الدوري السعودي: يوم الحسم والذهب... والوداع والدموع

الهلال والاتحاد يتنازعان اللقب... والأهلي يصارع الهبوط مع 6 أندية

كأس الدوري السعودي (رابطة دوري المحترفين)
كأس الدوري السعودي (رابطة دوري المحترفين)
TT

الدوري السعودي: يوم الحسم والذهب... والوداع والدموع

كأس الدوري السعودي (رابطة دوري المحترفين)
كأس الدوري السعودي (رابطة دوري المحترفين)

تقف جماهير الكرة السعودية اليوم أمام مشهد استثنائي للدوري الأغلى عربياً يتنافس فيه قطبان من أقطابه (الهلال والاتحاد) على اللقب، بينما يتهدد الهبوط إلى دوري الأولى 7 آخرين بينهم عملاقان من عمالقة الكرة السعودية (الأهلي والاتفاق).
وتتجه الأنظار صوب مدينتي الرياض وجدة التي تحتضن أبرز مواجهات الجولة الأخيرة والحاسمة من الدوري السعودي للمحترفين والتي سيتم من خلالها معرفة بطل الدوري والهابطين الاثنين برفقة فريق الحزم الذي تأكد هبوطه قبل عدة جولات.
وستكون العيون شاخصة صوب درة الملاعب ملعب الملك فهد حيث يجري لقاء الهلال بنظيره الفيصلي والذي سيتوج معه الفريق العاصمي باللقب في حال انتصاره باللقاء أو تعثره وعدم فوز الاتحاد أو تعادله في مواجهته أمام الباطن، في الوقت الذي سيحتشد أنصار الاتحاد في ملعب الجوهرة المشعة من أجل مساندة فريقهم أمام الباطن على أمل تعثر الهلال ليتوج فريقهم باللقب بعد سنوات غياب طويلة.

                                                         عبد الرزاق حمد الله (تصوير: محمد المانع)
وفي العاصمة الرياض ستكون الأنظار متجهة صوب ملعب الأمير فيصل بن فهد الذي يحتضن مواجهة الشباب والأهلي في لقاء مصيري وحاسم من أجل البقاء لفريق الأهلي الذي لن يكتفي بالفوز بل سيكون بحاجة لتعثر أحد الفرق التي تسبقه في لائحة الترتيب ليتأكد بقاؤه رسمياً.
وتتنافس سبعة فرق للهروب من شبح الهبوط، حيث يحضر في دائرة الخطر كل من الاتفاق والأهلي بالإضافة إلى الباطن والفيصلي والرائد والتعاون والطائي، وهذه حالة نادرة الحدوث يتواجد من خلالها هذا العدد من فرق الدوري ضمن دائرة المهددين بالهبوط.
وعلى ملعب الملك فهد الدولي، يتطلع الهلال لتجاوز ظروف الغيابات التي لحقت به في مواجهة الفيصلي وخصوصاً على صعيد خط الدفاع بعد إيقاف الثنائي جيانغ وعلي البليهي لتراكم البطاقات بعد مواجهة الفتح بالإضافة إلى الكولومبي كويلار الذي تم إقصاؤه بالبطاقة الحمراء.
ويدرك الهلال أن الفوز وحده سيقوده لمعانقة اللقب الثالث على التوالي في مُنجز غير مسبوق منذ انطلاق منافسات الدوري السعودي للمحترفين، وسيوسع الفارق مع أقرب منافسيه إلى أكثر من ضعف العدد.

                                       من استعدادات الأهلي للمواجهة المصيرية (المركز الإعلامي في النادي الأهلي)
أما الفيصلي فسيكون هو الآخر طامحاً لنقاط مواجهة الهلال من أجل ضمان البقاء في ظل حضوره بالمركز الثاني عشر برصيد 33 نقطة، حيث سترمي به الخسارة نحو دائرة الخطر وقد يجد نفسه مرافقاً للحزم نحو دوري الدرجة الأولى.
وفي جدة، أعاد الاتحاد آماله بالمنافسة على اللقب حتى الرمق الأخير بعدما قلب الطاولة في وجه مضيفه الاتفاق في الجولة الماضية وحول تأخره بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف ليبلغ النقطة 64 ويواصل مطاردة الهلال بالبحث عن لقب الدوري.
ولن يكون الفوز وحده كفيلاً بتحقيق الاتحاد للقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ 2009 إذ سيكون بحاجة لتعثر الهلال أمام الفيصلي إما بالخسارة أو التعادل ليتمكن الاتحاد من تجاوز نقطياً كون الهلال يتفوق عليه في المواجهات المباشرة الأمر الذي سيحسم اللقب لصالح الفريق العاصمي في حال استمرار التساوي نقطياً.
وسيواجه الاتحاد نظيره الباطن الطامح لخوض مباراة قتالية حاسمة من أجل بقائه بين الكبار موسماً إضافياً، حيث تمكن الباطن من الهروب من مركز الهبوط المباشر بعد فوزه على ضمك في الجولة الماضية إلا أنه سيكون بحاجة للفوز على الاتحاد هذا المساء.
وفي العاصمة الرياض، يخوض الأهلي لقاء حاسماً ومصيرياً لم يسبق له خوض مثيل في تاريخه حيث يحل ضيفاً على الشباب في مواجهة يسعى معها للفوز وتحقيق النقاط الثلاث شريطة تعثر أحد الفرق المنافسة له على الهبوط من أجل ضمان بقائه بصورة رسمية.
وتراجع الأهلي في الجولة الماضية نحو المركز الرابع عشر برصيد 31 نقطة وهو مركز يقوده للهبوط المباشر بعد خسارته أمام الرائد بثلاثية غير متوقعة، وستكون مباراة الشباب صعبة جداً كون الليث العاصمي سيخوض لقاءه بحثاً عن ختام موسمه بانتصار ثمين بعد تعادله في الجولة الماضية أمام التعاون.
وفي مدينة المجمعة، سيكون مصير الاتفاق الذي سيحل ضيفاً على الفيحاء مرهوناً بنتائج الآخرين حتى في حال فوزه الذي لا يضمن له البقاء، حيث سيكون بحاجة لتعثر أي من الفرق التي تسبقه في لائحة الترتيب من أجل ضمان بقائه رسمياً.

                                                          ماريغا (رابطة دوري المحترفين)
وفرط الاتفاق بفوز ثمين كان يكفل له البقاء أمام الاتحاد في الجولة الماضية بعد أن ظل متقدماً حتى الدقيقة 74 التي شهدت صحوة اتحادية بتسجيل الهدف الأول ثم هدفين بعدها منحت نقاط المباراة للعميد الاتحادي.
وفي العاصمة الرياض، يلتقي النصر بنظيره الفتح في مواجهة تحصيلية للفريقين بعد أن ضمن النصر حضوره في المركز الثالث المؤهل للمشاركة في كأس السوبر بنسخته الجديدة الموسم المقبل، في الوقت الذي ضمن فيه الفتح البقاء بعد نتائج الجولة الماضية رغم خسارته أمام الهلال.
وفي مدينة بريدة، يستضيف الرائد نظيره أبها في مواجهة يبحث من خلالها عن تأكيد بقائه بعد فوزه التاريخي أمام الأهلي في الجولة الماضية وإعادة آماله بالبقاء بعد أن كان مرشحاً أول للهبوط، في الوقت الذي يدخل فيه أبها اللقاء بعد ضمان بقائه في الجولة الماضية.
وفي مدينة أبها يخوض فريق التعاون مواجهة حاسمة أمام فريق ضمك، حيث ينافس التعاون للهروب من شبح الهبوط إذ يحتل حالياً المركز العاشر برصيد 33 نقطة في الوقت الذي يدخل فيه ضمك اللقاء دون أي خطورة تذكر حيث يحتل المركز الخامس برصيد 43 نقطة.
وفي مدينة حائل، يستضيف الطائي نظيره الحزم باحثاً عن نقاط المباراة الثلاث أو حتى الخروج بنقطة التعادل من أجل تجنب الدخول في عمليات حسابات الهبوط رغم امتلاك الطائي رصيداً نقطياً جيداً فإنه بحاجة لنقطة وحيدة يضمن معها البقاء وفقاً لنتائج هذه الجولة والتي قد تبقيه حتى في حال خسارته أمام الحزم.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».