واشنطن تزود كييف بذخيرة ونظامين للدفاع الجوي

وزارة الدفاع الأميركية (رويترز)
وزارة الدفاع الأميركية (رويترز)
TT

واشنطن تزود كييف بذخيرة ونظامين للدفاع الجوي

وزارة الدفاع الأميركية (رويترز)
وزارة الدفاع الأميركية (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 820 مليون دولار، تشمل صواريخ وقذائف وأدوات دفاع جوي لمواجهة الجيش الروسي في جنوب البلاد وشرقها، حيث يحتدم القتال.
تتضمن هذه الحزمة من المعدات نظامين مضادين للطائرات، وأربعة رادارات، وصواريخ جديدة لقاذفات الصواريخ الأميركية من طراز «هيمارس» التي دخلت مؤخراً إلى ساحة المعركة، وما يصل إلى 150 ألف قذيفة عيار 155 ملم. ويمكن لنظامي الدفاع الجوي إطلاق صواريخ أرض جو قصيرة ومتوسطة المدى، وهما من صنع شركة «رايثيون» الأميركية والمجموعة النروجية «كونغسبرغ».
ويتيح النظامان القابلان للتشغيل عن بعد التصدي للطيران الروسي بما في ذلك الطائرات المسيرة، وكذلك صواريخ كروز، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال المتحدث باسم البنتاغون، تود بريسيلي، في بيان، إن «الولايات المتحدة تواصل العمل مع حلفائها وشركائها لتزويد أوكرانيا بالمعدات اللازمة في ساحة معركة متغيرة». وسلط المتحدث الضوء على «تعاون النرويج في تمكين الولايات المتحدة من التسليم التاريخي لنظامي دفاع جوي حديثين سيساعدان أوكرانيا في التصدي للهجمات الجوية الروسية الوحشية».
وترفع هذه الدفعة الجديدة من المعدات، ومصدرها مخزونات الجيش الأميركي، إجمالي المساعدة الأميركية لكييف منذ بداية الحرب في 24 فبراير (شباط) إلى 6.9 مليار دولار.

- استجابة الحلفاء
تأتي الحزمة الأخيرة من المساعدات العسكرية الغربية استجابة لطلب أوكرانيا بتعزيز دفاعاتها وقدرتها على صد تقدم القوات شرقاً وجنوباً. ورغم التزام حلف «الناتو» بدعم أوكرانيا «طالما لزم الأمر»، لا تزال هناك هوة كبيرة بين المساعدات العسكرية التي تقول أوكرانيا إنها بأمس الحاجة إليها، والإمدادات الغربية.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مخاطباً قمة مدريد التي اجتمع فيها قادة «الناتو» الأسبوع الماضي، إنه بحاجة ماسة إلى أسلحة «أكثر تطوراً، تمكن قواته من كسر التكتيكات الروسية التي تدمر المدن وترهب المدنيين». وأضاف أن «بلاده بحاجة إلى 10 أضعاف ما تقدمه الدول الغربية من مساعدات، لكسر تفوق القوات الروسية في سلاح المدفعية».
- عراقيل وتحديات
تواجه المساعدات العسكرية الغربية عدة تحديات، تشمل تردد بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا في تزويد أوكرانيا بأسلحة قتالية هجومية تقحمهم مباشرة في الحرب وتقطع خطوط الاتصال مع الرئيس فلاديمير بوتين، إلى جانب الحاجة لتدريب القوات الأوكرانية على استخدام الأسلحة الجديدة، وتراجع مخزونات الدول، وضرورة التدقيق في استخدام الأسلحة وأهدافها.
وتشير آراء متداولة في واشنطن إلى أن إدارة بايدن تمارس تقنيناً مدروساً، لتحقيق هدفين: تمكين أوكرانيا من الصمود وليس النصر في هذه المرحلة، وإقناع الأوروبيين المترددين بالتسليم مجدداً بقيادتها السياسية والعسكرية في مواجهة تمدد روسيا، لكن هذه المرة مع التزامات واضحة بتسديد مساهماتهم في ميزانية الناتو التي طالب رئيس وزراء بريطانيا برفعها إلى 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو.
ورغم أن المساعدات الأميركية تصل إلى ما يقرب 7 مليارات دولار، غير أنها لا تزال لا تلبي حاجة أوكرانيا لسلاح المدفعية وراجمات الصواريخ بالأعداد الكافية، التي يدركها قادة البنتاغون. وهم لطالما تحدثوا عنها منذ مارس (آذار) الماضي، بعدما بدا واضحاً أن روسيا قد خسرت حربها الشاملة على كييف، وارتدت إلى الشرق في دونباس، ليتحول سلاح المدفعية نجم تلك الحرب.
- إرث السلاح السوفياتي
يرى البعض في تعزيز الإمدادات العسكرية الغربية في أوكرانيا مكسباً سياسياً لواشنطن وبروكسل على حد سواء، لإنهاء إرث «السلاح السوفياتي»، وذلك رغم فترة التدريب التي تتطلبها. وتتولى كل من واشنطن ولندن مهمة تدريب القوات الأوكرانية بشكل أساسي. في بريطانيا هذا الأسبوع، أكمل أكثر من 450 جندياً أوكرانياً تدريباتهم على أنظمة الصواريخ «هيمارس»، التي تعد حاسمة في مواجهة المدفعية الروسية. وتعهدت بريطانيا بتقديم 1.3 مليار دولار إضافية مساعدات عسكرية لأوكرانيا، وبذلك يصل إجمالي مساهمتها إلى 2.8 مليار دولار، في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.
وحض رئيس الوزراء بوريس جونسون، الشركاء الغربيين الآخرين، على تقديم المزيد.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

شي لبوتين: الصين وروسيا تتقدمان دائماً يداً بيد

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

شي لبوتين: الصين وروسيا تتقدمان دائماً يداً بيد

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، اليوم الثلاثاء، عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله إن الصين وروسيا تتقدمان دائماً «يداً بيد» على الطريق الصحيح المتمثل في عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.

وخلال تبادله التهنئة بالعام الجديد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال شي أيضاً إن الثقة المتبادلة والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين يواصلان تحقيق مستويات أعلى تحت قيادتهما، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتعهّد شي جينبينغ بتشجيع «السلام العالمي» في رسالته إلى بوتين. وقال إنه «مهما تغيّر الوضع الدولي، ستظل الصين ثابتة في تعميق الإصلاح الشامل أكثر (...) وتشجيع السلام والتنمية العالميين».