قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن إدارة نادي النصر تنتظر وصول مدرب الفريق الجديد الفرنسي رودي غارسيا الذي أعلنت رسمياً التعاقد معه فجر أمس (الأربعاء) لتدريب النصر لمدة عامين مقبلَين.
ويترقب المسؤولون المدرب الكبير صاحب السيرة التدريبية العالية في أوروبا لرسم خطة إعادة الفريق إلى منصات التتويج، التي غاب عنها الفريق على صعيد الدوري السعودي، الذي أحكم الغريم التقليدي الهلال السيطرة عليه في السنوات الثلاث الأخيرة.
وينتظر أن يقرر المدير الفني الجديد مصير بعض اللاعبين الأجانب في الفريق، الذين لم يقدموا الصورة المطلوبة منهم في الموسم المنتهي الاثنين الماضي، وكذلك حاجة الفريق إلى تقوية خطوطه، سيما حارس المرمى الذي يعاني كثيراً في السنوات الأخيرة، وكذلك العمق الدفاعي وأطراف الفريق.
وواصل الدوري السعودي للمحترفين جذبه أفضل المدربين واللاعبين في المنطقة للتواجد في منافساته، بعد توقيع مجلس إدارة نادي النصر عقداً مع المدرب الفرنسي رودي غارسيا لتدريب الفريق الأول لكرة القدم، والذي يعد من أشهر الأسماء التدريبية في فرنسا والقارة الأوروبية، بعد مشواره الحافل في عديد الأندية الكبيرة والمعروفة.
ونجحت إدارة النصر في إقناع الفرنسي غارسيا بمشروعها الكروي طويل الأجل؛ ليوقّع مع طاقمه الفني المساعد لمدة عامين، حتى يقود الفريق في البطولات القادمة، سواء محلياً أو قارياً، في إطار سعي النادي للعودة من جديد إلى منصات التتويج بعد غياب، حيث كانت آخر بطولة دوري فاز بها الفريق في موسم 2018 – 2019، مع تحقيقه لقبَي السوبر السعودي عامي 2019 و2020، وبعدها لم يفز بأي بطولة رسمية حتى الآن.
ويعد رودي غارسيا من المدربين المعروفين في فرنسا وأوروبا، بعد نجاحه في قيادة فريق ليل الفرنسي للحصول على بطولة الدوري المحلي وكأس فرنسا عام 2011، كما قاد مارسيليا للوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي عام 2018، ووصل مع ليون الفرنسي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2020.
وعلى الصعيد الفردي، حصل مدرب النصر الجديد على جائزة أفضل مدرب في فرنسا 3 مرات أعوام 2011 و2013 و2014، كما توّج بجائزة مدرب العام في الدوري الفرنسي خلال موسم 2010 - 2011، جنباً إلى جنب مع مسيرة تدريبية حافلة بدأت عام 1994 واستمرت حتى الوقت الراهن.
ويعدّ المدرب رودي غارسيا من أصحاب المشاريع الكروية في عالم كرة القدم، حيث إنه لا يفضل العقود القصيرة أو تدريب الفرق لمدة موسم واحد فقط؛ لذلك فإنه قاد ليل لمدة 5 سنوات من 2008 وحتى 2013، كذلك تولى تدريب روما الإيطالي من 2013 وحتى 2016، وهي نفس المدة التي قضاها في مارسيليا بين عامي 2016 وحتى 2019، قبل أن يدرب ليون لمدة عامين من 2019 وحتى عام 2021.
وبدأ غارسيا مشواره التدريبي مع فريق كوربيه الفرنسي خلال الفترة من 1994 وحتى 1998، لينتقل بعدها لتدريب أحد عمالقة الكرة الفرنسية، وهو فريق سانت إتيان ليقودهم في 16 مباراة فقط، لم يحقق خلالها النجاح المنشود ليرحل سريعاً. واستأنف غارسيا أنشطته كمحلل كرة قدم، كما اجتاز شهادة التدريب الاحترافي، لينتقل إلى قيادة فريق ديجون.
ونجح رودي مع ديغون بشكل واضح بدءاً من عام 2002، حين ساعد النادي في الصعود إلى دوري الدرجة الثانية في 2003 – 2004، مع وصوله إلى نصف نهائي كأس فرنسا مع نفس الفريق، مع إدارته 130 مباراة حقق خلالها 54 فوزاً و39 تعادلاً مع 37 خسارة، ليستمر مع الفريق حتى عام 2007.، وينتقل بعدها لقيادة فريق لومانز خلال موسم 2007 - 2008.
وخلال 44 مباراة مع لومانز، حقق غارسيا 18 فوزاً و11 تعادلاً و15 خسارة، ليعرفه جمهور الدوري الفرنسي بطريقة واضحة ويخطو بعدها أولى خطواته العملاقة في عالم التدريب بتولي منصب المدير الفني لفريق ليل، الذي حقق معه إنجازاً لا ينسى بالتتويج ببطولة الدوري الفرنسي في موسم 2010 - 2011، مع حصوله على كأس فرنسا في نفس العام.
ودرب غارسيا فريق ليل خلال الفترة من 2008 وحتى 2013، محققاً خلالها 129 فوزاً و67 تعادلاً و60 خسارة، مع فوزه بلقبين محليين، لينتقل بعدها إلى تدريب فريق روما الإيطالي، الذي لم يفز معه بأي بطولة، لكنه حصل على المركز الثاني في ترتيب الكالتشيو خلال موسم 2013 – 2014، ثم نفس المركز خلال موسم 2014 – 2015، وبعدها المركز الثالث في موسم 2015 – 2016، ليحافظ النادي العاصمي على تواجده وسط الكبار في بطولة الدوري ويتأهل باستمرار إلى منافسات دوري الأبطال الأوروبي. وحقق غارسيا الانتصار في 61 مباراة مع 34 تعادلاً و23 خسارة فقط رفقة روما في 3 سنوات.
وعاد بعدها المدرب الفرنسي إلى بلاده ليقود فريق مارسيليا الذي قاده للوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي عام 2018، قبل الخسارة في المباراة النهائية أمام أتليتكو مدريد الإسباني. وخاض مارسيليا 142 مباراة تحت قيادة غارسيا، محققاً 69 انتصاراً و31 تعادلاً و42 هزيمة، ليدرب بعدها فريق ليون من عام 2019 حتى عام 2021.
ورغم عدم فوزه بأي بطولة مع فريق ليون، فإنه نجح في إقصاء يوفنتوس الإيطالي من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2020، قبل أن يتفوق على مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا في ربع النهائي، ويخرج أمام بايرن ميونيخ في نصف النهائي بعد الخسارة بنتيجة 0 - 3. وفاز ليون مع مدربه في 44 مباراة مع تعادله 15 مرة وخسارته 19 خلال 78 مباراة بجميع المسابقات الرسمية.
وبعد رحيله عن تدريب ليون عام 2021، دخل رودي غارسيا قائمة المرشحين لقيادة فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي خلفاً للنرويجي أولي سولشاير. واعترف المدرب في مقابلته مع صحيفة «فيغارو» الفرنسية، بأنه جلس مع مسؤولي مانشستر يونايتد من أجل المشاورات الرسمية، لكن إدارة النادي قررت في النهاية تعيين مدرب مؤقت لمدة 6 أشهر؛ لذلك كان الرهان على الألماني رالف رانجنيك الذي رحل عن قيادة الفريق الإنجليزي بنهاية الموسم الماضي، تاركاً المجال أمام تعيين الهولندي إريك تين هاج لفترة طويلة.
وبعد فشل المفاوضات الرسمية بين رودي غارسيا ومسؤولي مانشستر يونايتد، فضّل المدرب الفرنسي الانتظار حتى نهاية موسم 2021 - 2022، ليقرر بعدها خوض مغامرة جديدة وغير تقليدية خارج القارة الأوروبية بالكامل، بعد اقتناعه بمشروع إدارة النصر وموافقته على قيادة الفريق خلال الفترة القادمة في الملاعب السعودية والخليجية والآسيوية.