محمد عادل: تقديم «سيد درويش» تلفزيونياً أهم أحلامي

أكد مشاركته في إعداد مسلسل من 14 حلقة عن الموسيقار الراحل

عادل ولقاء سويدان في مشهد من العرض المسرحي «سيد درويش»  -  الفنان المصري محمد عادل
عادل ولقاء سويدان في مشهد من العرض المسرحي «سيد درويش» - الفنان المصري محمد عادل
TT

محمد عادل: تقديم «سيد درويش» تلفزيونياً أهم أحلامي

عادل ولقاء سويدان في مشهد من العرض المسرحي «سيد درويش»  -  الفنان المصري محمد عادل
عادل ولقاء سويدان في مشهد من العرض المسرحي «سيد درويش» - الفنان المصري محمد عادل

قال الفنان المصري الشاب محمد عادل «ميدو» إن «من أهم العوامل التي جذبتي لتقديم شخصية سيد درويش في عرض مسرحي على مدار 4 مواسم، هو عشقي لدرويش، بسبب شغف فنان الشعب بوطنه وحبه الجمّ للموسيقى»، لافتاً إلى أن «شخصية درويش قُدمت في أشكال متنوعة؛ لكن في عرضنا المسرحي نقدمه بداية من عمر 16 عاماً حتى وفاته في سن 31 عاماً».
وتحدث عادل عن الأعمال التي تناولت حياة درويش، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «فيلم (سيد درويش) الذي قام ببطولته الفنان المصري الراحل كرم مطاوع في ستينات القرن الماضي، تناول جزءاً بعينه من سيرة الفنان الراحل... أما العرض المسرحي الذي قدمه الفنان محمد نوح في منتصف الستينات كان عملاً أرشيفياً عن الشخصية ولم يحظَ بالمشاهدة بشكل كبير، على عكس العمل الإذاعي الذي قدمه الفنان الراحل صلاح منصور عن سيرة درويش بتوليفة مختلفة وجديدة أظهرت جوانب عدة من حياته»، لكنه أوضح أن مسلسل «أهل الهوى» الذي قدمه الفنان إيمان البحر درويش «لم يقدم الشخصية بشكل مطلق، إنما ضمن السياق الدرامي».
وأكد عادل عدم تخوفه من المقارنة مع مَن قدموا شخصية درويش من قبل، قائلاً: «ميزة تقديم سيد درويش في عمل فني تكمن في أن الشخصية الحقيقية ليست موجودة إلا بالأعمال الفنية والأدبية، وهذا في حد ذاته متعة لإطلاق العنان لتقديمها بشكل متفرد»، لافتاً إلى «نجاح الكثير من الأعمال التي تناولت السير الذاتية بشكل ملحوظ، منها أم كلثوم، وطه حسين من خلال مسلسل الأيام».
عادل قال إن «حلمي الفني الكبير يتمثل في تقدم السيرة الذاتية لدرويش، فأنا متيم بسيد درويش وأحلم بهذا الأمر قبل أن يمر بي العمر»، موضحاً أن «المرحلة العمرية التي يمر بها حالياً ملائمة لتقديم الشخصية بشكل كبير، فمن غير المعقول أن أقدمها في عمر 50 أو 60 عاماً، وبالفعل نعكف على تقديم عمل درامي من 14 حلقة عنه وما زال المشروع قائماً، وذلك قبل المسرحية، بالإضافة لطموحي لتقديم سيرة الراحلين عاطف الطيب، ومنير مراد الذي سأحرص على تقديم أغنياته أيضاً بصوتي».
عادل أكد أنه «يقوم بتطوير نفسه فنياً باستمرار، ويقوم بالتدريب في ورش العمل الخاصة»، قائلاً: «أنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج، وأخرجت أعمالاً بالمسرح أكثر من مرة، وأتعامل مع رواد الورشة كمخرج يحاول تدريبهم والكشف عن قدراتهم».
ويرى أنه على الرغم من حُبه للغناء وتقديمه بالفعل من خلال مسلسل «الطوفان» الذي عرض عام 2017 وكذلك تقديمه لأغنيات فنان الشعب بالعرض المسرحي بصوته؛ حيث وصل عدد أغنيات العرض لأكثر من 35 أغنية؛ إلا أنه يرفض تقديم ألبوم غنائي كامل أو الاتجاه لتقديم أغانٍ منفردة بشكل تام، مضيفاً: «أنا ممثل ولست مطرباً، وعرض عليّ من قبل تقديم أغانٍ ورفضت، وما أزال عند موقفي فالتخصص مطلوب في كل شيء».
وذكر عادل أن تسجيل أغنيات العرض جاءت بشكل سريع، قائلاً: «لم نأخذ وقتاً كافياً للتدريب عليها، ولم يتم الاستناد إلى بروفات مطلقاً، وهذا أحدث أزمة كبيرة بالنسبة لي، لأنني تمنيت أن يكون أدائي أفضل مما هو عليه في الصوت المسجل للجمهور، ولكن العرض في مجمله خرج بشكل لائق ولا غبار عليه»، مؤكداً أن البطولة المطلقة وترتيب الأسماء في أي عمل درامي لا يشغله كثيراً، لافتاً إلى أنه رفض أخيراً المشاركة في أعمال فنية وصفها بـ«الهابطة». وقال: «هذا العام كنت أحد أبطال مسلسل (العائدون)، ودوري نال قبول الجمهور واستحسانه».
حول ردود الفعل على مسلسل «أبو العروسة» بأجزائه الـ3 وتجربته في تقديم أعمال فنية من عدة أجزاء. أكد عادل أنه «لا يخاف من تقديم الأجزاء مطلقاً، وقدمتها من قبل في مسلسل (الأب الروحي) والجزء الأخير من (ليالي الحلمية)، وبالعكس العمل الناجح والمشرف بأجزائه يكون نواة لتقديم الأفضل مجدداً».
عن مشاركته في مسلسل «أيام» مع المنتج اللبناني صادق الصباح وكواليس التصوير في لبنان. قال عادل: «العمل بكل تفاصيله كان رائعاً، ولم تكن لدي أزمة مطلقاً بالتصوير في لبنان، على الرغم من أنني لدي مشكلة مع مهنة الفن عموماً، تتمثل في عدم رغبتي في الجلوس بشكل مطول بالكواليس، فأنا أفضّل أن أتم عملي وأنصرف».
حول تحريف تصريحه الأخير عن الزواج وذلك عقب استضافته في برنامج «الستات ميعرفوش يكذبوا» رد عادل بقوله: «كل ما تم تداوله عن هذا الأمر كان مغلوطاً وغير صحيح، فأنا تحدثت عن وجهة نظري عن الزواج بشكل عام وليس عن حياتي الخاصة، وتم اقتطاع جزء بعينه من زمن الحلقة الذي يتعدى الساعة من أجل (الشو والترند)، وتحدثت في هذا الأمر من قبل في برنامج (السفيرة عزيزة) عندما طُلب مني تقديم نصيحة للشباب، وقلت لهم وقتها (لا تتزوجوا) فنحن جيل لا يعي مسؤولية الزواج وتربية الأطفال، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً».
وبشأن العرض المسرحي (الوصية). قال عادل إن «هذا العمل أحبه بشكل كبير، لأن مضمونه قوي ومهم وقدمته مع المخرج الكبير خالد جلال، عن قصة البطل محمد المعتز رشاد، أحد الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، لذلك أتمنى تقديمه مجدداً».
وتحدث عادل عن استعداده لتقديم فيلم سينمائي وعمل درامي عن أسرته الفنية، بداية من والديه اللذين يعملان بالمسرح، وشقيقتيه فاطمة وحنان اللتين شاركتاه في مسلسل «أيام»، وإعجابه بشقيقته حنان التي تقدم حاليا بطولة مسرحية «حلم جميل» مع الفنان سامح حسين على المسرح العائم بحي المنيل، وثنائه على أداء شقيقته فاطمة عقب حفلها الذي قدمته أخيراً.


مقالات ذات صلة

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى شعبان (حسابه على فيسبوك)

مصطفى شعبان يخطف الاهتمام بالحديث عن كواليس زواجه

خطف الفنان المصري مصطفى شعبان الأنظار بعد حديثه للمرة الأولى عن كواليس حياته الشخصية وزواجه قبل أشهر عدّة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انطلق عرض الموسم الثاني من «Squid Game» قبل أيام (نتفليكس)

«الحبّار 2» يقع ضحيّة لعبته... المسلسل العائد بعد 3 سنوات يخسر عنصر الدهشة

بعض المسلسلات لم يُكتب لها أن تفرز مواسم جديدة، إنما عليها الاكتفاء بمجد الموسم الواحد. لكن يبدو أن فريق «لعبة الحبّار» لم يستوعب هذا الأمر.

كريستين حبيب (بيروت)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».