نظارة تساعد الجراحين على تمييز الخلايا السرطانية

نظارة تساعد الجراحين على تمييز الخلايا السرطانية
TT

نظارة تساعد الجراحين على تمييز الخلايا السرطانية

نظارة تساعد الجراحين على تمييز الخلايا السرطانية

من الصعب تمييز الخلايا السرطانية، وهو ما يجعل جراحة إزالة الأورام السرطانية حتى آخر خلية صعبة للغاية ومحفوفة بالمخاطر.
ويقوم الدكتور صامويل أتشيليفو، وهو بروفيسور في الأشعة والهندسة الطبية الحيوية في جامعة واشنطن، حاليا بتطوير ما يمكن أن نطلق عليه "نظارة تمييز الخلايا السرطانية"، والتي من المتوقع أن تساعد فريق الجراحين على رؤية وتمييز خلايا الأورام الخبيثة خلال الجراحة.
وعلى الرغم من أن تلك النظارة ما زالت في مرحلة التطوير، إلا أن الكثيرين يعتقدون أن هذه التكنولوجيا الحديثة ستكون هدية قيمة للجراحين والمرضى على السواء.
ويوفر معهد السرطان الوطني والمعهد الوطني للتصوير الحيوي الطبي والهندسة الحيوية، منحا لتطوير هذه التكنولوجيا. وفي حال ساعد استخدام هذه النظارة في تقليل اللجوء لجراحات المتابعة، فإن ذلك سيساعد في تقيل جزء كبير من أسباب القلق والمعاناة والألم الذي يشتكي منه المرضى.
ومن خلال استخدام التكنولوجيا الجديدة، سيكون الأطباء قادرين على "رؤية" أنسجة الأورام الخبيثة بمساعدة "ال اس 301" حيث يحقن به المريض قبل إجراء الجراحة. ويتغلغل "ال اس 301" في الخلايا السرطانية، حيث يخضب الأنسجة المصابة من الداخل ويعطيها لونا مشعا يبرق عندما تسقط عليها الأشعة تحت الحمراء التي تخرج من عوينات صغيرة بالنظارة.
الغريب في الامر، أن أتشيليفو كان يريد استخدام "ال اس 301" بطريقة عكسية، بحيث لا يمكنه الاقتراب من الخلايا السرطانية. وفي نهاية تجاربه، اكتشف أن "ال اس 301" يمكنه اختيار الخلايا السرطانية في الثدي والبروستاتا والكبد والمخ والقولون وسرطان الدم وسرطان الخلايا الليمفاوية، بما في ذلك الخلايا الجذعية، والبقاء فيها لمدة تقترب من أسبوع.
غير أنه قبل استخدام النظارة في الجراحة البشرية، سيقوم الباحثون بتجربتها بكلية الطب البيطري في جامعة ميسوري الاميركية في إجراء جراحات الكلاب.
من جهة اخرى، يقول جيفري برايان، أستاذ مساعد علم الأورام في جراحات الطب البيطري، إن كلية الطب التي يعمل بها غالبا ما تتعامل مع سرطان الثدي الذي يصيب الكلاب. وتصاب الكلاب، تماما مثل البشر، بالأورام الحميدة والخبيئة، غير أن الأمر الأكثر أهمية هو أن أورام الكلاب تتطور وتتصرف تماما مثل تلك الأورام التي تصيب البشر.
وستبدأ التجارب المعملية لاختبار تلك النظارة على الكلاب قريبا.
*خدمة «نيويورك تايمز»



هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)

تحمس وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي تولى حقيبة الثقافة قبل 6 أشهر، لعقد «يوم الثقافة» بُغية تكريم المبدعين في مختلف مجالات الإبداع، من منطلق أن «التكريم يعكس إحساساً بالتقدير وشعوراً بالامتنان»، لكن كثرة عدد المكرمين وبعض الأسماء أثارت تساؤلات حول مدى أحقية البعض في التكريم، وسقوط الاحتفالية الجديدة في فخ «التكريمات غير المستحقة».

وأقيم الاحتفال الأربعاء برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدمه الفنان فتحي عبد الوهاب، وكان الوزير قد عهد إلى جهات ثقافية ونقابات فنية باختيار من يستحق التكريم من الأحياء، كما كرم أيضاً الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي، وقد ازدحم بهم وبذويهم المسرح الكبير في دار الأوبرا.

ورأى فنانون من بينهم يحيى الفخراني أن «الاحتفالية تمثل عودة للاهتمام بالرموز الثقافية»، وأضاف الفخراني خلال تكريمه بدار الأوبرا المصرية: «سعادتي غير عادية اليوم».

الفنان يحيى الفخراني يلقي كلمة عقب تكريمه في يوم الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

وشهد الاحتفال تكريم عدد كبير من الفنانين والأدباء والمثقفين على غرار يحيى الفخراني، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والمايسترو ناير ناجي، والشاعر سامح محجوب، والدكتور أحمد درويش، والمخرجين هاني خليفة، ومروان حامد، والسينارست عبد الرحيم كمال، والفنان محمد منير الذي تغيب عن الحضور لظروف صحية، وتوجه الوزير لزيارته في منزله عقب انتهاء الحفل قائلاً له إن «مصر كلها تشكرك على فنك وإبداعك».

كما تم تكريم المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا، وقد بلغ عددهم 35 فناناً ومثقفاً، من بينهم مصطفى فهمي، وحسن يوسف، ونبيل الحلفاوي، والملحن حلمي بكر، وشيرين سيف النصر، وصلاح السعدني، وعاطف بشاي، والفنان التشكيلي حلمي التوني، والملحن محمد رحيم، والمطرب أحمد عدوية.

وزير الثقافة يرحب بحفيد وابنة السينارست الراحل بشير الديك (وزارة الثقافة المصرية)

وانتقد الكاتب والناقد المصري طارق الشناوي تكريم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو اختاره مجلس النقابة كان عليه أن ينأى بنفسه عن ذلك»، مشيراً إلى أن الاختيارات جاءت على عُجالة، ولم يتم وضع خطوط عريضة لمواصفات المكرمين، كما أنه لا يجوز أن يُرشح نقيب الموسيقيين ورئيس اتحاد الكتّاب نفسيهما للتكريم، وأنه كان على الوزير أن يتدخل «ما دام أن هناك خطأ». لكن الشناوي، أحد أعضاء لجنة الاختيار، يلفت إلى أهمية هذا الاحتفال الذي عدّه «عودة حميدة للاهتمام بالإبداع والمبدعين»، مشدداً على أهمية «إتاحة الوقت للترتيب له، وتحديد من يحصل على الجوائز، واختيار تاريخ له دلالة لهذا الاحتفال السنوي، كذكرى ميلاد فنان أو مثقف كبير، أو حدث ثقافي مهم»، ضارباً المثل بـ«اختيار الرئيس السادات 8 أكتوبر (تشرين الأول) لإقامة عيد الفن ليعكس أهمية دور الفن في نصر أكتوبر».

الوزير ذهب ليكرم محمد منير في بيته (وزارة الثقافة المصرية)

ووفق الكاتبة الصحافية أنس الوجود رضوان، عضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، فإن «الاحتفال حقق حالة جميلة تنطوي على بهجة وحراك ثقافي؛ ما يمثل عيداً شاملاً للثقافة بفروعها المتعددة»، متطلعة لإضافة «تكريم مبدعي الأقاليم في العام المقبل».

وتؤكد رضوان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تكريم نقيب الموسيقيين لا تُحاسب عليه وزارة الثقافة؛ لأنه اختيار مجلس نقابته، وهي مسؤولة عن اختياراتها».

ورداً على اعتراض البعض على تكريم اسم أحمد عدوية، تؤكد أن «عدوية يُعد حالة فنية في الغناء الشعبي المصري وله جمهور، فلماذا نقلل من عطائه؟!».

ولفتت الناقدة ماجدة موريس إلى أهمية وجود لجنة تختص بالترتيب الجيد لهذا اليوم المهم للثقافة المصرية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه من الطبيعي أن تكون هناك لجنة مختصة لمراجعة الأسماء والتأكد من جدارتها بالتكريم، ووضع معايير محددة لتلك الاختيارات، قائلة: «لقد اعتاد البعض على المجاملة في اختياراته، وهذا لا يجوز في احتفال الثقافة المصرية، كما أن العدد الكبير للمكرمين يفقد التكريم قدراً من أهميته، ومن المهم أن يتم التنسيق له بشكل مختلف في دورته المقبلة بتشكيل لجنة تعمل على مدى العام وترصد الأسماء المستحقة التي لعبت دوراً أصيلاً في تأكيد الهوية المصرية».

المخرج مروان حامد يتسلم تكريمه من وزير الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

وتعليقاً على ما أثير بشأن انتقاد تكريم المطرب الشعبي أحمد عدوية، قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، على «فيسبوك»، إن «أحمد عدوية ظاهرة غنائية غيرت في نمط الأغنية الذي ظل سائداً في مصر منذ الخمسينات حتى بداية السبعينات»، معتبراً تكريم وزير الثقافة له «اعترافاً بالفنون الجماهيرية التي يطرب لها الناس حتى ولو كانت فاقدة للمعايير الموسيقية السائدة».