تنطلق بطولة ويمبلدون للتنس الاثنين المقبل بدون مشاركة الروسي دانييل ميدفيديف المصنف الأول عالميا ولاعبة بيلاروس فيكتوريا أزارينكا المصنفة الأولى عالميا سابقا، لكن البطولة الكبرى المقامة على الملاعب العشبية لن تتحول إلى حدث استعراضي على الرغم من حرمانها من نقاط التصنيف.
وستقام نسخة 2022 من بطولة التنس الأكثر شهرة في العالم بدون نقاط تصنيف، بعد قرار المنظمين بحظر مشاركة لاعبي روسيا وبيلاروس في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
ووصف اتحادا المحترفين والمحترفات هذه الخطوة بأنها تمييزية، وتخلط بين السياسة والرياضة، وجردت ويمبلدون من نقاط التصنيف التي تحدد قدرة اللاعب على دخول البطولات وتصنيفه، ما يجعلها تشبه المنافسات الاستعراضية. لكن البريطاني آندي موراي الفائز بلقب البطولة مرتين عامي 2013 و2016، يؤكد على أن ويمبلدون لن تتحول إلى بطولة استعراضية مع أو بدون نقاط التصنيف. وعلق اللاعب البالغ عمره 35 عاما الشهر الماضي: «أتابع رياضة الغولف عن كثب وليس لدي أي فكرة عن عدد نقاط التصنيف التي يحصل عليها الفائز بطولات الأساتذة... أنا وأصدقائي نحب كرة القدم ولا أحد منا يعرف أو يهتم بعدد نقاط التصنيف التي يحصل عليها المنتخب الفائز بكأس العالم. لكن يمكنني أن أخبرك من فاز بكأس العالم وبطولات الأساتذة».
وسيفقد الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الفائز باللقب في آخر ثلاث نسخ، 2000 نقطة حصل عليها في ويمبلدون 2021، وسيكون من بين العديد من اللاعبين الذين سيتأثرون ويتراجعون في التصنيف بسبب هذا القرار.
وأعربت اليابانية نعومي أوساكا، الفائزة بأربعة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، قبل شهر عن شكوكها بشأن المشاركة في ويمبلدون بسبب فقدان نقاط التصنيف، قبل أن تعلن انسحابها بالفعل الأسبوع الماضي بسبب إصابة في وتر العرقوب.
وبينما سيكون ميدفيديف، بطل أميركا المفتوحة، وأزارينكا، الفائزة في أستراليا في 2012 و2013، من بين مجموعة من الأسماء المحظورة من المنافسة، لكن لن يغيب أي لاعب أو لاعبة احتجاجا على القرار.
وقال المنظمون إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استبعاد لاعبين من ويمبلدون على أساس الجنسية منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة عندما تم حظر لاعبين ألمان ويابانيين، لكنه كان الخيار الوحيد القابل للتطبيق بموجب التوجيهات التي قدمتها الحكومة البريطانية.
وأشار الإيطالي أندريا غاودينتسي رئيس اتحاد اللاعبين المحترفين إلى أن قرار تجريد ويمبلدون من نقاط التصنيف كان «صعبا للغاية»، وأوضح: «نتفهم أن الأمر لا يعني أنهم استيقظوا في صباح أحد الأيام وقرروا حظر اللاعبين، أعني أن هناك حربا، (منظمو البطولة) تعرضوا لضغوط من الحكومة. هناك حجج منطقية لكلا القرارين. لكن من ناحية أخرى، وضعونا في موقف صعب للغاية. هل كان علينا تجاهل الأمر؟ أعتقد أنه كان سيكون خطأ لأننا ندافع عن عدالة التصنيف وعدم التمييز والمساواة بين الرياضيين في الوصول إلى الفرص».
ويشارك لاعبو روسيا وبيلاروس في بطولات التنس الدولية حاليا كمحايدين في ظل إيقاف الاتحادين الوطنيين، وقد سُمح لهم بالمشاركة في بطولة فرنسا المفتوحة، بينما لن تكون
هناك قيود عليهم في فلاشينغ ميدوز الأميركية بعد شهرين.
ويأمل الإيطالي غاودينتسي أن تجلس جميع الهيئات الحاكمة للتنس بعد ختام ويمبلدون وتتخذ قرارا بشأن مسار موحد لمثل هذه المواقف في المستقبل، وقال: «لا نريد أن نجد أنفسنا في هذا الموقف الصعب مرة أخرى».
أيضا ولأول مرة منذ أكثر من عقدين كاملين ستشهد ويمبلدون غياب النجم الأسطوري المخضرم روجر فيدرر لعدم التعافي من إصابة بالركبة. وخضع فيدرر الذي سيكمل عامه 41 في أغسطس (آب) المقبل لثلاث عمليات جراحية في الركبة في العامين الأخيرين ولم يشارك في أي مباراة رسمية منذ هزيمته في دور الثمانية لبطولة ويمبلدون العام الماضي أمام المجري هوبرت هوركاتش.
وتوج فيدرر بلقب الناشئين في ويمبلدون في 1998 قبل تحوله للاحتراف في نفس العام.
ومنذ ظهوره الأول في البطولة الكبرى عام 1999 شارك فيدرر في جميع نسخ البطولة، وحصد اللقب 8 مرات (رقم قياسي) من ضمن 20 لقبا كبيرا في حوزته.
وقال نجم التنس الأميركي السابق جون ماكنرو الفائز بسبعة ألقاب كبرى: «20 عاما تابعنا فيها فنون فيدرر... عليكم النظر للجانب المضيء. حصلتم على فرص كثيرة لمشاهدة هذا الرجل وهو يلعب ويفوز مرات عديدة. لذا فإننا نأمل أن يكون سعيدا بكل قرار يتخذه. عمره 40 عاما. لقد استمر طويلا. هذا رائع».
وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال فيدرر: «بالتأكيد أتطلع للعودة لملاعب التنس، أنتظر العودة لقمة الأداء في 2023».
وأضاف ماكنرو: « فيدرر هو أسطورة حية. الكل يعرف ذلك. إنه يجسد ما تريده لأولادك عندما يكبرون. وهو أجمل لاعب شاهدته طوال حياتي. (رود) ليفر هو مثلي الأعلى، وفيدرر يجسد نوعا ما النسخة الحديثة من رود ليفر بالنسبة لي».
وستتركز الأنظار على الإسباني رافائيل نادال في ويمبلدون حيث يتطلع للتتويج بلقب الكبير الثالث هذا العام بعد أستراليا وفرنسا، والاقتراب من الجمع بين ألقاب البطولات الأربع الكبرى في موسم واحد.
لكن آمال نادال ستصطدم بطموحات ديوكوفيتش حامل اللقب في آخر 3 نسخ للبطولة الانجليزية. وما زال رود ليفر هو الوحيد الذي حصد ألقاب البطولات الأربع الكبرى في 1969.
وكاد الصربي ديوكوفيتش أن يحقق هذا الإنجاز العام الماضي عندما فاز بأول ثلاث بطولات كبرى لكنه خسر أمام الروسي ميدفيديف في نهائي أميركا المفتوحة.
وعندما فاز ديوكوفيتش ببطولة ويمبلدون للمرة السادسة والثالثة على التوالي في 2021، رفع رصيده إلى 20 لقبا كبيرا ليتساوى مع روجر فيدرر ونادال، قبل أن يرفع الأخير رصيده إلى 22 لقبا.
ولم يفز ديوكوفيتش البالغ عمره 35 عاما ببطولة كبرى منذ ذلك الحين حيث حرم من المشاركة في أستراليا لخرق قواعد فيروس كورونا وخسارته أمام نادال في فرنسا، بينما لم يلعب فيدرر منذ مشاركته في ويمبلدون العام الماضي.
وستكون مشكلة القدم المزمنة التي يعاني منها نادال تحت المجهر مرة أخرى، لكن مهمته في ويمبلدون، حيث فاز باللقب في 2008 و2010، ربما تكون أكثر صعوبة بالنظر إلى أن ديوكوفيتش لم يخسر في آخر 21 مباراة له على الملاعب العشبية لنادي عموم إنجلترا.
ومع حظر مشاركة ميدفيديف وغياب الألماني ألكسندر زفيريف المصنف الثاني للإصابة، سيكون ديوكوفيتش المصنف الأول في البطولة ونادال الثاني هما الأكثر ترشيحا لحصد اللقب خاصة أن القرعة جعلت كل منهما في مسار حتى النهائي المقرر في العاشر من يوليو (تموز).
ويمبلدون تنطلق الاثنين من دون «نقاط»... وغياب فيدرر لأول مرة منذ عقدين
الترشيحات تصب في صالح نادال وديوكوفيتش لحصد اللقب مع حرمان اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة
ويمبلدون تنطلق الاثنين من دون «نقاط»... وغياب فيدرر لأول مرة منذ عقدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة