؤكد أهمية دور القطاع الخاص السعودي في العمل الاقتصادي العربي المشترك، تحقيقا لمصالح قطاع الأعمال من خلال المشاركة الفعالة في الملتقيات الإقليمية والدولية كافة.
ونوه المبطي بأهمية الموضوعات التي ناقشتها اللجنة الاستشارية لاتحاد الغرف العربية، منها قضايا التعاون الاقتصادي العربي، وتعزيز خطى التكامل الاقتصادي، وبلورة رؤية موحدة للقطاع الخاص العربي حيال المستجدات الاقتصادية إقليميا ودوليا.
ومن القضايا التي تشكل أولوية في أجندة عمل قطاع الأعمال العربي التي يعمل عليها اتحاد الغرف العربية والأجهزة المؤسسية الأخرى للقطاع الخاص كالغرف التجارية، تحقيق الأمن الغذائي العربي وفرص العمل للشباب ومحاربة الفقر والبطالة والتجارة البينية والاستثمارات المشتركة.
ودعا المبطي للعمل الجاد على تحقيق تكامل ذكي بين منظومة الموارد والمزايا النسبية التي تتمتع بها الدول العربية، سواء على صعيد الموارد البشرية ومهاراتها أو على صعيد الموارد الطبيعية وغناها أو على صعيد الموارد المالية والثروات وتوافرها.
وأضاف أن الاقتصادات العالمية، ومن ضمنها الاقتصادات العربية، تمر بتحولات وتحديات تتطلب موقفا اقتصاديا عربيا موحدا لتجاوز العقبات كافة، ولتشكيل قوة اقتصادية عربية قوية ومؤثرة في صياغة القرار الاقتصادي العالمي وتوجيهه نحو مصالح الشعوب العربية والإسلامية.
وأقر بالكثير من التحديات والمعوقات التي تحد من الاستثمارات والتجارة العربية البينية، على الرغم من أن الدول العربية قطعت شوطا كبيرا في مجال التكامل عبر الكثير من الاتفاقيات والإجراءات.
وثمن المبطي الدور الذي يلعبه اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية بالدول العربية، مؤملا أن تكلل الجهود التي يقوم بها الاتحاد بالنجاح، وأن تسهم في تفعيل العمل الاقتصادي العربي المشترك وتحقيق ما فيه مصلحة ورفاهية الشعوب العربية.



«المركزي التركي» يعدل من توقعاته للتضخم في ظل تفاؤل باستمرار التراجع

أتراك يتجولون بين المقاهي على كوبري عالاطا في إسطنبول مطلع العام الجديد (د.ب.أ)
أتراك يتجولون بين المقاهي على كوبري عالاطا في إسطنبول مطلع العام الجديد (د.ب.أ)
TT

«المركزي التركي» يعدل من توقعاته للتضخم في ظل تفاؤل باستمرار التراجع

أتراك يتجولون بين المقاهي على كوبري عالاطا في إسطنبول مطلع العام الجديد (د.ب.أ)
أتراك يتجولون بين المقاهي على كوبري عالاطا في إسطنبول مطلع العام الجديد (د.ب.أ)

عدل البنك المركزي التركي من توقعاته للتضخم وأسعار الفائدة والصرف ومعدل النمو بنهاية العام الحالي، وسط تحذيرات من تداعيات السياسات الاقتصادية «الخاطئة» وأزمة التضخم وزيادة الضرائب التي دفعت الأفراد إلى سلوكيات استهلاكية مفرطة.

وحسب «استطلاع يناير (كانون الثاني) 2025 للمشاركين في السوق»، الذي تم إجراؤه بمشاركة 68 ممثلاً من القطاعات المختلفة، ونشره البنك المركزي، بلغ متوسط توقعات التضخم السنوي، حتى نهاية العام، 27.05 في المائة.

وتراجعت توقعات التضخم للأشهر الـ12 المقبلة، بدءاً من يناير الحالي، إلى 25.38 في المائة من 27.07 في المائة في الاستطلاع السابق، ما اعتبر إشارة إلى تحسن نسبي في التوقعات قصيرة الأجل مقارنة بالعام بأكمله.

متسوقة تعاين الأسعار في سوبر ماركت بإسطنبول (إعلام تركي)

كما تراجعت توقعات سعر الفائدة لشهر يناير الحالي إلى 45 في المائة، مقابل 48.59 في المائة في الاستطلاع السابق، ما يعكس تفاؤلاً بالاستمرار في الانخفاض التدريجي في أسعار الفائدة.

وبالنسبة لسعر الصرف توقع المشاركون في الاستطلاع أن يرتفع سعر صرف الدولار إلى 43.03 ليرة تركية في نهاية العام الحالي، وأن يرتفع خلال الأشهر الـ12 المقبلة إلى 43.81 ليرة من 43.23 ليرة في الاستطلاع السابق، ما يعزز القلق بشأن استمرار ضعف العملة التركي.

وبالنسبة لتوقعات النمو، ظلت ثابتة دون تغيير عند معدل 3.1 في المائة كما في الاستطلاع السابق، بينما ارتفعت التوقعات لعام 2026 إلى 3.9 في المائة.

وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (إكس)

وفي تقييمه لنتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر يناير، قال وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، إنه من المتوقع أن يشهد التضخم السنوي تراجعاً كبيراً خلال العامين المقبلين؛ إذ يتوقع أن ينخفض بمقدار 17 نقطة ليصل إلى 27.1 في المائة بنهاية العام الحالي.

وأضاف شيمشك أن التوقعات الخاصة بالتضخم السنوي تتحسن مع تقدم جهود مكافحة التضخم، وقد انخفضت على مدار 15 شهراً متتالياً، وفي عام 2024، شهدنا انخفاضاً بمقدار 20 نقطة في التضخم السنوي.

وأكد شيمشك أن الحكومة ستتخذ خطوات جديدة في مجالات الغذاء والإسكان والطاقة بهدف دعم جهود مكافحة التضخم، لافتاً إلى أهمية استمرار تحسن التوقعات.

وأضاف: «نخطط لتنفيذ سياسات عرضية لدعم هذه المجالات الحيوية إلى جانب السياسات التي تركز على الطلب».

في السياق ذاته حذر الخبير الاقتصادي الأكاديمي التركي، مهفي إيغيلماز، من «تداعيات السياسات الاقتصادية الخاطئة»، موضحاً أن أزمة التضخم وزيادة الضرائب دفعت الأفراد إلى سلوكيات استهلاكية مفرطة، وصفها بمصطلح «المنفق الهالك».

ولفت، عبر حسابه في «إكس» إلى أن السياسات الحالية المرتبطة بخفض أسعار الفائدة تسببت في تعقيد الوضع الاقتصادي، موضحاً أن المقصود بمصطلح «المنفق الهالك» هو الشخص الذي يفتقر إلى الأمل في المستقبل ويختار الإنفاق الفوري بدلاً من الادخار، وهو ما يعكس تأثيرات السياسات الاقتصادية غير المدروسة في السنوات الأخيرة.

وذكر إيغيلماز أن خفض الفائدة في عام 2021 أدى إلى قفزات كبيرة في معدلات التضخم، مؤكداً أن خفض الفائدة لمحاربة التضخم كان خطأ فادحاً، ما حول التضخم المرتفع إلى تضخم مفرط».

وأضاف أن رفع الفائدة كان هو الحل الأنسب للخروج من هذه الأزمة، وأن السياسات المالية خلال عام 2022 شجعت على زيادة الاستهلاك بشكل كبير، حيث دفعت الفائدة السلبية الحقيقية المواطنين إلى الاقتراض والإنفاق بدلاً من الادخار، ما أدى إلى اعتماد الكثيرين على القروض لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

وأصر الرئيس التركي على مدى سنوات على خفض الفائدة معتبراً أن الفائدة المرتفعة هي السبب في زيادة التضخم، مخالفاً في ذلك النظريات الاقتصادية الراسخة.

وعزل إردوغان 5 رؤساء للبنك المركزي التركي في 3 سنوات، لإصراره على المضي في خفض الفائدة، إلى أن عاد وتقبل السياسة العقلانية التي أعادها وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، عقب تعيينه في منصبه، في يونيو (حزيران) 2023، عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت في مايو (أيار) من ذلك العام.

وأكد إردوغان، مراراً خلال الأسابيع الأخيرة، أن الحكومة ستواصل عملها على خفض التضخم، مطالباً المواطنين بالمزيد من الصبر.

وحذر إيغيلماز من أن استمرار السياسات الخاطئة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. ودعا إلى مراجعة عاجلة للسياسات النقدية لتحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد.