سفينة حبوب تركية تغادر ميناء ماريوبول الأوكراني

غادرت أول سفينة تركية محملة بالحبوب أمس (الأربعاء) ميناء ماريوبول الأوكراني الخاضع لسيطرة الجيش الروسي والانفصاليين بعد مباحثات تركية روسية في موسكو وسط أنباء عن عقد اجتماع رباعي بين ممثلي تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في إسطنبول في غضون 10 أيام لبحث مسألة فتح ممرات آمنة في البحر الأسود لنقل الحبوب من أوكرانيا.
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية غادرت السفينة التركية، التي تحمل اسم «آزوف كونكورد» ميناء ماريوبول، لتكون هي السفينة الأجنبية الأولى التي تغادر محملة بالحبوب الأوكرانية بعد انتظارها لأيام في الميناء. وعقد اجتماع مطول بين وفدين عسكريين روسي وتركي في موسكو، أول من أمس، في إطار «دبلوماسية الخط الأحمر» (خط الحبوب)، وصفته الوكالة بأنه كان بناء وإيجابيا للغاية. وناقش الوفد العسكري التركي، خلال الاجتماع أيضا، الإعادة الآمنة لطائرات القوات المسلحة التركية الموجودة في مطار بوريسبول إلى تركيا. وقالت مصادر تركية إنه تم التوصل إلى تفاهم لعقد اجتماع رباعي في إسطنبول لممثلي تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة لحل مشكلة نقل الحبوب وإنشاء ممرات آمنة في البحر الأسود.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في 26 مايو (أيار) الماضي، إن 6 سفن شحن كانت تنتظر في ميناء ماريوبول الأوكراني، هي: «تساريفنا» البلغارية، «أزبورغ» الدومينيكية، «بلو ستار» البنمية، «سمارتا» الليبيرية و«آزوف كونكورد» التركية و«ليدي أغوستا» الجمايكية. وبحسب وسائل إعلام تركية، من المنتظر أن يعقد الاجتماع الرباعي في إسطنبول في غضون 10 أيام، ويمكن أن ينضم إليه الرئيس رجب طيب إردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وكشفت صحيفة «خبرتورك» التركية، عن أن هناك 3 ممرات سيتم إنشاؤها بموجب الخطة في 4 موانئ منفصلة في مدينة أوديسا الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، وأن المنتجات الغذائية الأوكرانية والروسية سيتم شحنها من هناك، وأنه من المتوقع شحن ما بين 30 و35 مليون طنا من الحبوب من هناك في غضون 6 إلى 8 أشهر. وتجري الأمم المتحدة مفاوضات منذ أسابيع مع روسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق يسمح بإخراج الحبوب من أوكرانيا وعودة الأسمدة المنتجة في روسيا إلى السوق الدولية، لكن لم تفض المحادثات إلى اتفاق بعد.
كما تدخلت تركيا منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) الماضي، لحل مشكلة الإمدادات الغذائية خلال «دبلوماسية الخط الأحمر» (خط الحبوب). وأجرى إردوغان، أول من أمس، اتصالا هاتفيا مع الأمين العام لأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول جهودهم المشتركة لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لمنع استمرار أزمة الغذاء العالمية. وبحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ووفد عسكري روسي، خلال زيارة لتركيا في 9 يونيو (حزيران) الحالي، فتح ممر آمن للحبوب في البحر الأسود بالتعاون مع تركيا وأكد استعداد بلاده للمشاركة في الاجتماع الرباعي في إسطنبول.