محمد علي رزق: تقديم «محمد علي» سينمائياً أبرز أحلامي

بعد تقديمه شخصية الحاكم الروماني الطاغية «كاليغولا» على خشبة المسرح، عن نص للأديب العالمي ألبير كامو، يواصل الفنان المصري محمد علي رزق، تصوير دوره في فيلم «في عز الضهر» مع مينا مسعود، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط»، «أن تصوير الفيلم توقف فترة طويلة بسبب انشغال مينا بعدد من الأعمال العالمية»، ورفض رزق الحديث عن تفاصيل دوره بالفيلم، مؤكداً أنه «سيقدم دوراً مختلفاً».
تحدث رزق في البداية عن عرضه المسرحي «كاليغولا»، قائلاً: «قرأت الرواية الأصلية من قبل أكثر من مرة، وأعرف تفاصيلها ودواخلها وكيفية التعايش معها، ومنذ عام 2006 وأنا أتطلع لتقديم شخصية (كاليغولا)، لكنني تخوفت قليلاً من نزول ملعب لم أقترب منه من قبل، فهذا النص من أهم نصوص الأدب العالمي، وحلم طال انتظاره كثيراً، لكنه أصبح واقعاً بعدما تخلصت من العائق الذي كان يحول بيني وبينه متمثلاً في تقليل وزني، لذا قررت خوض تلك المباراة التمثيلية الممتعة بإعداد مختلف عن الرواية الأصلية، لتقديم ما يلائم عصرنا، وحينها تيقنت أن أدنى نتيجة سيكون لها مردود إيجابي كبير».
ويضيف رزق: «هذا الحاكم الطاغية بداخله قوالب لشخصيات مختلفة، لذلك أنا كفنان عندما يوجه زميل لي جملة خلال العرض، تتكون لدي أحاسيس داخلية تقلب كيان الشخصية رأساً على عقب، بسبب انفعالاتها المتباينة، والصعوبة تتمثل في التحليق بها بعيداً لتكن مثلما كُتبت تماماً، وهذا سبب لي حيرة كبيرة لأنني لم أستطع العلو بها إلا بعد محاولات كثيرة لكي أصل إلى فلسفة نص كامو، لكنني لم أجد صعوبة في التحدث باللغة العربية الفصحى على المسرح، فأنا خريج كلية الآداب قسم مسرح ودرست الإلقاء».
وعن استعداداته لتقديم الشخصية، قال محمد علي رزق، «اعتمدت على الرواية الأصلية بدرجة كبيرة، واستعنت بمدقق لغوي شكل لي النص كاملاً، وعقدنا سوياً جلسات استماع وقراءة ما قبل البروفات، واستعنت بمراجع للاطلاع أكثر على تفاصيل وسمات وصفات الشخصية التي تحتوي على تشوهات نفسية وبارانويا وتشتت ذهني».
ورفض رزق مقارنة أدائه بأداء الفنان الراحل نور الشريف، الذي قدم «كاليغولا» أيضاً للمسرح في مطلع تسعينات القرن الماضي، قائلاً: «لا يمكن المقارنة بيني وبين الفنان الكبير نور الشريف، لمجرد أننا قدمنا نصاً واحداً، فالفنان نور الشريف قيمة وقامة فنية لا تعوض، بالإضافة إلى أنه قدمها في مطلع التسعينات، ونحن نقدمها في العقد الثالث من الألفية الجديدة، وهذا فارق زمني كبير، وكل نص له إعداد ورؤية مسرحية مغايرة وسقف إمكانات مختلف وفي حال المقارنة بيني وبين الراحل نور الشريف، فمؤكد سأخسر أمامه لذلك أنا ضد هذه المقارنة».
وعن انتقال رزق من الكوميديا إلى التراجيديا، يقول: «قررت منذ عام 2018 تقديم الأدوار التراجيدية والأدوار الإنسانية لأنني قبل هذا التاريخ كنت أقدم أدواراً كوميدية فقط، وكانت فرصتي الأولى من خلال مسلسل (أيوب) الذي كان بمثابة انطلاقتي الحقيقية في هذا اللون، وتوالت الأعمال على الشاكلة ذاتها، على غرار (بحر، أبو جبل، ليالينا 80، شبر ميه)». وأوضح رزق أن الهدف وراء هذا التغيير المفاجئ هو رغبته في التنوع «لا أحب التصنيف فأنا ممثل يقدم الكوميدي والتراجيدي بالمسرح والسينما والتلفزيون».
وبشأن مشاركته بالتمثيل في التلفزيون والسينما والمسرح، يقول: «أعمل بشكل متوازن بين المجالات الثلاث، وقدمت أخيراً فيلم (المحكمة)، وأقدم سنوياً عرضاً مسرحياً، فالفنان لا بد أن يتنوع ويشارك في كافة الفنون، لكن بحذر حتى لا يقع في فخ عمل رديء بحجة الوجود، ولكن يظل المسرح هو أبو الفنون والمحرك الأول لانفعالات الفنان، هو مثل صالة الألعاب التي نتدرب فيها باستمرار، ليمنحنا الطاقة ويجدد الشغف لكي نستمر في العطاء». ويأمل رزق في التعامل مع المهرجانات المسرحية بنفس وهج المهرجانات السينمائية.
وكشف رزق أن مصطلح البطولة المطلقة لا يعنيه كثيراً، قائلاً: «لا أبحث عنها حالياً، لكنني أبحث عن الدور الجيد الذي يبني مشواري».
واختتم حديثه بالتأكيد على أن تجسيد شخصية «محمد علي باشا» سينمائياً يعد أحد أهم أحلامه، مشيراً إلى أن الفنان الكبير يحيى الفخراني يأمل في تقديمه أيضاً بمسلسل، لكنني أفضل تقديمه سينمائياً.