اجتماع وزراء الخارجية العرب يجدّد دعم لبنان والثقة بمستقبله

عون طالبهم بالمساعدة على حل أزمة النازحين

من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)
من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT
20

اجتماع وزراء الخارجية العرب يجدّد دعم لبنان والثقة بمستقبله

من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)
من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)

جدد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت أمس، تأكيد الدعم والتضامن العربي مع لبنان وعكس «الثقة باستقرار لبنان ومستقبله»، حسب ما أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فيما أكد لبنان تصميمه على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته، وكرر رئيس الجمهورية ميشال عون الحديث عن قضية اللاجئين والنازحين، مؤكداً أن لبنان «لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة».
واختتم الاجتماع التشاوري أعماله أمس في بيروت، وهو اجتماع تلا اجتماعين في الدوحة والكويت في وقت سابق ويعقد بالتوافق بين كافة الدول العربية. وعقد أمس للبحث في ملفات ستتم مناقشتها في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد في الجزائر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وشارك في الاجتماع عدد من وزراء الخارجية العرب وممثلون عنهم بغياب سوريا التي لا تزال عضويتها في الجامعة معلقة.
وقبل انعقاد الاجتماع، زار وفد من المشاركين، القصر الرئاسي في بعبدا، والتقى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أكد أهمية العلاقات العربية - العربية، ولا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه العالم العربي وما يواجهه من تحديات تستوجب أقصى درجات التشاور والتعاون المشترك، معتبراً «أن التعاون والتضامن بين الدول العربية الشقيقة أمر مهم في ظل ما تشهد دولنا من أزمات وضغوط وتحولات».
وشدد عون على «أن لبنان الذي يعاني من سلسلة أزمات متراكمة، يعاني أيضاً من أعباء يتحملها من جراء الأعداد الكبرى للاجئين والنازحين على أرضه، وهو لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة»، آملاً من وزراء الخارجية العرب «المساعدة لمواجهة هذه التحديات»، مؤكداً «أن لبنان ورغم ظروفه الراهنة الصعبة، مصمم على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته».
ولفت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بدوره، إلى «أننا كجامعة عربية، نقف خلف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني». وقال إن «اللقاءات بين وزراء الخارجية العرب مهمة للتواصل، وأهمية الاجتماع أنه ليس لديه جدول أعمال ولا وثائق للبحث والنقاش، بل هو لقاء يتم فيه تبادل الآراء والمواقف والأفكار، بصورة مفتوحة، والتي من شأنها أن تتبلور في مشاريع وبرامج تفيد الجامعة العربية».
ورأى «أن انعقاد مثل هذا اللقاء في بيروت، وتحديداً في هذا الوقت بالذات له معنى هام، ومغزاه أن الدول العربية تقف إلى جانب لبنان، وقيادته السياسية وشعبه، مع الأمل أن يتجاوز هذا البلد الجميل وتاريخه المديد، المشاكل الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها». وأضاف: «من هنا، فإن لقاءنا في بيروت يعكس الثقة باستقرار لبنان ومستقبله».
وخلال لقاء الوفد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد بري أن لبنان «لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام لكن الآن لبنان يطلب ويتوق إلى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول إلى صلب ما يشكو منه لبنان».
وأضاف: «لبنان على الإطلاق ليس بلداً مفلساً إنما هو في حالة توقف عن الدفع وهو يمتلك كل مقومات النهوض والقيامة من الأزمات إذا ما توافرت النيات الصادقة من أبنائه كما من أشقائه العرب وأصدقائه في العالم». وأضاف بري: «لبنان الذي يملك إضافة إلى أبنائه المغتربين في العالم العربي وكل دول العالم الذين يشكلون رافداً إنسانياً وثقافياً ومالياً مهماً يمكن لهذا الرافد أن يشكل عاملاً مهماً ومحورياً في النهوض إلى جانب الثروة المائية والنفطية والغاز الموجودة في بحرنا»، وخصوصاً عند حدودنا مع فلسطين المحتلة حيث تجري مفاوضات غير مباشرة عبر الأمم المتحدة والوسيط الأميركي وهذه المحادثات تشهد حالة من التطور».
- وقائع الاجتماع
وترأس وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب الجلسة الافتتاحية باعتبار لبنان يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب. وبعد انتهاء الاجتماع وفي دردشة مع الصحافيين، قال الأمين العام المساعد السفير حسام زكي: «إن البحث تناول الإعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر والوضع الكارثي للمجاعة في الصومال في ظل الأوضاع المناخية الصعبة والأمن الغذائي العربي»، لافتاً إلى أن «هناك خطة تعدها الأمانة العامة وستقدمها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل»، كما تم البحث في القضية الفلسطينية، وأكد السفير زكي «دعم وتضامن المجتمعين مع لبنان»، لكنه أشار إلى أنه «لم تُطرح قضايا فرعية أو جزئية». وتحدث وزير ‎الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي لدى وصوله إلى الفندق للمشاركة في الجلسة إلى الصحافيين قائلاً: «وجودنا في بيروت في غاية الأهمية لأننا نؤكد أهمية الدولة اللبنانية ضمن البيت العربي»، معتبراً أن «قدوم وزراء الخارجية إلى بيروت أيضاً له مدلولات غاية في الأهمية»، وأضاف: «بصفتي وزير خارجية لدولة فلسطين أحضر إلى بيروت أولاً للتأكيد على العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بفلسطين ولكي أنقل الهمَّ الفلسطيني إلى هذا المكان، كذلك لنتحدث بشكل حر حول الأوضاع والهموم الفلسطينية التي أصبحت مقلقة بشكل كبير».
بدوره أكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي أن «بلاده لا يمكن أن تسمح للبنان بأن ينزلق باتجاه المزيد من الصعوبات»، وقال: «نأمل أن يستطيع لبنان تجاوز تحدياته السياسية باتجاه البدء في تجاوز تحدياته الاقتصادية وبالتالي سنعمل ما في وسعنا لتقديم المساعدة للبنان لكي يستطيع مواجهة التحديات وبالنسبة لنا ولجلالة ملك الأردن لبنان هو أولوية والشعب اللبناني هو شعب شقيق».


مقالات ذات صلة

ملفات الأمن والتعاون الاقتصادي على أجندة القمة العربية في بغداد

العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على هامش أعمال القمة العربية غير العادية التي استضافتها مصر الثلاثاء الماضي (الرئاسة المصرية)

ملفات الأمن والتعاون الاقتصادي على أجندة القمة العربية في بغداد

تعكف جامعة الدول العربية ودولة العراق على إعداد أجندة اجتماع الدورة العادية الـ34 لمجلس الجامعة على مستوى القمة، المقرر عقدها في بغداد 17 مايو (أيار) المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي صورة جماعية للزعماء والقادة العرب المشاركين في القمة العربية الطارئة (الرئاسة المصرية) play-circle

تحركات عربية مكثفة لحشد الدعم لخطة «إعمار غزة»

في إطار تحركات عربية مكثفة لحشد الدعم لخطة «إعمار غزة»، يشارك وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في اجتماعات «خليجية» و«إسلامية» بالمملكة العربية السعودية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
العالم العربي القادة العرب ورؤساء الوفود المشاركون في القمة الطارئة (الرئاسة المصرية)

لماذا تحفّظ العراق وتونس على فقرات في بيان «القمة العربية» الختامي؟

أثارت تحفظات من العراق وتونس على بعض فقرات البيان الختامي في القمة العربية، لا سيما المتعلقة بمسألة «حل الدولتين»، تساؤلات حول مدى تأثيرها على «التوافق العربي»

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي القادة العرب المشاركون في القمة العربية الطارئة بشأن غزة في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة يوم 4 مارس 2025 (إ.ب.أ)

كيف ردت أميركا وإسرائيل على اعتماد «قمة فلسطين» الخطة المصرية بشأن غزة؟

بعد ساعات من اعتماد جامعة الدول العربية لخطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، رفضت كل من أميركا وإسرائيل المقترح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - تل أبيب)
خاص القادة والزعماء العرب المشاركون في قمة القاهرة الطارئة (الرئاسة المصرية)

خاص رئيس وزراء فلسطين: «القمة الطارئة» أفضل رد على دعوات «التهجير»

أبدى رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، ارتياحه بشأن مخرجات «القمة العربية» الطارئة التي استضافتها العاصمة المصرية، واعتمادها «خطة عربية جامعة».

أحمد إمبابي (القاهرة)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».