جناح «الأبحاث والإعلام» في «كان ليونز» يبحث الاتزان الرقمي والابتكار في الإعلام

جانب من ندوة الاتزان الرقمي في جناح «الأبحاث والإعلام» (الشرق الأوسط)
جانب من ندوة الاتزان الرقمي في جناح «الأبحاث والإعلام» (الشرق الأوسط)
TT

جناح «الأبحاث والإعلام» في «كان ليونز» يبحث الاتزان الرقمي والابتكار في الإعلام

جانب من ندوة الاتزان الرقمي في جناح «الأبحاث والإعلام» (الشرق الأوسط)
جانب من ندوة الاتزان الرقمي في جناح «الأبحاث والإعلام» (الشرق الأوسط)

احتضن جناح المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) في اليوم الثاني من مشاركته في مهرجان «كان ليونز الدولي للإبداع»، ندوتين تفاعليتين بحثتا الاتّزان الرقمي وتوجهات الابتكار في الإعلام.
فقد بحثت ندوة أدارتها هيفاء الجديع، المدير العام لـSRMG Think، وشارك فيها عبد الله الراشد، مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ولاريسا ماي، مؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة#HalfTheStory غير الربحية، تحدي «الاتزان الرقمي» وسبل بناء علاقة إيجابية بين المستخدم والمنصات الرقمية.
وقالت ماي، إن الاتزان الرقمي يختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف علاقة الأشخاص بالغذاء والرياضة. وتضيف «يمكن تعريف هذا المفهوم بنقطة تقاطع الصحة النفسية مع العادات الرقمية، بهدف تحقيق توازن». واستعرضت ماي الجهود التي تبذلها مؤسستها في ولاية كاليفورنيا لاعتماد قانون «مسؤولية وسائل التواصل الاجتماعي تجاه الأطفال»، والذي يسعى لمساءلة شركات التقنية لاستخدامها خوارزميات «تشجع الأطفال على إدمان استخدام المنصات الرقمية».
إلى ذلك، قالت ماي، إن أجيال اليوم هي الأولى في تاريخ البشرية التي لم تعاصر عالماً خالياً أو غير معتمد على التقنية. وسلّطت الضوء على أهمية التوعية بمخاطر تمضية ساعات طويلة على الهاتف، وتأثيرها على نمو الأطفال والمراهقين بشكل خاص، لافتة إلى ضرورة بناء منظومة متكاملة تتيح تأسيس علاقة إيجابية بين المستخدم وأجهزته الذكية.
من جهته، يقول الراشد، إن قضية الاتزان الرقمي تطرح نفسها على المستخدمين حول العالم؛ ما يجعله تحدياً عالمياً بخصائص محلية. ويقول «تشهد السعودية استخداماً كبيراً لمنصات التواصل الاجتماعي؛ إذ تحتل المرتبة الأولى في استخدام منصّة (يوتيوب)، والثالثة في (تويتر) و(سنابشات) عالمياً. يُضاف إلى ذلك أن 70 في المائة من إجمالي السكان لا يتجاوز سن 35 عاماً؛ ما يضاعف من حجم التحدي». وتساءل الراشد «كيف يؤثر هذا الاستهلاك الكبير للتقنية على صحة الشباب النفسية، وعلاقاتهم بأسرهم، وثقافتهم وهويتهم؟».

ولفت الراشد إلى أن شركات التقنية الكبرى لعبت دوراً إيجابياً ووفرت الكثير من الفرص للمجتمعات، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية الاعتدال في استخدامها. ويرى مدير «إثراء»، المركز الذي استحدث مصطلح الاتزان الرقمي، أن لدى القطاع الخاص دوراً ليلعبه في التوعية، عبر الإبداع في المنصات الإعلامية والتسويقية لتوسيع النقاش حول هذه الظاهرة وتحديد التحديات التي تطرحها وسبل تجاوزها.
واستعرضت الندوة الثانية، التي أدارها رياض حمادة، مدير الشرق للأعمال مع «بلومبرغ»، وشارك فيها لوران ثيفينيت، رئيس قسم التكنولوجيا الإبداعية بـPublicis Group APAC&MEA، وبير بيدرسون، مؤسس ورئيس الإبداعي العالمي بـby The Network، وربيكا بيزينا، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لـR-GA London، توجهات الابتكار في الإعلام، ودور الذكاء الصناعي في الحملات الإبداعية.
وقالت بيزينا، إن التقنية أزاحت العوائق وأتاحت التواصل مع المستهلك بطرق جديدة ومبتكرة. كما اعتبرت أنّها غيّرت العملية الإبداعية بشكل كامل، ووفّرت إمكانيات غير متناهية.
من جهته، رأى بيدرسن، أن المبدعين يبحثون باستمرار عن طرق جديدة لاستخدام وتطبيق التقنية، ويستكشفون في الوقت ذاته سبل تطوير وسائل الإعلام التقليدية كالمطبوعات والتلفزيون بشكل حديث عبر استخدام التقنية. وقال بيدرسن، إن تسارع التقنية يخلق تردداً لدى بعض الشركات المتمسكة باستراتيجيات التسويق والإعلام التقليدي «لكن بشكل عام، فإن التوجه الحالي يدعم اختبار تقنيات جديدة».
أما ثيفينيت، فتطرّق إلى دور الذكاء الصناعي في الإعلام. وقال، إنه يؤثر على العملية الإبداعية، لافتاً إلى ظهور خوارزميات خاصة بخلق وسائط بصرية. ولم يستبعد ثيفينيت أن تصبح الآلة شريكاً للإنسان، مذكّراً بتجربة «فوتوشوب» التي تحوّلت من مجرّد تجربة إلى جزء أساسي في الحملات الإبداعية.


مقالات ذات صلة

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)
يوميات الشرق الملتقى يُعدُّ أكبر تجمع في السعودية للمؤثرين والخبراء وصناع المحتوى الرقمي (واس)

السعودية تطلق أول ملتقى لـ«صناع التأثير» في العالم

أعلن وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري إطلاق الملتقى الأول لصناع التأثير (ImpaQ)، الذي تستضيفه العاصمة الرياض يومي 18 و19 ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كرم جبر (الهيئة الوطنية للإعلام)

إغلاق قناة وإيقاف برنامجين في مصر بسبب «مخالفات مهنية»

هذه القرارات تطبيق فعلي للمعايير المهنية التي ينبغي التزام جميع القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية ومنصات ومواقع التواصل الاجتماعي الجماهيرية بها...

محمد الكفراوي (القاهرة )

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)
الملصق الدعائي للفيلم (حساب المخرج على فيسبوك)
TT

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)
الملصق الدعائي للفيلم (حساب المخرج على فيسبوك)

بعد تتويجه بجائزة «العين الذهبية» في مهرجان كان السينمائي، وفوزه أخيراً بجائزة «نجمة الجونة» لأفضل فيلم وثائقي «مناصفة»، وحصول مخرجيه ندى رياض وأيمن الأمير على جائزة مجلة «فارايتي» الأميركية لأفضل موهبة عربية، ومشاركته في مهرجانات دولية من بينها «شيكاغو» الأميركي، بدأ الفيلم الوثائقي المصري «رفعت عيني للسما» المعنون بالإنجليزية «The Brink Of Dreams» رحلته في دور العرض بمصر، حيث يعرض في 20 من دور العرض بالقاهرة والإسكندرية والأقصر وبنها والجونة بالبحر الأحمر، في واقعة غير مسبوقة لفيلم وثائقي، ويعد الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين مصر وفرنسا والدنمارك والسعودية وقطر.

يتتبع الفيلم رحلة مجموعة من الفتيات بقرية «برشا» في صعيد مصر لتأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن في شوارع القرية لطرح قضايا تؤرقهن، مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، ويواجهن رفض مجتمعهن، بل ويصفهن البعض بالخروج عن الأدب، ويتعرضن لمضايقات من رواد العروض الذين يسخرون منهن.

يعرض الفيلم الذي جرى تصويره على مدى 4 سنوات لوقائع حقيقية، وتنتقل الكاميرات بين الشوارع والبيوت الفقيرة التي يعشن فيها، وأسطح المنازل اللاتي يقمن بعقد اجتماعات الفرقة بها، والتدريب على العروض التي تتسم بالجرأة وتنتقد المجتمع الصعيدي في تعامله مع المرأة، وحاز الفيلم إشادات نقدية واسعة من نقاد عرب وأجانب.

وتصدر الملصق الدعائي للفيلم صور بطلات الفرقة «ماجدة مسعود، وهايدي سامح، ومونيكا يوسف، ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا نصر مؤسسة الفرقة»، وهن صاحبات هذه المبادرة اللاتي بدأنها قبل 10 سنوات، ولفت نشاطهن نظر المخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، فقررا توثيق رحلتهن بعدما لاحظا إصراراً من البنات على مواصلة عروضهن.

وحول عرض الفيلم في هذا العدد الكبير من دور العرض ومدى ما يعكسه ذلك كونه فيلماً وثائقياً يقول المخرج أيمن الأمير لـ«الشرق الأوسط»: «الفيلم يحكي قصة وينقل مشاعر، ويعبر عن شخصيات بغض النظر عن نوعه، وهناك جمهور أحبه وتأثر وهو يشاهده، والتقينا به في عروض حضرتها البنات بطلات الفيلم، وقد التف الجمهور يتحدث معهن ويطمئن على أخبارهن، وهذا بالنسبة لي النجاح، وأن تتصدر بنات من الصعيد بطولة فيلم ويعرض فيلمهن بجوار أفلام لنجوم معروفة؛ فهذا بالنسبة لي هو النجاح بعينه».

مخرجا الفيلم الزوجان أيمن الأمير وندى رياض (حساب المخرج على فيسبوك)

وقد تغيرت أحوال بطلاته وبدأن بشق طريقهن الفني، فقد جاءت ماجدة وهايدي إلى القاهرة؛ الأولى لدراسة التمثيل، والثانية لدراسة الرقص المعاصر، فيما طرحت مونيكا 3 أغنيات على مواقع الأغاني المعروفة، من بينها أغنيتها التي تؤديها بالفيلم «سيبوا الهوى لصحابه».

تقول ماجدة لـ«الشرق الأوسط»: «الأوضاع تغيرت تماماً، قبل ذلك كان الناس في قريتنا يرفضون ما قمنا به وكانوا يقولون (عيب أن تتكلموا في قضايا النساء)، ويتهموننا بتحريض البنات على عدم الزواج، لكن بعد الفيلم اختلفت الصورة تماماً، وأقام أخي بعد عودتنا من (كان) احتفالاً كبيراً، والقرية كلها أقامت احتفالاً لاستقبالنا عند عودتنا، وبدأت الأسر ترسل بناتها للانضمام للفرقة، لقد كان الفيلم أكبر حدث تحقق لنا، وقدمنا عروضاً بالشارع خلال مهرجان (كان)، وكانت مصحوبة بترجمة فرنسية، وفوجئنا بالفرنسيات ينضممن لنا ويصفقن معنا».

ماجدة مسعود تتمنى أن تمثل في السينما والمسرح (حساب المخرج على فيسبوك)

وتضيف ماجدة أنه «قبل الفيلم كنا نكتفي بالتمثيل في شوارع القرية وما حولها وما زلنا نواصل ذلك، لكن الآن أصبح لدينا أمل، ليس فقط في مناقشة قضايانا، بل لأن نشق طريقنا في الفن، وقد بدأت منذ عام دراسة المسرح الاجتماعي في (الجيزويت) لأنني أتمنى أن أكون ممثلة في السينما والمسرح».

لكن هايدي التي انضمت للفرقة عام 2016 وجدت تشجيعاً من والدها في الواقع مثلما ظهر بالفيلم يشجعها ويدفعها للاستمرار والتعلم والدراسة، وقد شعرت بالحزن لوفاته عقب تصوير الفيلم، كما شجعتها أيضاً والدتها دميانة نصار بطلة فيلم «ريش»، كانت هايدي تحلم بدراسة الباليه، لكن لأن عمرها 22 عاماً فقد أصبح من الصعب تعلمه، وقد جاءت للقاهرة لتعلم الرقص المعاصر وتتمنى أن تجمع بين الرقص والتمثيل، مؤكدة أن الموهبة ليست كافية ولا بد من اكتساب الخبرة.

هايدي اتجهت لدراسة الرقص المعاصر (حساب المخرج على فيسبوك)

وتلفت هايدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تكاليف الورش التي يتعلمن بها كبيرة وفوق قدراتهن، آملة الحصول على منحة للدراسة لاستكمال طريقهن».

ووفقاً للناقد خالد محمود، فإن الفيلم يعد تجربة مهمة لخصوصية قصته وما يطرحه؛ كونه يخترق منطقة في صعيد مصر ويناقش فكرة كيف يتحرر الإنسان ويدافع عن أحلامه، أياً كانت ظروف المجتمع حوله، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتمنى أن يكون الشق التوثيقي للفيلم أفضل من ذلك وأن يحمل رؤية فنية أعمق، وأرى أن المشهد الأخير بالفيلم هو أهم مشاهده سينمائياً، حيث تتسلم البنات الصغيرات الراية من الكبار ويقلدهن ويقدمن مسرح شارع مثلهن، ما يؤكد أن فرقة (برشا) تركت تأثيراً على الجيل الجديد».

ويشير محمود إلى أنه «من المهم عرض هذه النوعية من الأفلام في دور العرض كنوع من التغيير لثقافة سينمائية سائدة»، مؤكداً أن عرضها يمكن أن يبني جسوراً مع الجمهور العادي وبالتالي تشجع صناع الأفلام على تقديمها، مثلما تشجع الموزعين على قبول عرضها دون خوف من عدم تحقيقها لإيرادات.