تصاعد احتمالات سقوط الاقتصاد الأميركي في براثن الركود

تتزايد تحذيرات الخبراء ورجال المال الكبار من تزايد احتمال سقوط الاقتصاد الأميركي في براثن الركود (رويترز)
تتزايد تحذيرات الخبراء ورجال المال الكبار من تزايد احتمال سقوط الاقتصاد الأميركي في براثن الركود (رويترز)
TT

تصاعد احتمالات سقوط الاقتصاد الأميركي في براثن الركود

تتزايد تحذيرات الخبراء ورجال المال الكبار من تزايد احتمال سقوط الاقتصاد الأميركي في براثن الركود (رويترز)
تتزايد تحذيرات الخبراء ورجال المال الكبار من تزايد احتمال سقوط الاقتصاد الأميركي في براثن الركود (رويترز)

حذر خبراء ورجال مال كبار من تزايد احتمال سقوط الاقتصاد الأميركي في براثن الركود. ووفقا لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، تثير هذه التوقعات المخاوف من تراجع صعب لأكبر اقتصاد في العالم، حيث لجأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة أسرع وتيرة للتضخم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود.
وتعود هذه المخاوف لعدد من الشخصيات المعتبرة، وعلى رأسها كل من الملياردير إيلون ماسك، والخبير الاقتصادي نورييل روبيني، ومؤسسة غولدمان ساكس للخدمات المالية.
وعلى الجانب الآخر، قال جيمس بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس يوم الاثنين إن البنك المركزي الأميركي قد يرفع أسعار الفائدة سريعا ويحقق «أداء فلكيا» للاقتصاد هذا العام، إذا كان بوسعه أن يكرر دورة تشديد السياسة النقدية التي نفذها في عام 1994.
وأبلغ بولارد ندوة اقتصادية في مدينة برشلونة الإسبانية أن «دورة التشديد تلك سببت بعض العرقلة في ذلك العام... لكنني شعرت دوما بأن ذلك دفع الاقتصاد الأميركي إلى أداء فلكي في النصف الثاني من عقد التسعينات... آمل أن نتمكن من أن يكون لدينا شيء مماثل هذه المرة».
وبولارد مساند قوي لإجراءات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لترويض تضخم مرتفع وصل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأميركي البالغ 2 في المائة. وقال: «نحن نتحرك بسرعة، لكننا نتحرك من مستوى منخفض ومن السياسة النقدية الشديدة التيسير التي نفذناها».
التباينات في وجهات النظر تأتي فيما كشفت دراسة أن أكثر من نصف المستهلكين في الاقتصادات الكبرى لم يدخروا ما يكفي من المال خلال فترة جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19).
وتقوض الدراسة التي أجرتها مؤسسة «يوغوف» للأبحاث والدراسات في 18 دولة، وشاركتها بشكل خاص مع وكالة بلومبرغ للأنباء، فكرة أن العائلات لديها مدخرات للتأمين ضد أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة المتفاقمة.
وقالت «يوغوف» إن 51 في المائة من المشاركين في الدراسة فشلوا في إضافة أموال لمدخراتهم خلال فترة الجائحة. وتم تسجيل أقل نسبة ادخار في ألمانيا بنسبة 39 في المائة، في حين كانت النسبة في إيطاليا 40 في المائة. وكانت النسبة في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا أقل من 50 في المائة. وتبدد الدراسة، التي شملت 20 ألف شخص بالغ في 18 دولة، الآمال في أن وفرة المدخرات العالمية ستساعد العائلات في تحمل ارتفاع التضخم.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.