«تيريولا»... مزج موسيقى الشرق والغرب عبر إيقاعات حالمة

فرقة مصرية تتكون من ثلاثة عازفين

فرقة تيريولا الموسيقية خلال حفل (الشرق الأوسط)
فرقة تيريولا الموسيقية خلال حفل (الشرق الأوسط)
TT

«تيريولا»... مزج موسيقى الشرق والغرب عبر إيقاعات حالمة

فرقة تيريولا الموسيقية خلال حفل (الشرق الأوسط)
فرقة تيريولا الموسيقية خلال حفل (الشرق الأوسط)

حين يصير الناي الحزين مصدر أنغام رقراقة تتلاقى مع البيانو، تتحول تعبيراته لأغاريد ناعمة، ومنسجمة بواسطة عازفي فرقة «تيريولا الموسيقية، المكونة من 3 فنانين، (هاني البدري ومحمد عرفة ومحمد عصام)، والتي تشارك في حفلات مهرجان الموسيقى العربية بالعاصمة الألمانية برلين، ومكتبة الإسكندرية، ودار الأوبرا المصرية، وتقدم موسيقى أغنيات معروفة، بطريقة حالمة على غرار «حبيبتي من ضفايرها طل القمر» تلحين الفنان عمار الشريعي، و«لأ مش أنا اللي أبكي» تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب، فضلا عن مقدمة أغنية «أنت عمري» لكوكب الشرق أم كلثوم، بالإضافة إلى الأغنيات التي تصدرها الفرقة.
الفنان هاني البدري قائد الفرقة، والذي يقوم أيضاً بتأليف مقطوعاتها الموسيقية، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «شكل (تيريولا) ليس جديداً على الموسيقى العربية والغربية، فقد سبقتها الكثير من الفرق التي تتكون من ثلاثة عازفين، وهي محكومة بشكل أساسي بتوفر ثلاثة عناصر هي (الهاروموني والموليدي والإيقاع). وقد قمت لهذا السبب باختيار فنان البيانو محمد عصام، والإيقاع محمد عرفة».
مشيراً إلى وجود سبب لوجيستي آخر وراء محدودية عدد أعضاء الفرقة: «حرصت على تقليل العدد حتى نستطيع الحركة بسهولة، ونصل إلى أماكن بروفاتنا وحفلاتنا دون عناء يذكر، وهذا سبب مهم جدا يجب أن يضعه أي موسيقي يقوم بإدارة فرقة، في اعتباره إلى جانب نوعية الموسيقى بالطبع التي يقدمها، فيجب أن تكون معبرة عنه وعلى أعلى مستوى».
ويذكر البدري أن «حصيلته من المؤلفات الموسيقية، يصل إلى أكثر من 100 مقطوعة، وقد شهدت قاعة بيير بوليز في العاصمة ألمانيا برلين العرض الأول للفرقة في 3 مارس (آذار) من العام الجاري، ضمن مهرجان للموسيقى العربية هناك، وقد شاركنا فيه بدعوة من الفنان العراقي نصير شمة، وحققنا نجاحاً مبهراً، شجعنا على مواصلة نشاطنا فأقمنا فور عودتنا حفلاً في مكتبة الإسكندرية في الشهر التالي مباشرة، ثم جاء حفل دار الأوبرا، التي قمنا من خلالها بتقديم 11 مقطوعة موسيقية معظمها من تأليفي، منها (شاهيناز، سماعي عقد، وتيمة حب، وفانتازيا جهاركاه)، فضلاً عن أعمال كبار الموسيقيين المصريين، من بينهم محمد عبد الوهاب. وكان هذا بجانب الأغنيات التي قدمتها المطربة آية خليفة وهي مناسبة تماما لشكل الفرقة، وتوجهاتها الموسيقية، وسوف نستمر في تقديم الغناء لكن في مساحته التي تناسب الفرقة دون أن يجور على هدفها الأساسي وهو تخصصها الموسيقي».
وتتميز أعمال فرقة «تيريولا» بأنها مزيج من القيم العربية الأصيلة المتشابكة مع روحانية عميقة، وفيها تلتقي قوانين الموسيقى العربية التي درسها البدري وأتقنها جيداً بنفس الهواء النقي الذي يجعلها سهلة الوصول للمستمعين، وتسمح لهم بالاستمتاع بأعمال تخاطب وجدانهم وتمس قلوبهم وتبهر الأكاديميين من دارسي الموسيقى، وفي الوقت نفسه ترضي الألحان آذان الغرب بما فيها من مزيج غني بالمشاعر والحساسية الموسيقية، ولا تتوقف الفرقة عند عزف مؤلفات البدري بل تقوم بتقديم مقطوعات موسيقية لملحنين آخرين.
الفنان محمد عصام عازف البيانو، والذي يعمل أستاذا للموسيقى بمعهد الكونسرفتوار وله تواجد موسيقي دائم في حفلات دار الأوبرا المصرية، لفت إلى أن انتسابه لتيريولا جاء لأنها تناسبه تماما وتتوافق مع نظرته وتوجهه الموسيقي الذي يروق لروحه، وذكر لـ«الشرق الأوسط» أنه يرتبط بعلاقات قديمة مع زميليه في الفرقة، وهذا في رأيه مهم جدا لسرعة الانسجام بين عناصر أي نشاط فني أو موسيقي.
وأكد عصام أن «الفرقة مصممة بحيث لا تجور آلة على أخرى، فالتوزيع الموسيقي يعطي مساحة تناسب كلا منا، وهذا ينطبق على الاختيارات الغنائية أيضاً التي جاءت مراعية لعدد الأعضاء، وطبيعة الآلات، وقد كان مهما أيضاً أن تكون الأغنيات التي تقدمها الفنانة آية خليفة، محببة للجمهور وتتمتع بالمذاق الموسيقي الأصيل الذي نقدمه في تيريولا».
ويأمل عصام بأن تستمر «تيريولا» على نهجها الموسيقي والذي يمثل نقطة تميز بين الفرق الموسيقية، ويعزز وجودها على مسرح الموسيقى العربية، ولدى مستمعيها في مصر والعالم العربي، وفي أوروبا وأميركا.
فيما يرى فنان الإيقاعات محمد عرفة، أن كل عضو في فرقة «تيريولا» له دور مهم جداً، بسبب شكل الفرقة وتكوينها المحدود، والذي يفرض إعادة توزيع الموسيقى لتقوم كل آلة بدورها المحسوب لها بدقة بالغة.



«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
TT

«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2025 إلى 4.2 في المائة من 4 في المائة، حيث توقعت استقرار ظروف الائتمان، وأن تؤدي جهود التحفيز التي بذلتها بكين منذ سبتمبر (أيلول) إلى التخفيف من بعض التأثيرات المحتملة للزيادات في التعريفات الجمركية الأميركية.

في المقابل، أظهرت بيانات وزارة المالية أن الإيرادات المالية للصين في أول 11 شهراً من عام 2024 انخفضت 0.6 في المائة مقارنة بالعام السابق، مما يمثل تحسناً طفيفاً عن الانخفاض بنسبة 1.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول). من ناحية أخرى، نما الإنفاق المالي بنسبة 2.8 في المائة في الفترة نفسها، مقارنة بزيادة قدرها 2.7 في المائة في أول 10 أشهر من العام.

نمو صناعي وتراجع استهلاكي

كما شهد الناتج الصناعي في الصين نمواً طفيفاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما جاءت مبيعات التجزئة مخيبة للآمال، مما عزز الدعوات إلى زيادة التحفيز الذي يركز على المستهلكين. وتعكس البيانات المتباينة التحديات الكبيرة التي يواجهها قادة الصين في تحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام قبل عام 2025 في وقت قد تشهد فيه العلاقات التجارية مع أكبر سوق تصدير للصين تدهوراً، في حين يبقى الاستهلاك المحلي ضعيفاً، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وأوضح المحللون أن تعهد ترمب بفرض تعريفات تصل إلى 60 في المائة على السلع الصينية قد يدفع بكين إلى تسريع خططها لإعادة التوازن إلى اقتصادها البالغ حجمه 19 تريليون دولار، وهو ما يعكس أكثر من عقدين من النقاشات حول التحول من النمو المدفوع بالاستثمار في الأصول الثابتة والصادرات إلى نموذج اقتصادي يعتمد بشكل أكبر على الاستهلاك.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج الصناعي نما بنسبة 5.4 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى نمو قدره 5.3 في المائة. ومع ذلك، سجلت مبيعات التجزئة، التي تعد مقياساً رئيساً للاستهلاك، أضعف زيادة لها في ثلاثة أشهر بنسبة 3 في المائة، وهو ما جاء أقل من الارتفاع المتوقع بنسبة 4.6 في المائة، وأقل من معدل النمو في أكتوبر البالغ 4.8 في المائة.

وأشار دان وانغ، الخبير الاقتصادي المستقل في شنغهاي، إلى أن السياسات الاقتصادية الصينية كانت تروج بشكل مستمر للمصنعين على حساب المستهلكين، على الرغم من مؤشرات الضعف المستمر. وأضاف أن بكين قد تتجه نحو تعزيز القدرة الإنتاجية، مما قد يفاقم مشكلة فائض الطاقة الإنتاجية، ويحفز الشركات الصينية للبحث عن أسواق جديدة خارجية.

كما شهد الاستثمار في الأصول الثابتة نمواً أبطأ بنسبة 3.3 في المائة في الفترة بين يناير ونوفمبر، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى نمو بنسبة 3.4 في المائة.

وفيما يتعلق بالسياسات المستقبلية، عبر صناع السياسات عن خططهم لعام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تضع ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد الصيني. وقال مسؤول في البنك المركزي الصيني إن هناك مجالاً لمزيد من خفض الاحتياطيات النقدية، رغم أن التيسير النقدي السابق لم يحقق تعزيزاً كبيراً في الاقتراض.

من ناحية أخرى، يواصل قطاع العقارات معاناته من أزمة طويلة الأمد تؤثر على ثقة المستهلكين، حيث تُعد 70 في المائة من مدخرات الأسر الصينية مجمدة في هذا القطاع. وفي الوقت نفسه، لا يزال من المبكر الحديث عن تعافٍ حقيقي في أسعار المساكن، رغم وجود بعض الإشارات المشجعة مثل تباطؤ انخفاض أسعار المساكن الجديدة في نوفمبر.

وفي إطار هذه التطورات، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين ستعزز من النمو المستدام في دخل الأسر خلال عام 2025 من خلال تكثيف الدعم المالي المباشر للمستهلكين، وتعزيز الضمان الاجتماعي. وقد حددت الصين توسيع الطلب المحلي بصفته أولوية رئيسة لتحفيز النمو في العام المقبل، في ظل استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع العقارات المتضرر من الأزمة، والتي تعرقل الانتعاش الكامل.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية قوله إن الصين ستزيد بشكل كبير من الأموال المخصصة للسندات الخاصة طويلة الأجل في العام المقبل، لدعم الترقيات الصناعية، وتعزيز نظام مقايضة السلع الاستهلاكية، بهدف تحفيز الاستهلاك. وأوضحت أن هذه الخطوات ستتركز على تعزيز دخل الأسر من خلال زيادة الإنفاق الحكومي على الاستهلاك، وتحسين الضمان الاجتماعي، وخلق مزيد من فرص العمل، وتطوير آليات نمو الأجور، بالإضافة إلى رفع معاشات التقاعد للمتقاعدين، ودعم التأمين الطبي، وتنفيذ سياسات تهدف إلى تشجيع الإنجاب.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة «شينخوا»: «من خلال متابعة الوضع الاقتصادي الحالي، نتوقع أن يكون النمو الاقتصادي السنوي نحو 5 في المائة». كما توقع المسؤول أن تشهد سوق الإسكان مزيداً من الاستقرار، ودعا إلى اتخاذ تدابير سياسية ذات تأثير مباشر على استقرار القطاع العقاري في أقرب وقت، مع منح الحكومات المحلية مزيداً من الاستقلالية في شراء المخزون السكني.

من جانبه، أعرب جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميكس»، عن اعتقاده بأن التحفيز الاقتصادي في نوفمبر من المرجح أن يكون مؤقتاً، مع احتمالية تعافي النمو في الأشهر المقبلة بفضل الدعم السياسي الزائد. ولكنه أشار إلى أن هذا التحفيز لن يحقق أكثر من تحسن قصير الأمد، خاصة أن القوة الحالية للطلب على الصادرات من غير المرجح أن تستمر بمجرد أن يبدأ ترمب في تنفيذ تهديداته بشأن التعريفات الجمركية.

تراجع الأسواق الصينية

وفي الأسواق المالية، انخفضت الأسهم الصينية بعد أن أظهرت البيانات ضعفاً غير متوقع في إنفاق المستهلكين، في حين راهن المستثمرون على مزيد من الدعم السياسي لتحفيز النمو الضعيف. وفي فترة استراحة منتصف النهار، تراجع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.37 في المائة، ليضيف إلى التراجع الذي شهده الأسبوع الماضي بنسبة 1 في المائة.

في المقابل، سجل مؤشر «شنغهاي المركب» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 3395.11 نقطة. وانخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 1.04 في المائة، في حين خسر مؤشر العقارات 1.41 في المائة وضعف مؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 0.94 في المائة. كما تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.57 في المائة ليغلق عند 19856.91 نقطة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تراجع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الآسيوية باستثناء اليابان بنسبة 0.20 في المائة، بينما انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.18 في المائة. أما اليوان، فقد تم تسعيره عند 7.2798 مقابل الدولار الأميركي، بانخفاض بنسبة 0.09 في المائة مقارنة بإغلاقه السابق عند 7.2731.