لقي ألف شخص على الأقل حتفهم وجُرح أكثر من 1500 آخرين، في زلزال قوي ضرب منطقة حدودية نائية في جنوب شرق أفغانستان ليل الثلاثاء - الأربعاء، حسبما ذكرت السلطات التي تتخوف من ارتفاع حصيلة الضحايا.
ونقلت «رويترز» عن المسؤول في وزارة الداخلية صلاح الدين أيوبي، أن طائرات هليكوبتر نشرت في إطار جهود الإنقاذ لتسهيل الوصول للجرحى ونقل الإمدادات الطبية والغذاء. ورجح «أن يرتفع عدد القتلى لأن بعض القرى تقع في مناطق نائية في الجبال وسيستغرق الأمر بعض الوقت لجمع التفاصيل».
فيما قال رئيس الإعلام والثقافة في ولاية بكتيكا محمد أمين حذيفة في رسالة نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية: «بلغ عدد القتلى الألف وهذا العدد يرتفع… الناس يحفرون القبر تلو القبر». وأشار إلى إصابة حوالي 1500 شخص في بكتيكا، في أكثر الزلازل فتكاً في أفغانستان منذ أكثر من عقدين. وقال «كما أنها تمطر. دُمرت جميع المنازل وليس هناك خيام أو طعام. الناس ما زالوا عالقين تحت الأنقاض... نحن بحاجة إلى مساعدة فورية».
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن زلزال أمس هو الأسوأ منذ 2002، ووقع على بعد 44 كيلومتراً من مدينة خوست في جنوب شرق أفغانستان قرب الحدود مع باكستان.
وقال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي في تغريدة على «تويتر» إن الهزة شعر بها نحو 119 مليون شخص في باكستان وأفغانستان والهند. لكن لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار في باكستان.
وقدّر المركز قوة الزلزال عند 6.1 درجة، على الرغم من أن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قالت إنها بلغت 5.9 درجة.
وقال يعقوب منذور أحد زعماء القبائل من بكتيكا، إن الكثير من الجرحى من منطقة جيان في الولاية وتم نقلهم إلى المستشفى في سيارات إسعاف ومروحيات. أضاف «الأسواق المحلية مغلقة فقد هرع الناس الى المناطق المتضررة للمساعدة».
وتظهر مقاطع فيديو سكان المناطق المتضررة وهم ينقلون جرحى إلى مروحية.
خدمات الطوارئ في أفغانستان محدودة العدد والإمكانات منذ فترة طويلة، وهي غير قادرة على التعامل وحدها مع كارثة طبيعية كبرى.
وقدم زعيم حركة «طالبان» هبة الله أخوند زاده تعازيه لأسر الضحايا في بيان.
وستشكل جهود الإنقاذ اختباراً كبيراً لـ«طالبان» التي استولت على السلطة في أغسطس (آب) الماضي وحُرمت البلاد بعدها من الكثير من المساعدات الدولية بسبب العقوبات.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية إنهم سيرحبون بأي مساعدات من أي منظمة دولية
وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن «حزنه العميق» لهذه المأساة. فيما بدأت باكستان في إرسال مساعدات تتضمن مواد غذائية وخياماً وبطانيات.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة: «بالنظر إلى الأمطار الغزيرة والبرد، وهو أمر غير مألوف في هذا الموسم، فإن الملاجئ في حالات الطوارئ تمثل أولوية عاجلة». وأشار إلى أن السكان بحاجة أيضاً إلى رعاية طارئة فورية ومساعدات غذائية وغير غذائية وتقديم العون لإصلاح خدمات المياه والصرف الصحي.
وتشهد أفغانستان سيولاً في العديد من المناطق، وقالت هيئة إدارة الكوارث إنها أدت إلى مقتل 11 شخصا وإصابة 50 آخرين وإغلاق مسافات ممتدة من الطرق السريعة، ما يزيد من التحديات التي تواجهها السلطات الأفغانية.
وكتب مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص إلى أفغانستان توماس نيكلاسون على «تويتر»: «يراقب الاتحاد الوضع... وهو على استعداد للتنسيق وتقديم المساعدات الطارئة».
فيما نقلت «رويترز» عن نائب مبعوث الأمم المتحدة في أفغانستان رامز الأكبروف الذي ينسق العمليات الإنسانية، أن المنظمة الدولية لا تملك قدرات في ما يتعلق بالبحث والإنقاذ في أفغانستان، وإن تركيا «في أفضل وضع» لتقديم هذه المساعدة. أضاف: «تحدثنا عن ذلك مع سفارة تركيا هنا… وهم ينتظرون الطلب الرسمي… لن نتمكن من تقديم مثل هذا الطلب إلا بعد مناقشة السلطات الفعلية وبناء على ما هو موجود على الأرض في الوقت الراهن».
ويأتي الزلزال في وقت تشهد فيه أفغانستان أزمة اقتصادية حادة منذ تولي حركة «طالبان» السلطة مع انسحاب قوات دولية تقودها الولايات المتحدة من البلاد بعد حرب دامت نحو 20 عاما.
وغالباً ما تضرب زلازل شمال أفغانستان وخصوصا محيط سلسلة هندوكوش الجبلية حيث تتصادم الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية. وتلحق الهزات الأرضية أضراراً بالمباني والمنازل المبنية بشكل سيئ في أفغانستان الفقيرة.