اجتماع وزراء الخارجية العرب يجدّد دعم لبنان والثقة بمستقبله

عون طالبهم بالمساعدة على حل أزمة النازحين

من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)
من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

اجتماع وزراء الخارجية العرب يجدّد دعم لبنان والثقة بمستقبله

من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)
من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت أمس (أ.ف.ب)

جدد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت أمس، تأكيد الدعم والتضامن العربي مع لبنان وعكس «الثقة باستقرار لبنان ومستقبله»، حسب ما أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فيما أكد لبنان تصميمه على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته، وكرر رئيس الجمهورية ميشال عون الحديث عن قضية اللاجئين والنازحين، مؤكداً أن لبنان «لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة».
واختتم الاجتماع التشاوري أعماله أمس في بيروت، وهو اجتماع تلا اجتماعين في الدوحة والكويت في وقت سابق ويعقد بالتوافق بين كافة الدول العربية. وعقد أمس للبحث في ملفات ستتم مناقشتها في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد في الجزائر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وشارك في الاجتماع عدد من وزراء الخارجية العرب وممثلون عنهم بغياب سوريا التي لا تزال عضويتها في الجامعة معلقة.
وقبل انعقاد الاجتماع، زار وفد من المشاركين، القصر الرئاسي في بعبدا، والتقى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أكد أهمية العلاقات العربية - العربية، ولا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه العالم العربي وما يواجهه من تحديات تستوجب أقصى درجات التشاور والتعاون المشترك، معتبراً «أن التعاون والتضامن بين الدول العربية الشقيقة أمر مهم في ظل ما تشهد دولنا من أزمات وضغوط وتحولات».
وشدد عون على «أن لبنان الذي يعاني من سلسلة أزمات متراكمة، يعاني أيضاً من أعباء يتحملها من جراء الأعداد الكبرى للاجئين والنازحين على أرضه، وهو لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة»، آملاً من وزراء الخارجية العرب «المساعدة لمواجهة هذه التحديات»، مؤكداً «أن لبنان ورغم ظروفه الراهنة الصعبة، مصمم على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته».
ولفت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بدوره، إلى «أننا كجامعة عربية، نقف خلف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني». وقال إن «اللقاءات بين وزراء الخارجية العرب مهمة للتواصل، وأهمية الاجتماع أنه ليس لديه جدول أعمال ولا وثائق للبحث والنقاش، بل هو لقاء يتم فيه تبادل الآراء والمواقف والأفكار، بصورة مفتوحة، والتي من شأنها أن تتبلور في مشاريع وبرامج تفيد الجامعة العربية».
ورأى «أن انعقاد مثل هذا اللقاء في بيروت، وتحديداً في هذا الوقت بالذات له معنى هام، ومغزاه أن الدول العربية تقف إلى جانب لبنان، وقيادته السياسية وشعبه، مع الأمل أن يتجاوز هذا البلد الجميل وتاريخه المديد، المشاكل الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها». وأضاف: «من هنا، فإن لقاءنا في بيروت يعكس الثقة باستقرار لبنان ومستقبله».
وخلال لقاء الوفد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد بري أن لبنان «لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام لكن الآن لبنان يطلب ويتوق إلى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول إلى صلب ما يشكو منه لبنان».
وأضاف: «لبنان على الإطلاق ليس بلداً مفلساً إنما هو في حالة توقف عن الدفع وهو يمتلك كل مقومات النهوض والقيامة من الأزمات إذا ما توافرت النيات الصادقة من أبنائه كما من أشقائه العرب وأصدقائه في العالم». وأضاف بري: «لبنان الذي يملك إضافة إلى أبنائه المغتربين في العالم العربي وكل دول العالم الذين يشكلون رافداً إنسانياً وثقافياً ومالياً مهماً يمكن لهذا الرافد أن يشكل عاملاً مهماً ومحورياً في النهوض إلى جانب الثروة المائية والنفطية والغاز الموجودة في بحرنا»، وخصوصاً عند حدودنا مع فلسطين المحتلة حيث تجري مفاوضات غير مباشرة عبر الأمم المتحدة والوسيط الأميركي وهذه المحادثات تشهد حالة من التطور».
- وقائع الاجتماع
وترأس وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب الجلسة الافتتاحية باعتبار لبنان يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب. وبعد انتهاء الاجتماع وفي دردشة مع الصحافيين، قال الأمين العام المساعد السفير حسام زكي: «إن البحث تناول الإعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر والوضع الكارثي للمجاعة في الصومال في ظل الأوضاع المناخية الصعبة والأمن الغذائي العربي»، لافتاً إلى أن «هناك خطة تعدها الأمانة العامة وستقدمها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل»، كما تم البحث في القضية الفلسطينية، وأكد السفير زكي «دعم وتضامن المجتمعين مع لبنان»، لكنه أشار إلى أنه «لم تُطرح قضايا فرعية أو جزئية». وتحدث وزير ‎الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي لدى وصوله إلى الفندق للمشاركة في الجلسة إلى الصحافيين قائلاً: «وجودنا في بيروت في غاية الأهمية لأننا نؤكد أهمية الدولة اللبنانية ضمن البيت العربي»، معتبراً أن «قدوم وزراء الخارجية إلى بيروت أيضاً له مدلولات غاية في الأهمية»، وأضاف: «بصفتي وزير خارجية لدولة فلسطين أحضر إلى بيروت أولاً للتأكيد على العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بفلسطين ولكي أنقل الهمَّ الفلسطيني إلى هذا المكان، كذلك لنتحدث بشكل حر حول الأوضاع والهموم الفلسطينية التي أصبحت مقلقة بشكل كبير».
بدوره أكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي أن «بلاده لا يمكن أن تسمح للبنان بأن ينزلق باتجاه المزيد من الصعوبات»، وقال: «نأمل أن يستطيع لبنان تجاوز تحدياته السياسية باتجاه البدء في تجاوز تحدياته الاقتصادية وبالتالي سنعمل ما في وسعنا لتقديم المساعدة للبنان لكي يستطيع مواجهة التحديات وبالنسبة لنا ولجلالة ملك الأردن لبنان هو أولوية والشعب اللبناني هو شعب شقيق».


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)

بعد تمديد ولاية «الأونروا»... أبو الغيط يدعو الدول المانحة إلى التحرك لسد فجوة التمويل

رحّب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بنتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الموافقة على تمديد ولاية «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)

السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

حقّقت السعودية إنجازاً جديداً في مسيرة التطوير والابتكار الحكومي، بحصدها 6 جوائز ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025.

«الشرق الأوسط» (دبي)
العالم العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)

أبو الغيط يطالب بقرارٍ أممي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، أهمية استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أبو الغيط يتلو كلمته في افتتاح «الملتقى الإعلامي العربي» في بيروت (وزارة الإعلام)

أبو الغيط: الجامعة العربية تدعم مطالب لبنان بانسحاب إسرائيل من أراضيه

أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنّ الجامعة تقف إلى جانب لبنان في مطالبه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه وتطبيق القرار «1701».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الجامعة العربية» تندد بالهجمات في السودان وتدعو لتحقيقات مستقلة ومحاسبة الجناة

جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
TT

«الجامعة العربية» تندد بالهجمات في السودان وتدعو لتحقيقات مستقلة ومحاسبة الجناة

جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)

نددت جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان، معتبرة أن ما يحدث يمثل «نمطاً غير مسبوق من استباحة دم المدنيين»، وانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.

وقالت «الجامعة العربية» في بيان إن «المجزرة الوحشية» في ولاية جنوب كردفان، عقب قصف مرافق مدنية بطائرات مُسيرة يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل العشرات، تتحمل مسؤوليتها القانونية والجنائية الجهات التي ارتكبتها، مطالبة بمحاسبتهم «ومنع إفلاتهم من العقاب».

ولقي نحو 80 مدنياً حتفهم في هجوم استهدف روضة أطفال في منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان، واتهمت شبكة «أطباء السودان»، وهي اتحاد مستقل للأطباء، «قوات الدعم السريع» بتنفيذه.

وأكدت «الجامعة» ضرورة فتح تحقيقات مستقلة حول ما حدث في كردفان، محذرة من أن تحول العنف إلى «ممارسة ممنهجة» يشكل تهديداً مباشراً لوحدة السودان.

وقالت «الجامعة» إن العنف سيفتح الباب أمام «دورة طويلة من الفوضى والعنف المسلح من أجل تفكيك البلاد، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات وخيمة على الأمن السوداني والإقليمي».


وزير خارجية العراق للمبعوث الأميركي: لا بد من احترام خيارات الشعب العراقي

فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
TT

وزير خارجية العراق للمبعوث الأميركي: لا بد من احترام خيارات الشعب العراقي

فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)

نقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزير الخارجية فؤاد حسين قوله للمبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، اليوم (الأحد)، إن الديمقراطية والنظامَ الاتحادي مثبتان في الدستور.

وشدد حسين على تمسك العراق بالديمقراطية وبناء المؤسسات ونبذ أي شكل من أشكال الديكتاتورية.

وعبَّر حسين، خلال لقاء مع برّاك على هامش منتدى الدوحة، عن استغراب الحكومة العراقية من تصريحات المبعوث الأميركي لسوريا بشأن الوضع الداخلي في العراق.

وكان براك قد قال إن رئيس الوزراء العراقي جيد جداً ومنتخَب، لكنه بلا أي سلطة وليس لديه نفوذ، لأنه لا يستطيع تشكيل ائتلاف داخل البرلمان، واتهم المبعوث الأميركي لسوريا الأطراف الأخرى، خصوصاً الحشد الشعبي، بلعب دور سلبي على الساحة السياسية.


الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون يعلن أنه سيشتري عقاراً في قطر

الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
TT

الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون يعلن أنه سيشتري عقاراً في قطر

الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)

أعلن الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون، الأحد، أنه سيشتري عقاراً في قطر، نافياً الاتهامات بأنه تلقى أموالاً من الدولة الخليجية.

وقال كارلسون خلال جلسة حوارية في منتدى الدوحة مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «اتُّهمت بأنني أداة لقطر... لم آخذ شيئاً من بلدكم قط، ولا أعتزم ذلك. ومع ذلك سأشتري غداً بيتاً في قطر».

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أضاف المذيع السابق في قناة «فوكس نيوز» خلال الفعالية السنوية: «أفعل ذلك لأنني أحب المدينة، وأعتقد أنها جميلة، ولكن أيضاً لأؤكد أنني أميركي ورجل حر، وسأكون حيثما أرغب أن أكون».

تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، وهي القاعدة المتقدمة للقيادة المركزية العسكرية (سنتكوم) العاملة في المنطقة.

وتصنّف واشنطن الدولة الصغيرة الغنية بالغاز حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأثارت المسألة تساؤلات رفضتها كل من واشنطن والدوحة.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن أشخاصاً لم يسمهم يبذلون «جهوداً كبيرة لتخريب العلاقة بين قطر والولايات المتحدة ومحاولة شيطنة أي شخص يزور هذا البلد».

وأضاف أن الجهود التي تبذلها قطر مع الولايات المتحدة تهدف إلى «حماية هذه العلاقة التي نعدها مفيدة للطرفين».

أدت قطر دور وساطة رئيسياً في الهدنة المستمرة التي تدعمها الولايات المتحدة في غزة، وتعرضت لانتقادات شديدة في الماضي من شخصيات سياسية أميركية وإسرائيلية لاستضافتها المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية، وهي خطوة أقدمت عليها بمباركة واشنطن منذ عام 2012.

لكن الدوحة نفت بشدة دعمها لحركة «حماس».

وفي سبتمبر (أيلول)، هاجمت إسرائيل الدوحة عسكرياً مستهدفة قادة من «حماس»، في تصعيد إقليمي غير مسبوق خلال حرب غزة.