ديوان التشريع يفتي بنقل أملاك «الإخوان» في الأردن إلى «الجمعية المرخصة»

الفتوى رفضتها «الجماعة» واعتبرتها سياسية بامتياز وغير قانونية

ديوان التشريع يفتي بنقل أملاك «الإخوان» في الأردن إلى «الجمعية المرخصة»
TT

ديوان التشريع يفتي بنقل أملاك «الإخوان» في الأردن إلى «الجمعية المرخصة»

ديوان التشريع يفتي بنقل أملاك «الإخوان» في الأردن إلى «الجمعية المرخصة»

أكد نوفان العجارمة، رئيس ديوان التشريع والرأي التابع لرئاسة الوزراء في الأردن، فتوى الديوان بجواز نقل أملاك جماعة الإخوان المسلمين إلى جمعية الإخوان المسلمين المرخصة حديثا.
وكان ديوان التشريع والرأي أفتى بجواز نقل أملاك الإخوان إلى الجمعية المرخّصة التي أصبحت خلفًا قانونيًا للجماعة، وذلك بناء على استشارة مقدمة من دائرة الأراضي والمساحة.
وقال المراقب العام للجمعية المرخصة، عبد المجيد الذنيبات، إن فتوى ديوان الرأي والتشريع الخاصة بنقل أملاك الجماعة إلى الجمعية، تعني نقلها وجوبا، عادّا أن من يرفض من كوادر الإخوان هذه الخطوة فليس من الإخوان.
وأضاف الذنيبات في تصريحات صحافية عقب تأكيد رئيس ديوان الرأي والتشريع الدكتور نوفان العجارمة صدور الفتوى، قائلا، إن هذه الخطوة تعني قطعا أن الجمعية أصبحت هي الجهة الشرعية والقانونية باسم الإخوان، وأن الجمعية ستحل محل الجماعة في كل شيء.
أما عن المخاوف من حدوث صدام مع كوادر الإخوان في حال رفضهم تلك التطورات، فقال الذنيبات، إن من «يرفض هذه الخطوة، فلن يبقى في الجماعة».
وأكد بالمقابل، أن الجمعية لا تزال تتيح الفرصة أمام الجماعة الأم للحوار.
من جهتها، عدّت جماعة الإخوان المسلمين (الأم) الفتوى، سياسية بامتياز وغير قانونية. وقالت في تصريح صحافي أمس، إنه كان من الأولى أن تنأى الحكومة بديوان التشريع والرأي عن الدخول في هذا المسار المظلم. وتساءل الناطق الإعلامي باسم الجماعة، معاذ الخوالدة: «منذ متى كانت الأملاك والعقارات تنقل بفتوى من ديوان الرأي والتشريع أو غيره؟ وكيف لجمعية رخصت كجمعية جديدة وليست تصويبا للجماعة القائمة، وعمرها شهور قليلة، أن تستولي على أملاك جماعة عريقة ضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا الأردنية، وأثبتت مركزها القانوني والتاريخي على مدار سبعة عقود مضت، وكانت طيلة تلك العقود، أحد أهم مرتكزات الاستقرار السياسي في الوطن».
وختم حديثه بالقول إن «هذه الجمعية تأتي في سياق دور رسمي لإضعاف الجماعة وإضعاف دورها الوطني، وهو ما نرفضه بشكل قاطع، فالجماعة قائمة مستمرة بعملها ضمن أطر القانون، ولا يحق لأي جهة أن تكون خلفا قانونيا لها».
من جانبه، عدّ الناطق الإعلامي باسم جمعية الإخوان المسلمين (المرخصة) جميل الدهيسات، أن القرار الصادر عن ديوان الرأي والتشريع حول جواز نقل أملاك الإخوان من الجماعة إلى الجمعية، أمر «الطبيعي»، وأن هذه الخطوة طبيعية لاستكمال الإجراءات القانونية والرسمية في التصويب.
وبيّن أن هذه الخطوة ليست استفزازية ولا موترة للأجواء. وقال موضحا: «هذه مقراتكم وأنتم أصحابها، ومرحب بكم، ولن يحدث أمر مخالف لما هو متعارف عليه». ولمح الدهيسات إلى أن كل ما جرى عبارة عن تبدل قيادات، وهذه القيادات ليست أبدية ولا دائمة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.