مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»: توجه دولي للضغط على الحوثي لتنفيذ بنود الهدنة

أكد أن الانقلابيين يستعدون لمعركة مصيرية في تعز ومأرب

الدكتور رشاد محمد العليمي يلتقي في العاصمة السعودية الرياض المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ (سبأ نت)
الدكتور رشاد محمد العليمي يلتقي في العاصمة السعودية الرياض المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ (سبأ نت)
TT

مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»: توجه دولي للضغط على الحوثي لتنفيذ بنود الهدنة

الدكتور رشاد محمد العليمي يلتقي في العاصمة السعودية الرياض المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ (سبأ نت)
الدكتور رشاد محمد العليمي يلتقي في العاصمة السعودية الرياض المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ (سبأ نت)

بينما لم تظهر بعد أي معلومات عن نتائج لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بالمبعوث الأممي لليمن، لمناقشة رفض الحوثيين فتح معابر تعز والمناطق الأخرى، تحدث مسؤول يمني عن توافق دولي على أهمية تنفيذ بنود الهدنة واستمرارها.
وبحسب مصادر يمنية، التقى الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يوم أمس في الرياض، بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ لبحث مسألة فتح معابر تعز وبقية المناطق.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن غروندبرغ التقى كذلك السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكان هنالك مواقف جيدة وتوافق على أهمية الضغط على الحوثيين وتنفيذ بنود الهدنة واستمرارها.
بينما أكد ستيفن فاغن السفير الأميركي لدى اليمن على حسابه في «تويتر»، أن الحفاظ على الهدنة التي توصلت لها الأمم المتحدة في اليمن أمر أساسي لبناء الانتعاش الاقتصادي الذي يمكن أن يحسن الحياة، ويوفر مساحة لعملية سياسية شاملة.
إلى ذلك، قال مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة اليمنية على استعداد للإجابة على كافة المزاعم الحوثية بشأن طرقات تعز، مبيناً أن الأولوية لاستمرار الهدنة والحفاظ على دماء اليمنيين.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «الفريق الحكومي الخاص بملف المعابر متمسك بمقترحات المبعوث الأممي التي تمثل الحد الأدنى لأبناء تعز؛ لكن الحوثي يراوغ وليس لديه إجابات على سؤال جوهري، وهو: لماذا لا يريد فتح طريق رئيسي؟!».
وتابع: «لدى الشرعية استعداد لمناقشة أي مخاوف يتحدث عنها الحوثيون (...) من خلال خبرتنا مع الحوثيين عندما يتحدثون عن سلام شامل دائماً يحدث العكس، هناك تنسيق لمعركة مصيرية سواء في تعز أو مأرب. هناك حشود لم تحدث في تعز منذ بداية الحرب بحسب قادة عسكريين، والأمر نفسه في مأرب».
وشدد المسؤول اليمني على أن الحكومة تدعم «أي جهد لاستمرار الهدنة؛ لأنها خففت من إراقة الدماء اليمنية، نحن مع السلام الشامل ووقف الحرب؛ لكن للأسف الحوثي لا يعرف مفردات السلام في قاموسه».
في السياق ذاته، أوضح عبد الكريم شيبان رئيس الوفد الحكومي المفاوض لفتح معابر تعز، أن الميليشيات الحوثية ردت على المقترح الأممي بمقترح جديد لفتح طريق أبعر الزيلعي، والدفاع الجوي.
وأكد شيبان خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، أن الحوثي يريد فتح طريق الشريجة كرش الراهدة، لا يريد فتحها إلى مدينة تعز؛ بل ستعود الفائدة إلى صنعاء، مبيناً أن وفد الحكومة طلب أن تكون إلى تعز؛ لكن الحوثيين رفضوا وقالوا إنها سوف تفتح إلى مفرق عدن وتتحول باتجاه صنعاء، ليستفيدوا منها اقتصادياً.
وشدد شيبان على أن الطريق التي عرض الحوثي فتحها في تعز لا تصلح نهائياً، ولا تستطيع أن تمر منها سيارات الدفع الرباعي، فكيف بشاحنات المواد الغذائية.
وأضاف: «نريد فتح طريق رسمية معروفة، مثلما تم فتح طريق ميناء الحديدة ومطار صنعاء».
كما حذر رئيس الفريق المفاوض من أن «الحوثيين يجهزون العدة لشن معركة في تعز، وأن تعزيزات كبيرة واستعدادات في جبهاتهم، وأن الهدنة سوف تنهار في حالة استمرار تعنت الحوثيين، وعدم الضغط عليهم لتنفيذ بنود الهدنة».
ورغم تأكيده أن أبناء تعز لا يريدون إغلاق ميناء الحديدة أو مطار صنعاء، أوضح عبد الكريم شيبان، أن مجلس القيادة الرئاسي قد يضطر لإعادة إغلاقهما من أجل إجبار الحوثيين على فتح المنافذ لتعز، وأن الكرة في ملعب المجلس الرئاسي، على حد تعبيره.
وطالب شيبان المجتمع الدولي والمبعوث الأممي بإصدار بيان إدانة ضد الحوثيين الذين رفضوا المقترح الأممي، ويريدون فرض مقترح خاص بهم ومناسب لهم عسكرياً كخيار للحرب.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.