مسقط رأس القذافي.. ضحية الفراغ الأمني

منذ أشهر، تعاني مدينة سرت الليبية، مسقط رأس القذافي ومكان مقتله، من فوضى وانفلات أمني شديدين، جعلاها فريسة لتنظيم داعش المتطرف، الذي استغل الحرب الأهلية بين الحكومتين المتنافستين من أجل تعزيز تواجده في شمال أفريقيا.
وأمس (الخميس) هاجم الطيران العسكري التابع للحكومة الليبية الموازية في طرابلس، مواقع لتنظيم داعش في مدينة سرت ومحيطها، وذلك بعد إعلان التنظيم سيطرته على قاعدة جوية هناك.
وقال متحدث باسم الحكومة التي يقع مقرها في طرابلس، بأن طائرات حربية هاجمت مواقع لـ«داعش» في سرت، مضيفا أنه ليس لديه علم بتقارير بأن التنظيم استولى على قاعدة القرضابية الجوية القريبة من مطار سرت المدني جنوبي المدينة.
وقال «داعش» في بيان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأنه يسيطر على القاعدة وأن اشتباكات تدور بين الجانبين في نقاط رئيسية في سرت.
ويستغل التنظيم الاضطراب العام في ليبيا لتعزيز وجوده في عدد من المدن، وقد أصبحت ليبيا الآن ثالث معقل كبير للتنظيم الذي أعلن قيام دولة الخلافة في الأراضي التي استولى عليها في سوريا والعراق.
وسيطر المتشددون هذا العام على سرت، ودفعوا إلى ضواحيها قوة موالية لحكومة طرابلس الموازية، التي أخرجت رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبد الله الثني من العاصمة إلى شرق البلاد في أغسطس (آب).
ولجأت الجماعات المتشددة إلى سرت، التي شهدت دمارًا كبيرًا خلال الثورة وأفرغت من أي وجود للقوى العسكرية، بعد الهجمات التي نفذها متشددون على مقر السفارة الأميركية في بنغازي في عام 2012. وأدى ذلك إلى قيام مواطنين باقتحام مقار هذه الجماعات وطردها من بنغازي قبل أن تعود إليها بشكل غير معلن حيث تخوض معارك شبه يومية مع الجيش.