اكتشاف سمكة بلا وجه عاشت قبل ملايين السنين

العلماء يسعون لمعرفة أسرار هذا التطور

اكتشاف سمكة بلا وجه عاشت قبل ملايين السنين
TT

اكتشاف سمكة بلا وجه عاشت قبل ملايين السنين

اكتشاف سمكة بلا وجه عاشت قبل ملايين السنين

يسهل أن نقول بشكل مسلم به إن الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات وهي فقاريات مثل البشر هي كائنات لها وجوه، حسب رويترز. لكن هذا لم يكن الحال دوما. فأول كائن من الفقاريات - وهو سمكة بلا فك عاشت منذ ملايين السنين - لم يكن له وجه. ويسعى العلماء لمعرفة متى وكيف حدث هذا التطور وأصبح لهذه السمكة وجه.
كانت هذه السمكة الصغيرة التي تعرف باسم روموندينا تجوب البحار قبل 415 مليون عام وعثر العلماء على بقايا حفرية لها في المنطقة القطبية في كندا وبدأ هذا الكشف يقدم بعض الإجابات الهادية. وجعلت مجموعة من الباحثين من السويد وفرنسا سمكة الروموندينا محور بحثهم ووصفوا في دراسة نشرت في دورية نيتشر العلمية أول من أمس الأربعاء تطور الوجه خطوة خطوة مع تحول كائن فقري بلا فك إلى كائن ذي فك. وكان تطور الفك مقدمة لتطور الوجه.
واستخدم الباحثون الأشعة السينية عالية الطاقة لفحص الهيكل الداخلي لجمجمة سمكة الروموندينا في مركز يوروبيان سينكروترون (إي.إس.آر.إف) في فرنسا ثم أعادوا بالأسلوب الرقمي بناء التشريح ثلاثي الأبعاد.
وقالوا إن الروموندينا كشفت عن مزيج من السمات البدائية التي رصدت في الأسماك التي لا فك لها وسمات أحدث وجدت في الأسماك ذات الفك. وكان تشريح رأسها فريدا حيث كانت مقدمة الدماغ قصيرة جدا ولها «شفة عليا» غاية في الغرابة ممتدة إلى أمام الأنف. وسمك الروموندينا هو نوع من الأسماك عاش في العصر السيلوري والعصر الديفوني من تاريخ كوكب الأرض قبل أن تنقرض منذ نحو 360 مليون عام.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.