مبعوث الأمم المتحدة: ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي

ممثلون عن بلديات ليبية يجتمعون في تونس اليوم لبحث وضع حد للأزمة في البلاد

مبعوث الأمم المتحدة: ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي
TT

مبعوث الأمم المتحدة: ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي

مبعوث الأمم المتحدة: ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي

قال برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، أمس، إن ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي، في الوقت الذي تتفاوض فيه الفصائل المتنافسة على تسوية سياسية.
وأضاف ليون، الذي يحاول منذ شهور التوسط في اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، أن الأمم المتحدة تعد مسودة جديدة لاتفاق سياسي محتمل، تأمل أن تقدمه إلى الأطراف المتنافسة في الأسبوع الأول من يونيو (حزيران) المقبل.
وتتصارع في ليبيا حكومتان؛ إحداهما في الشرق، والأخرى في طرابلس، للسيطرة على البلد الغني بالنفط، وذلك بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.
وأوضح ليون أن الفصائل المتنافسة توافقت في الجولة الماضية من المحادثات في المغرب على 80 في المائة من «اتفاق»، وأن المفاوضين يعملون على النسبة المتبقية، وأنها الجزء الأصعب. وتابع خلال حديثه في مؤتمر صحافي بمدينة بروكسل، أن الليبيين «يدركون أن الحل الوحيد هو الاتفاق السياسي، لكن من الصعب القول إنه ممكن في غضون الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة»، محذرا من أن الوقت بدأ ينفد أمام ليبيا.
وتابع ليون مستدركا: «ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي والمالي. إنها تواجه تهديدات أمنية هائلة بسبب الحرب الأهلية، وأيضا بسبب خطر (داعش)»، الذي اكتسب موطئ قدم له في ليبيا، وأضاف أن «الانهيار الاقتصادي لليبيا احتمال حقيقي. فقد التقيت أخيرا بمحافظ البنك المركزي، والوضع صعب للغاية في ما يتعلق بالماليات العامة الليبية».
وعلى صعيد متصل، أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا أن ممثلين عن بلديات ليبية سيجتمعون في تونس اليوم وغدا، وذلك في إطار الحوار الذي ترعاه هذه البعثة بهدف إنهاء النزاع الدامي في ليبيا.
وقالت البعثة في بيان إنه «سيتم عقد اجتماع في العاصمة التونسية لعمداء وممثلي البلديات من المدن والبلدات في أنحاء ليبيا»، وأضافت أن هذه الاجتماعات تأتي «في إطار الحوار السياسي لوضع حد للأزمة في البلاد»؛ حيث «سيتم إطلاع المشاركين على التطورات في الحوار السياسي الليبي، وسيناقش المشاركون بنودا أخرى على جدول الأعمال».
وأوضحت البعثة أن بين هذه البنود «متابعة ما جرى في الاجتماعات السابقة، وآخر المستجدات بشأن تدابير بناء الثقة ذات الأهمية بالنسبة للبلديات ومجتمعاتها المحلية، مثل الدعم الإنساني، بالإضافة إلى قضية المحتجزين والمفقودين والمهجرين».
وكانت آخر جلسات الحوار الأربع بين ممثلي طرفي النزاع، قد عقدت في أبريل (نيسان) الماضي في المغرب، علما بأن الجزائر تستضيف أيضا جلسات حوار برعاية الأمم المتحدة بين ممثلين عن أحزاب سياسية ليبية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.